وزّعوا أنتم حلواكم، ودعونا ننشر مبادئنا الوطنية
بقلم : المحامية زهراء الوطني
عَجِبتُ كيف يحاول البعض أن يسترخصَ الناس لكسب تأييدهم بقالب حلوى، أوهدية! وقد أكرمهم الله سبحانه وتعالى، وأعزّهم القانون.
مهلاً... نحنُ جيلٌ تربى على المبادئ والأخلاقيات السامية والعطاء، ونهدِفُ لنشر مبادئنا الوطنية لا غير.
نحنُ جيلٌ لا يستصغرُ عقولَ الناسِ وهم على مستوىً عالٍ من الوعي والكرامةِ الإنسانية.
ذاك قالبُ الحلوى محضُ رشوة!
لكن المبادئ والأخلاق السامية تفوز دائماً، وطوبى لمن تقلّد بها، وإن خسرَ في الدنيا، فالأخلاقُ عند الله فوزاً مبيناً.
إن محاولةَ دغدغة مشاعر الناس، وكسبِ رضاهم بالهدايا، أمرٌ مضحك!
فلطالما صبر هذا الشعب الأبي سنواتٍ طوال بانتظارِ الفرحة، فلا يمكنُ خداعهم بسعادة مؤقتة في دقائقَ زائلة، ثم نسيانهم أبدَ الدهرِ.
وإذا كنتَم قادرين على التواصل معهم الآن وأنتم على محكِ النهاية بتوزيع الكعك والحلويات كسباً لتأييدهم، فلماذا لم تتواصلوا عندما كنتُم في برِ الأمان؟
عذراً فإن حلواكُم لا تغير حال الناس المجهدة، المتعبة، الفقيرة، التي تنتظر الفرج.
في محاولةٍ بائسةٍ في تلميع الصورة، وشراء ذمم الناس والمتاجرة بهم، والتقليل منهم، والإساءة لهم، ثم بيعهم ببساطة؟
صوتُ الناس أمانة، لا يُرشى بهدية، وهذا الوطن الحبيب أمانة، نضعهُ في قلوبنا ونحافظُ عليه، وواجبنا كلنا بأن نحارب الفساد، بمبادئنا الوطنية، وأخلاقياتنا.