الصدفة جعلتني قاص وروائي والمخزون من جينات الجد ..
سرد الاديب والاعلامي سليمان العمري قصة حياته الادبية وكيف اصبح قاص وروائي في امسية حوارية في جمعية المنبر التقدمي مساء امس بحضور كبير من المهتمين والادباء والكتاب .
بدأ بالحديث عن بداياته مع الادب والقصة القصيرة ، وقال انه تاثر في البدء من جده من امه الذي عاش في دول الخليج لفترة طويلة ، ويسرد بشكل جميل قصصه الحياته اثناء الغربة ، وقصص لقمة العيش بشكل جذاب وجميل ، وقد ورثت ابنته ( امي ) تلك الميزة وربما الجينات تحولت لي ايضا وغرست بي حب القصة .
كما ان الاحداث الاليمة اقتحمت احيانا قلبي وحفرت ذكريات ساهمت في نسج شخصيتي ، وذكر سليمان قصته مع مدرسه الذي ضربه ظلما ، ويقول : مسكت الدمعة والغبن امام الطلبة وشماتتهم ، وعندما عدت للبيت لاثبات براءتي ، كتبت بالدقة قصة ما حدث ، هذه البوح بمكنوناتي لها علاقة لاحقا بالكتابة على ما اظن.
وعند الكبر ، تاثرت بيوسف السباعي لروايته " للعمر لحظة " ونجيب محفوظ خصوصا رواية " الحب تحت المطر " وكان عمري 19 سنة ، كنت اندمج مع الاحداث ، وكنت اتخيل كيف استطاع الكاتب ان يكتب من مخيلته كل تلك الاحداث .. والمدرسة ثم الجامعة صقلتني بالطبع.
عن اسباب دخول كلة الفنون بجامعة قابوس قال ، اني كنت ادرس بالقسم العلمي بالثانوية واعمل في ( سلاح الجو السلطاني ) ، وكانت هناك ثلاث تخصصات مترجم ، او دورة ضباط صف ، او معهد فني TTI ، وعندما تخرجت ، وحصلت على تقدير 86 % حصلت على قبول في كلية السلطان قابوس، وكان علينا دراسة ثلاث تخصصات فقط ، الطب ، الهندس ، علوم الفيزياء بدعم او منحة من الحكومة ( سلاح الجو السلطاني ) ، ومن سؤ الحظ في ذلك العام وبسبب الميزانية تم تقليل العدد من 15 طالب الى 10 طلاب فقط ، وكنت من الطلاب الخمسة الذي لم يحصلوا على المنحة ، ولكن تم الاستعاضة بقبول في جامعة قابوس على الحساب الخاص اذا رغبنا ، بالفعل واصلت الدراسة في الجامعة في البداية هندسة لكن لم ارغب المواضلة بشغف ، فقررت ما دام التكلفة على الوالد ان انقل الى كلية اخرى ، ولحسن الحظ هناك ثلاث كليات افتتحت حديثا عام 1991 ، التربية الرياضية والتربية الموسيقية ، والفنون المسرحية ، المسجل العام طلب مني اختيار الكلية المرغوبة ، فقلت سوف اشاور الاهل والاصدقاء ، وفي اليوم الثاني ، انخفض الاحتمال الى التربية الرياضية والفنون المسرحية بسبب ملئ كلية التربية الفنية ، فوافقت على الفنون المسرحية وتخرجت منها اخيرا ، وكان المخرج الكبير كرم مطاوع احد المدرسين فيها .
وانا في الجامعة كتبت قصتين ، وانا ابحث عن طريق للعمل ، الاولى حب فاشل ( وهي قصة حقيقية حدثت لي ) ، ونشرتها في احدى الصحف العمانية ولاقت نجاحا ، والقصة الثانية يوميات فاشل ، وهي البحث عن العمل خلال سنتين بعد التخرج ، وشاركت بها في احدى المسابقات وفازت القصة ...
حينها اكتشفت باني اعرف اكتب قصة ، فكتب قصة " عبد الفتاح المنغلق لا يحب التفاصيل " ... وبدأت اكتب القصص .. ولكن ليس بالضرورة قصص شخصية بل عامة .. بل القصة ان تكتب شيئ لم تحضره ولم تنجزه.
وعن تاثر روايته باحداث الربيع العربي عام 2011 ، قال بعد عام 2012 لم يكن في بال كتابة رواية ، وحادث موت حلاق بنغالي في قريتي الهمني ان اكتب بروتريه عنه ، ونشرته وحاز على اعجاب الكثير ، ثم بدأ اكتب اكبر من بروتريه للعديد من الناس ، فقررت ذات مرة ان اكتب عن زميل لنا في الجريدة وبالتفصيل ، لكني خفت ان يقاضينا ، فجأت الى الرواية الادبية لتفادي المقاضاة وهنا بدأت في كتابة الرواية ، واتحت الفرصة للخيال ونجحت .
وعن دخول الاذاعة والاعلام قال كنت ابحث عن عمل ، وقد شاركت بقصة " عباقرة المخرجين المسرحيين " عام 1995 ، في اذاعة سلطنة عمان ، وكتب لها النجاح في الاذاعة ، وبدأت التعاون معهم في اعداد البرامج ، وقدمت طلب وظيفة بها لاسيما ان سنتين بدون وظيفة بعد التخرج ، .
ذات يوم نشر في الاعلام بان الاذاعة وظفت 42 موظف في الاذاعة من محررين ومعدي برامج ، اصابني الكدر لاني لم اكن بينهم ، كتبتب رسالة للانضمام لهم ، وتم قبولي ، وبدأ مشوار العمل الاعلامي .
وعن ميوله بين الاعلام والادب ، قال احب الثقافة ولكن احب الاعلام ايضا ، ولا احد تناقض ، وقال اتجهت الى كشف السرقات الادبية منذ عام 2015.. ادارة الامسية الدكتور حسن مدن .