مصطفى الغريفي : كانت حملة " الامام الحسين للتبرع بالدم " من بناة أفكاره
العلوي : محمد جواد شعلة نشاط وخدمة المجتمع أينما حل
المؤمن : اخر عمل قام به الفقيد إعادة كتاب " صعصعه بن صوحان" بهدف إعادة اعتباره بالبلاد وتقديم نسخه منه للقيادة
شاركت جماهير غفيرة في حفل تأبين الناشط الاجتماعي محمد جواد مرهون بمأتم شباب النعيم مساء امس ، وأولى الكلمات كانت للسيد عبد الله سيد حسين الغريفي الذي له ارتباط وثيق بهذه الشخصية ، قال فيها ، نأمل في هذه الأمسية التأبينية ان نعطي المرحوم محمد جواد مرهون جزء من حقه ، وما سأقوله نابع من معايشات مع الفقيد رغم الفترة القصيرة التي تعاملت معه .
ويضيف ، أولى مميزات محمد جواد انه شخصية تربوية بامتياز ، يتحدث بلغة العقل التربوي المقنع ، وليس كل من يملك ثقافة يستطيع ذلك ، وكلامه من منطلق ديني إسلامي قرآني ، وكان يمتلك هذا النفس التربوي الذي يبدو عليه واضح وطاغي في كل اهتماماته خصوصا في تعاطيه مع الأجيال الناشئة الذي كان هدفه تحصينهم من كل شائبة.
المطلوب تنشيط في كل مواقعنا التربوية والدينية والثقافية في المساجد والحوزاتوالمنابر هذا الخطاب الذي يستعمله ضد المسارات المنحرفة ، وقد استطاع بثقافته وسعة عقله الوصول الى خوالج الجيل الناشئ ، وهو ما لم يستطيع الكثير العمل مثله .
الميزة الأخرى للفقيد هو الإخلاص في عمله ، يعمل في الظل كالجندي المجهول ، لا يسعى الى الشهرة ويخدم دينة ومذهبة ومنطقته والبحرين بكل اطيافها ، فالكثير من الناس لا يعرفون نشاطاته لانه لا يحب الأضواء ولا يعمل لمصالح ذاتية .
والخصلة الثالثة هي كان متدين ، يحمل قيما في كلامه وسلوكه ، كان نموذج يحتدان به .
وأخيرا ، كان رساليا نشطا لديه طاقات لا يبخل بها لخدمة الناس والمجتمع ، فهو كان كاتبا ، لديه أبحاث وكتب ، ومحاور جيد ومستمع جيد أيضا ، ورغم مرضه كان لا يتردد في خدمة الناس .
لذا ليبقى هذا الرجل في دائرة الأجيال في وعي الناس لانه نموذج من القدوة التي يجب ان يقتدى بها .
ثم القى الناشط الاجتماعي حسين مدن كلمة تحدث فيها عن محاسن الفقيد وما قالوا عنه من رؤساء ومسؤولين اجتماعيين في الصناديق الخيرية من كلمات واشادة
وفي كلمة مصطفى سيد حسين الغريفي قال فيها ، انه من الصعوبة بمكان تأبين شخص استثنائي مثل محمد جواد ، ومن الصعوبة اكبر ان يتوفاه الله في بلد الغربة ولا نلقي عليه نظرة الوداع الأخير .
نعم ،تأثرت كثيرا بفقد محمد جواد لدورة الاستثنائي في المجتمع ، وهو ثالث شخصية استثنائية تفقد منطقة النعيم وله بصمات واضحة على أهلها والبحرين ، فقد سبقه المرحوم احمد علوي الغريفي وبعده سعيد احبيبه ، لقد كانوا شموع هذه المنطقة .
