ترجمة: مهدي عبدالله
نتابع اليوم المقال الذي كتبته روز نايكرك، عضو الإرسالية الأمريكية في البحرين في الخمسينات، ونشر في العدد 224 المؤرخ صيف 1951 من مجلة اريبيا كولنج Arabia Calling التي كانت تصدرها الإرسالية آنذاك.
غادرت أم العريس غرفة العرس، وأنا غادرتها أيضا فتم إغلاق الباب وأصبح العريس والعروس بمفردهما. وفي اللحظة التي خطوت فيها خارج الباب أمسكت زهرة ذراعي وهمست في أذني وسألتني: ما نوع هذا الشاب؟ هل يبدو مبتهجا؟ إنهم يقولون أنه يتمتع بشخصية طيبة. أنتِ رأيته، أنتِ تحدثت إليه، هل تعتقدين ذلك؟
قلت لها أنني أعتقد أنه يبدو شاباً لطيفا من خلال ما يستطيع المرء أن يأخذه من انطباع في فترة خمس دقائق تعارف، ثم قلت لها: النساء الأخريات دخلن حينما أحضرن منيرة إلى الداخل، فلماذا لم تدخلي وتنظري إليه ؟
" اوه ، كنت خجولة جدا" كان ردها الوحيد. خجولة جدا! أم تحب ابنتها خجولة جدا من أن تدخل وتلقي نظرة واحدة على الرجل الذي سيتحكم في حياة ابنتها. لا تعرف أي شيء عن الرجل الذي سيأخذها خلال أيام قليلة إلى بلد آخر حيث ربما لا تراها لفترة طويلة قادمة. أنا لم أقل أي شيء إطلاقا لأنني لا استطيع أن افهم ذلك التصرف. جلسنا مع بعض على كرسيين خارج الباب، المصباح الكهربائي الذي كان ينير الفناء تم قطعه لكي يتم توصيل الراديو إلى الداخل. الآن اصبح الفناء يضاء بنور خافت يصدر من فانوس يعمل على الغاز.
ثم دخلت الطبّالات من الباب، أولئك النساء الأفريقيات المستأجرات للضرب على الطبول ويرقصن رقصاتهن الإيقاعية في مثل هذه المناسبات السعيدة كحفلات الزواج. إنهن يضربن طبولهن بحماسة وغير عارفات أو مهتمات بأن العروس غير راغبة في كل هذا الاحتفال. ومع صوت الطبول تأتي المزيد والمزيد من النساء حتى امتلأ الفناء بالنساء الملفوفات بالسواد الجالسات مقرفصات على الأرض وهن يتمايلن على ضرب الطبول. وعندما تصبح جلدة الطبول باردة وغير رنانة تأخذها النساء إلى موقع النار على جدار حجري ويقمن بإحمائها حتى تصبح الجلدة مشدودة ورنانة قبل أن تبدا الرقصة التالية. كم استغرق ذلك، أنا لا اعرف، ربما استمر لمعظم الليلة، لكني كنت حزينة وغير سعيدة وعدت إلى البيت. لا حاجة لي لأن أستمر في مراقبة ذلك الذي يحدث خارج الباب المغلق. من المستحيل لي أن أصلي لأجلها مع تلك النساء المتمايلات والضاربات على الطبول على بعد خمسة أقدام فقط أمامي في ذلك الفناء المظلم الغريب. لا رؤية للتقدم أو التغير لهؤلاء النساء في ذلك الطقس المحلّي بالكامل. سراب لمنيرة! ولنا ! الذين ندعو يوميا بأن يرفع الحجاب وأن تنال البنات التعليم وأن يدخل حب المسيح إلى حيوات بلا حب.