الحليبي: مجلسه كان مفتوحا حتى يوم وفاته ويناقش الشأن العام أسبوعيا وبجرأة
الدرازي: كان لزوجته فوزية مطر دور بارز في استمرار عطائه رغم المرض
نظم مجلس "بن رجب" يوم أمس السبت ندوة بعنوان "تأملات في مشوار حياة أحمد الشملان" الذي غيبه الموت في 23 يونيو الماضي، بمشاركة ثلاث من رفاقه الذين لهم معه سيرة حياة خلال فترة حياته النضالية التي امتدت أكثر من 40 عاما، وهم الناشط السياسي وعضو برلمان 1973 علي ربيعة، والأمين العام المساعد لجمعية المنبر التقدمي فاضل الحليبي، والناشط الإعلامي والباحث التاريخي جعفر الدرازي.
يقول ربيعه، تعرفت على الشملان لأول مرة في انتفاضة مارس 1965 حيث كان أحد النشطاء في التظاهرات في المحرق ورافع الشعارات الثورية حينها، وبعد أربعة أيام زار مجلسنا (تجمع حركة القومين العرب ومن ثم الحركة الثورية وبدأت العلاقة تقوى.
وللمرة الثانية في سجن جدا من نفس العام، عندما نقل من زنزانته بالسجن إلى الزنزانة التي كنت معتقلا فيها، وهناك ازدادت العلاقة وبدءنا في برامج تثقيفية ودراسية في اللغة الإنجليزية التي اجيدها.
واللقاء الثالث في انتفاضة التسعينيات حيث كان عضو فعال وجريء وحماسي متسلح بالمعرفة في لجنة العريضة وأخذ على عاتقه الدور الإعلامي وإصدار البيانات والتواصل مع الإعلام الخارجي.
وقد أسهبت في نقل تجربة الشملان في كتابي "لجنة العريضة الشعبية" مع رفاقه في المسيرة (مع تحفظ البعض عن أدوارهم)... إن الدور الذي قام به أحمد الشملان فريدا من نوعه،،، ونوعية نضالية من الصعب أن تتكرر بسهولة في هذا الوطن رغم أن البحرين ولادة.
لحظة تشييع جثمانه تشعر بأن هذا الجمع الخليط من كل المشارب، المعارض والموالي، البعيد والقريب وكل الطوائف والأجناس، أنك أمام شخص كان له شأن وبصمات حقيقية على الوطن.
من جانبه قال الأمين العام المساعد لجمعية المنبر التقدمي فاضل الحليبي عن سيرة احمد الشملان الذي اسماه ( فقيد الوطن والحزب والقوى الوطنية الديمقراطية ) ،،،،
الحديث عن سيرة فقيد البحرين والحركة الوطنية والمنبر التقدمي المناضل الكبير المحامي أحمد بن عيسى الشملان أبي خالد ، لا نستطيع إيجازها في دقائق محدودة ، سيرة نضالية حافلة بالنضال والتضحية والإبداع الثقافي والأدبي .
وأضاف ، سوف أتحدث بشكل سريع عن بعض المحطات الهامة في تاريخ هذا المناضل الشجاع الذي صمد إبَّان فترة الاستعمار البريطاني، كان أحد قادة انتفاضة مارس 1965 المجيدة ، اُعتقِل فيها أكثر من سنتين وكذلك دوره الوطني بعد مرحلة الاستقلال الوطني من أجل التحولات الديمقراطية الحقة والحريات العامة والعدالة الاجتماعية والمساواة، لقد تناولت العديد من المقالات والأخبار جزءاً من سيرته النضالية بعد وفاته من قِبل شخصيات عديدة ، وأصبحت لديكم معلومات قيمة عن تاريخه الوطني منذ صباه حتى وفاته .
