بقلم : الدكتور نبيل تمام
عشق غير منطوق كان مزيجًا من رقصة كونية بين الدوران والفن والشعر والموسيقى، استغرقت قرابة الساعة لكنها مرت كلمح البصر تداخل فيها الشعر مع الموسيقى ومركزها الرقص الكوني وفن الخط، واقيمت في لاست أويل ويل في مجمع العالي وتقديم الأستاذة تماضر.
انطلق المشهد مع دندنات العود لتحفيز السمع بأنامل وريشة الفنان علي الديري خريج الفنون الموسيقية وعضو مؤسس لفرقة أجراس وعضو فرقة البحرين للموسيقى، ليتداخل معها صوت الشاعرة الملهمة فاطمة محسن وهي تحفز السمع بشعر مولانا جلال الدين الرومي و حافظ الشيرازي لتدخل مساحة وهامشًا كبيرًا من حالة العشق في المكان لأن تداخل الموسيقى والشعر كان سبيلًا للوصول إلى اللَّه بخلق الحالة الروحانية فقط بالانصات.
مركز القاعة كان شبيهًا بمركز الذات والعقل والقلب والجسد، وتجسد برقصة الدوران حول النفس والتأمل الذي تم بالاستماع للموسيقى والشعر والاندماج والانسجام مع الرقص الكوني لنبلغ مرحلة الكمال ولنحرر ارواحنا من جسدنا لتحريرها من شهواتنا لتكون المحصلة قلبًا رقيقًا و حسًا مرهفًا وهذا ما أحسسته وقتها.
أدخلت هذا الاحساس للجمهور الفنانة الملهمة صفاء، وهي روح وانسانة تهتم بالوعي وطاقة الانسان والمكان، محبة للجمال والطبيعة وجميع المخلوقات على الكوكب، استطاعت بوعي خلق حالة من الطاقة في المكان تغلغلت لأرواح جميع من حضر حيث كانت الطاقة غريبة وقوية وواعية ليس في المكان فقط بل في الروح والجسد، عزز هذا المشهد دوران الفنان المبدع علي البزاز بريشته و أصباغه وفكره وثقافته التي جاءت كخطًا عربيًا تماهى في سياقات اللغة ليصوغ من الحروف هويته وفكره وثقافته.
يبقى أن نقول كلمة حق وتشجيع الى جاليري لاست أويل ويل، الجاليري المعاصر والذي تم افتتاحه العام 2020 ، ويهدف لإيجاد مساحة وفرصة لعرض المشهد الفني المبتكر للناس والمجتمع وتوفير الاستشارات للفنانين البحرينيين بإدارة الأخوات تماضر و ندى.
الجميل في المشهد عشق غير منطوق هو التداخل والمزج بين الفن والشعر والموسيقى والرقص الكوني وما استشعرته من اختراق كافة مكنونات القلب بهدف العشق للحقيقة والوصل للروح، هو طرح فكرة الحفاظ على الكوكب وبيئته الذي يحتضننا تحت شعار أنقذوا التربة والذي تقوده منظمة أيشا بقيادة الحكيم سادغورو، حيث تم على هامش المكان عرض لوحات تحمل هذا الشعار واداء رقصة أنقذوا التربة من مناصري حملة كوكب واعٍ بهدف رفع الوعي في هذا المجال.
