بقلم : الدكتور نبيل تمام
كل شخص يعبر عن حبه للإمام الحسين بالطريقة التي يراها مناسبة لنفسيته وراحته، يختلف هذا التعبير والحب من شخص لأخر، حسب العمر والثقافة والفهم والبيئة والدروس والعبر التي فهمها من حركة الإمام الاصلاحية الثورية.
طلب الاصلاح والنضال والثورة في كل مكان وزمان، وتختلف حسب الناس والشخوص والبيئة، وتتقاطع في تحقيق الهدف الأسمى في تحقيق العدالة الاجتماعية والانسانية.
لتحقيق ذلك الهدف المنشود هناك تضحيات قد تكون تضحيات جسام كتقديم الدم والروح والجسد، وقد تكون التضحية بالحرية، الى جانب التضحيات في فقد عديد من المكتسبات والحقوق.
إن الحركات الاصلاحية والنضالية لا علاقة لهما بالخلفية السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او الجندرية او المعتقد او المذهب او الطائفة او العمر لأن الهدف هو إحقاق الحق وتطبيق المباديء الانسانية المتساوية.
هناك العديد من الشخصيات التاريخية الوطنية النضالية في جميع بقاع الأرض شرقها ووسطها وغربها، نذكر على سبيل المثال المناضلة جميلة بوحيرد والمناضل المهاتما غاندي و المناضل نيلسون مانديلا والمناضل الثوري تشي جيفارا والمناضلين الثوريين في عالمنا العربي وتحديدًا الفلسطينيين.
هؤلاء منهم من ضحى بحياته وروحه وحريته وماله ووقته واعصابه في سبيل مبادئه ليتذكرهم التاريخ على مر الزمان.
الإمام الحسين بن علي، لا نحبه فقط لأنه إبن بنت رسول الله وإبن الإمام علي بن أبي طالب الذي قال عنه الرسول أنه باب مدينة العلم، ولكن لما قدمه الامام الحسين من ملحمة بطولية اصلاحية نضالية ثورية، سطرت الدروس والعبر في كل مشهد من مشاهد ملحمة عاشوراء.
لم يجلس الإمام الحسين في خيمته ليأمر رفاقه بالحرب، ولكن كان قائدًا يتقدمهم، لم يضحي فقط بحياته ودمه، بل شملت التضحيات دماء أطفاله وأخوته وعائلته ورفاقه وأنصاره، بهدف إرساء مبادئه التي آمن بها للأصلاح والنضال والثورة ضد الظلم والطغيان آنذاك.
هكذا نحب الحسين بن علي، سلام الله عليه، وعلى أولاده، وعلى أصحابه.