وما أقول الا ما قاله الامام علي في رثاء الزهراء :
لا أيُّها الموتُ الذي ليسَ تاركي .. أَرِحْني فقد أفنيتَ كُلَّ خليلِ
وعزئنا ان الله اختاره في افضل بقاع العالم جواري الامام الرضا
لقد كنت شخصية نادرة فذة ، ذو ثقافة عالية تسخرها لخدمة الناس والدين ،وكنت سباقا لعمل الخير ، وكنت مبادرا وخلاقا ومبدعا ، فقد كانت حملة الحسين للتبرع بالدم من بناة افكارك واختراحاتك عندما كنت في صندوق النعيم الخيري ، هذه المبادرة الخيرية التي تعممت بارجاء البحرين.
وكان الصندوق مكان انتقاد من وزير الدفاع الصهيوني عندما علم بنية ارسال اهل البحرين الدم ( الذي تم التبرع به من قبل حملة الامام الحسين يوم عاشوراء " الى فلسطين بل واوصمهم " بالإرهاب" وهذا وسام للصندوق . لذا فان السيد عبد الله الغريفي يستأنس باللقاء معه وله مكانة خاصة لديه لاسيما ان فكره ورؤيته اكبر من النعيم والمنطقة او البحرين بل اكبر.
وقد القى الشاعر سيد علوي احمد الغريفي قصيدة عن الفقيد ، ربط فيها بين الخيرين من أمثال محمد جواد ، والصالحين في هذه الامة في مقارنة شعرية جميلة اتحفت الحضور.
من جهته ربط الدكتور احمد العلوي ، اعمال محمد جواد واهدافه النبيلة وشعلة نشاطه التي اضاءات كل منطقة يسكن فيها ، فهو عضو مؤسس في جمعية الابرار الخيرية ، وحملة الامام الحسين للتبرع بالدم ، ومؤلف وتربوي ، ومشاريع متعددة في جبلة حبشي سكنه الحالي.. وكان اخر مشروع نود البدء به هو تجمع التربويين في البحرين ، ومسابقة العمل الخيري ، فتراه أي موقع به العمل الخيري.
واختتم كلمات التأبين الشيخ جاسم المؤمن باعمال الفقيد ، والتي من بينها إغاثة الشيخ يوسف احمد الشيخ في الامارات الذي تعرض الى حادث اليم فقد حياته وكانت عائلته تحتاج الى مساعدة ، فهو يعلم لاهل البحرين في كل واد ، وكان من اعماله إعادة طباعة " صعصعة بن صوحان العبد " والذي كان مسجده مكان جدل ، وهو اول من سطر تاريخ هذا العلامة الكبيرة ، وقدم نسخة منه الى السيد عبد الله الغريفي بهدف اهدائها الى القيادة السياسية للاطلاع على أهمية هذه الشخصية التي تفتخر بها البحرين.
فيما القى كلمة العائلة ابنه حسين محمد مرهون ، قال فيها ، ان هذا التأبين الذي شرفنا بحضوره سيد عبد الله الغريفي لهو تكريما تعتز العائلة به ، بحضوره والقاء كلمة هي بمثابة بلسم لنا ، شكرا سيدي سماحة السيد عبد الله الغريفي .
ثانيا ، كان للفقيد شعبية كبيرة ، ترى معارفه متعددة ، ومتنوعة ومفتوح على كل الاطياف وكان عدد المشاهدات للانستغرام الذي نشر بسبب وفاته فاق عن 70 الف مشاهدة ، وهو يعكس محبة الناس.
واجه الوالد - رحمه الله - العديد من العقبات والصعوبات اثناء توليه إدارة الصندوق ، احدها الغاء مشروع " القرض الحسن " الذي اقترحه والذي استطاع ان يحل المشاكل المالية للكثير من المنطقة ، لكن مع الأسف البعض بدأ بعدم الدفع ما افسد المشروع ، واضطر للدفع من ماله الخاص عنهم .
لقد نام الوالد ،قرير العين حقق ذاته بانجازاته التي نحن العائلة نفتخر بها وستكون خارطة طريق لنا ، جاور الامام الرضا وهو ما يتمناه أي مؤمن بال البيت، وحصل على حب الناس ورضا الله وشيع في غربته في مراسيم مهيبة قل من يحصل عليها .. اعتقد ان الامام الرضا سيكون اول زائر له في قبره . له الرحمة المغفرة .