عرفته شخصياً وبشكل مباشر منذ 35 سنة وتحديداً في عام 1988 بعد عودتي من الخارج إلى الوطن ، كان وقتها تدور الحوارات والمناقشات حول ضرورة كتابة عريضة تطالب بعودة الحياة النيابية في البلاد بعد حل المجلس الوطني في 26 أغسطس من عام 1975، وتطبيق قانون أمن الدولة في البلاد ، وفقيدنا الكبير هو واحد من أصل خمسة من قادة وكوادر جبهة التحرير الوطني البحرانية هم أول المعتقلين في البحرين من طُبق عليهم قانون أمن الدولة في صيف عام 1974، وهم المناضلون الراحلون أحمد الذوادي ويوسف العجاجي، والنقابي عباس عواجي وفقيدنا المحامي أحمد الشملان والدكتور عبدالهادي خلف .
تتلخص مطالب العريضتَين النخبوية 1992 والشعبية 1994 بالمشاركة السياسية، كان أبرز المجالس التي تدور فيها تلك الحوارات مجلس المناضل الوطني الراحل محمد جابر صباح سيادي في المحرق، وهو نائب سابق وعضو كتلة الشعب اليسارية ، ومجلس المناضل الوطني علي ربيعة نائب سابق وعضو كتلة الشعب اليسارية ، وكانت تنظم العديد من الاجتماعات في بيت الشملان وفي سنوات لاحقة سوف يكون مجلسه الأسبوعي حافلاً بمناقشة العديد من قضايا الوطن .
لماذا أتوقفُ عند هذه الحقبة التاريخية لنسلطَ الضوءَ عليها؟ ، لِما تمثله من أهمية في حياة الشعب البحريني وتحديداً ابنه البار المناضل الشجاع أحمد الشملان، لأنه كان الناطق الرسمي باسم لجنة العريضة الشعبية ، وكان الصوت الذي يعبر عن المطالب المشروعة لشعبنا في وسائل الإعلام وتحديداً في إذاعة البي بي سي لندن ، عندما صمت كل الأصوات كان صوته يصدع ليقول حقيقة مايجري في بلادنا .
عندما تمَّ اعتقال العديد من الشباب في تلك الفترة ( منتصف تسعينيات القرن الماضي ) ، كان أبو خالد مدافعاً عن حقوق الإنسان ، مدافعاً عن العشرات منهم ومكتبه مفتوح لأهالي المعتقلين.
بعد اعتقاله لمدة ثلاثة أشهر في عام 1996، برَّأَته المحكمة وأُطلِق سراحُه ، في ديسمبر من نفس العام أُصيب بجلطة في القلب .
سيظل أبو خالد نبراساً يضيء الدروب لكل المناضلين من أجل الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية في بلادنا والبلدان العربية.
وقال المتحدث الثالث جعفر الدرازي ، كان الشملان جريئا في خطابه اثناء فترة التسعينات واحد القابضين على الجمر كما يقال ، وهو المتحدث للمحطة اللندنية بي بي سي، ومشاركته في حراك التسعينات سامت في تقليل اتهام المعارضة بالطائفية ، وهو احد ابرز الأسماء الموقعين على العريضة النخبوية والشعبية ، وكانت مطالبه سليمة وقانونية معتمدا على قوانين البلاد ما جعل موقف السلطة محرجا عندما اعتقلته وتمت براءته من التهم .
وقد كان لزوجته فوزية التي الفت كتاب عن سيرته دور كبير في هذا النضال الذي استمر شعلة اكثر من 40 عاما ،،، لقد كان نموذجا وطنيا لشخص له امال بحجم وطن .. تحققت آماله بعد عودة البرلمان عام 2002 وشعر بان ما بذله لم يذهب هباء .
وطالب احد المتداخلين اطلاق اسمه على احد الشوارع في البحرين ايمانا بما قدمه للوطن ، لاسيما ان مطالبه السلمية قد تم تحقيقها بعد تسنم جلالة الملك للحكم وبدء المشروع الإصلاح وعودة البرلمان الذي كان الشملان يطالب به..