بقلم محمد حسن العرادي - البحرين
كثيرة هي الدوائر الانتخابية التي لم تحسمها الجولة الأولى للانتخابات النيابية في البحرين التي جرت يوم السبت 12 نوفمبر 2022، وفي انتظار موعد الحسم النهائي يوم السبت القادم 19نوفمبر 2022، هناك حاجة لدخول عنصر جديد لتحديد عناصر القوة والضعف لدى المرشحين المتأهلين لهذه الجولة .
لقد طرح كل المرشحين أفضل ما لديهم من برامج واستخدموا أفضل ما لديهم من وسائل اعلامية وترويجية، وشهدت الساحة الانتخابية صب وانفاق الكثير من الأموال لتوجيه الناخبين لهذا المرشح أو ذاك في استخدام كبير للإمكانيات المالية خاصة وان القوانين لم تحدد سقفا للأنفاق الانتخابي ( المال السياسي آفة كل انتخابات ويلعب دورا سيئا على الأغلب).
لكن الحقيقة ظلت غائبة وغير واقعية في معظم الأحيان، ولم يتعرف الناخبون على مدى قوة مرشحيهم وامكاناتهم السياسية والتشريعية وحتى قدراتهم التنظيرية، بل إن النتائج جاءت مرتبطة بقوة الفرق الانتخابية والحملات التي أطلقتها وأدارتها جهات مهنية واحترافية متخصصة بناء على تعاقدات مالية تم ابرامها لصالح مختلف المرشحين كل حسب الامكانات المالية المتوفرة لديه او لدى الجهات الداعمة له.
وهكذا لم يتعرض أغلب المرشحين لامتحانات حقيقية اما الناخبين، بل إن بعضهم توارى عن الانظار واختبئ خلف الفيدوهات والأفلام الدعائية التي صورته ليثاً هماماً يقتحم المخاطر ويدير المعارك منفرداً فينتصر فيها بالضربة القاضية، بينما الحقيقة قد تكون عكس ذلك.
إن من حقنا نحن الناخبين أن نكتشف قوة أو ضعف المرشحين وقدرتهم على مواجهة مختلف المواقف داخل وخارج مجلس النواب، كما أن من حقنا أن نتعرف عليهم عن قرب، بعيداً عن الصور المعدلة ببرامج الفوتوشوب، والفيديوهات المقطعة والمفبركة التي لا تنقل الصورة بقدر ما تقدم سيناريوهات وقصص خيالية تم اختلاقها في استوديوهات الفن والتصوير والإخراج ، وكل ذلك خاضع لمن يمتلك المال ولديه القدرة على الدفع بشكل أكبر ، فبقدر ما تدفع من أموال تصبح بطل الأبطال، وقد تتحول بين ليلة وضحاها إلى سوبرمان أو الرجل العنكبوت سبايدرمان.
لذلك فأننا نطالب بعقد مناظرات مفتوحة على الهواء مباشرة، مناظرات بعيدة عن الفرق الانتخابية وعمليات الفبركة والإخراج ومساحيق التجميل، حتى يعرف الناس حقيقة كل مرشح بدون مؤثرات خارجية، ثم يختارون بملئ ارادتهم من سيصوتون له، ومن هو الأجدر بتمثيلهم في مجلس النواب.
ربما يعتقد البعض بأن هذه الدعوة جاءت متأخرة، لكن الحقيقة ان كثرة عدد المرشحين التي تجاوزت 340 مرشحا قد صعبت من تنفيذ الفكرة في الجولة الاولى، فاستعضنا عن ذلك بعقد لقاءات مفتوحة مع اغلبهم للتعرف عليهم.
لكننا نؤكد ان الاصل في الانتخابات هو عرض البرامج والافكار التي يحملها المرشحون واستكشاف قدراتهم وإمكاناتهم، وهو أمر لا يمكن أن يتم بدون المناظرات التي كان يجب أن نؤكد عليها منذ انطلاق العملية الانتخابية، أسوة بأعراف كثير من الدول الديمقراطية التي تحترم الناخبين وتهيئ للمرشحين منصات الإعلام الرسمي والأهلي لعقد المناظرات التي يُسوق المرشح لنفسه وبرنامجه الانتخابي بنفسه فيتبين للناخب مصداقية وجدية توجهاته لخدمة الناس.
لكن الوقت لم يفت بعد، وقد يمكن تدارك هذا القصور الآن ونبدء في عقد هذه المناظرات حتى نساهم في خلق مجلس نواب قوي قادر على حمل همومنا وحل مشاكلنا، مناظرات يكتسب الناخب من خلالها بعض الثقة في من سيقرر انتخابه ويأمل أنه سيحدث فرق! وإذا كانت دوائر محافظة المحرق هي الأقرب لنا، فإنني على اتم الاستعداد لإدارة وتنظيم هذا النوع من المناظرات بين الأخوة المرشحين المتأهلين الى الجولة الثانية، خاصة وإن عدد الدوائر التي حسمت في المحرق دائرتين فقط من أصل ثمان دوائر وهي الدائرة السادسة التي فاز بها الدكتور هشام العشيري، والدائرة الثامنة التي فاز بها السيد احمد المسلم.
إنني ادعو بكل جدية وحرص على مصلحة الناخبين وممثليهم القادمين إلى اقامة مناظرات انتخابية مباشرة في المحرق بين كل من:
الدائرة الأولى: مناظرة بين محمد الحسيني وعصام العلوي.
الدائرة الثانية: مناظرة بين إبراهيم النفيعي وحمد الدوي.
الدائرة الثالثة: مناظرة بين محمد العليوي وعبدالكريم العمادي.
الدائرة الرابعة: مناظرة بين هشام العوضي وعلي حسن جاسم.
الدائرة الخامسة: مناظرة بين خالد صالح بوعنق واحمد بوهزاع
الدائرة السابعة:
مناظرة بين عثمان شريف الريس وعبدالله حسن الظاعن.
وسوف أعلن عن أسماء المرشحين الذين قبلوا التحدي ووافقوا غلى خوض المناظرات أولآ بأول من خلال وسائل التواصل الأجتماعي ثم نشرع بتنظيم المناظرات حسب الموافقات التي تصلنا.
كما ادعو الاخوة الاعزاء في بقية المحافظات إلى العمل الجاد على إجراء مناظرات مشابهة حتى يحدد الناس خياراتهم على بينة من أمرهم، والله من وراء القصد.