بقلم - محمد حسن العرادي
غدا السبت غرة محرم الحرام 1444 الموافق 30 يوليو 2022، تتشح حياة البعض منا بالسواد ويسكن قلبها الحزن والحداد على سيد شهداء شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام.
إذا كنت محباً للإمام الحسين عليه السلام، ويمثل لك عاشوراء موسماً هاماً وحاسماً في حياتك تنتظره بفارغ الصبر كل عام، أرجوا أن يتسع صدرك لبعض الرسائل:
1- تعامل مع عاشوراء بإعتباره موسماً ثقافياً نتعلم من خلاله القيم الحسينية النبيلة بعيداً عن الإنتماء المذهبي أو التعصب الديني فالإمام الحسين رسالة اسلامية خالدة ما خلد الدهر ابداً.
2- تعامل مع عاشوراء باعتباره موسماً للعطاء على كل المستويات، فلا تبخل بتقديم أي شيء تستطيع تقديمه، ولا تتردد في دعوة الجميع لإن ينهلوا من معين مدرسة الأمام الحسين عليه السلام الذي لا ينضب ابداً .
3- تعامل مع عاشوراء باعتباره موسماً للتعليم والتربية والتأهيل، نتدرب فيه على العمل التطوعي بكل أنواعه بكل تواضع وبدون تأفف مهما كان مستوانا الثقافي وواقعنا الإجتماعي لأنه يروض نفوسنا ويكسر غرورنا.
4- تعامل مع عاشوراء بإعتباره موسماً للتضحية فلا تفكر في الإستئثار بأي شيء لنفسك مهما كنت تحن إلى الاستحواذ وحب التملك ومهما كنت تشعر بالحاجة لذلك فقد يكون غيرك أكثر حاجة.
5- تعامل مع موسم عاشوراء باعتباره موسماً لنصرة الحق على الباطل، وأول الباطل الذي نحتاج الإنتصار عليه هو جشع النفس وطمعها وحب الذات، فحارب الباطل بداخلك أولا ، قبل أن تفكر في إصلاح الآخرين ومحاسبتهم.
6- تعامل مع موسم عاشوراء باعتباه موسماً لنشر المحبة بين الناس، وبادر بنشر التواصل والتواضع والأخلاق الطيبة الفاضلة في محيطك وبيئتك ومكان عملك.
7- تعلم أن الإمام الحسين عليه السلام مدرسة إسلامية إنسانية، فلا تفكر في إحتكار محبته لنفسك أو لمذهبك أو لدينك فقط، بل ساعد الآخرين على التعرف عليه وعشقه والانتماء إليه إنسانياً.
8- ساهم في نشر مبادئ وقيم الإمام الحسين عليه السلام من خلال تعاملك الطيب مع الإخرين والترحيب بهم أياً كان مذهبهم أو دينهم أو ثقافتهم أو لونهم أو عرقهم فالحسين رسالة إنسانية عالمية يجب نشرها على أوسع نطاق.
9- لا تنفعل ولا تغضب ولا تستفز عندما ترى شخصاً آخراً يتعامل مع عاشوراء بغير ما تُحب أو تعتقد، فقد يكون هذا الشخص جاهلاً وقد يكون متعمداً استفزازك فلماذا تحقق رغبته.
10- رحب بجميع ضيوف الإمام الحسين عليه السلام باحترام وتقدير بالغ وعامل الناس بأخلاقك الطيبة الحسنة، لإنك إرتضيت أن تكون خادماً عنده، لذلك لا تُغضب ضيوفه ولا تتعامل معهم بجفاء أو عنف أو ردة فعل.
11- إعتبر أن كل من يقفون لمشاهدة المواكب الحسينية التي تعزي الإمام الحسين عليه السلام ضيوف عنده حتى لو كانوا من المخالفين، فلا تنظر لهم بإزدراء ولا تعتبرهم أعداءً، لأن الإمام الحسين عليه السلام هو دعاهم للتعرف على مصيبته فأحسن خدمتهم ووفادتهم والتعامل معهم.
12- اعتبر إن كل ما تلاقيه من تعب وكل ما تقدمه من جهود وكل ما تبذله من أموال أو مشاركات في أي نوع من الفعاليات، سيكون رصيداً لك على درب الإمام الحسين عليه السلام، فلا تخسر رصيدك من الأجر والثواب بالإنفعال والغضب وسوء التصرف.
واخيراً .. هذه مجموعة من الرسائل الموجهة الى الجميع، بأن نتعاون ليكون موسم عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام .. رسالة سلام لجميع الناس، رسالة إلتزام بالنظام والأخلاق الفاضلة بعيداً عن التوتر والصدام .. موسماً نشكر فيه كل من يتعاون معنا وكل من يتفاعل معنا، موسماً نقدر فيه كل من يواسينا في أحزاننا ويتفهم حقنا في ممارسة شعائرنا الحسينية الإسلامية ، آملين من الجميع التعاون لكي تكون عاشوراء راية للحق والسلام