" الصراع العثماني – الصفوي لم يكن بين دولتين فحسب بل له تاثير كبير على حياة الناس ونحن من بينهم ، لاسيما ان الدولة الصفوية هي دول عقائدية منفردة في ظرف صعب بالتاريخ واثرت على الطائفية الشيعية وعلاقاتهم بالاخرين مع غياب الصراع المذهبي قبل هذه الدولة ، كان الصراع عقائدي في بدايته ، لكنه تحول الى صراع نفوذ " هذه المقدمة التي بدأ بها الباحث التاريخي محمد باقر المساعد في محاضرة له مساء امس بمجلس بن رجب مساء كانت بعنوان " تاريخ الصراع العثماني الصفوي بين السياسة والدين ، وأضاف بان النزاعات في تلك العهود لم تتخذ الطابع المذهبي بشكل واضح ، بل النفوذ والسيطرة العسكرية والتوسع ، والصراع طول هذه الفترة تركماني تركماني بامتياز، لكن الجانب المذهبي لا زال يلقي بظلاله على شعوب المنطقة الى اليوم".
انشاء الدولة العثمانية
سبقت الدولة العثمانية الدولة الصفوية بقرنين من الزمن ، وكلاهما ينتميان الى العرق التركماني ، ولبدأ بتاريخ انشاء الدولة العثمانية ،التي تاسست عام 1299 ميلادية ، النمو القوي من امارة صغيرة الى دولة حيث بدأت في ولاية حدودية بمنحة من دولة السلاجقة ، لكنهم اثروا في الدولة العثمانية ، حيث كان الارتداد نحو الدولة الحاضنة بعد تفكك الدولة السلجوقية ، لاسيما ان دولة السلاجقة قد اهدت " عثمان " بسبب دعمه لهم منطقة قرب الحدود البيزنطية اهي ولاية اسكي شهر غرب الاناضول، وعندما هجم المغول على الدولة السلجوقية ، بقى عثمان بعيدا عن الهجم وتوسع في البر الأوربي ، بقيادة مراد الأول ، بايزيد الأول ، في منطقة كوسوفو، وهي بداية الترسع الكبير في البر الاوربي للدولة العثمانية ، في اطار سياسةالجهاد ضد الكفار وتحالفت القبائل معها وتشكلت دولة قوية، لكنها انهارت الى حين بعد الغزو التيموري عام 1402م ، وبعد موت تيمور لنك الذي اعادالامارات السلجوقية الى ماكانت عليه بدا العثمانيون إعادة بناء الدولة من جديد انطااقا من قاعدتهم في اوربا فقضوا على الامارات السلجوقية ثم تم فتح من مدينة طرابيزون المسيحية تلاها الفتح الاكبر الا وهو الاستيلاء على القسطنطينية عاصمة البرنطين1453، بقيادة السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني بن بايزيد الاول والذي لقب بالفاتح
نشأة الدولة الصفوية
النشأة الأولى في اردبيل ( أذربيجان ) ،حركة صوفية تركمانية بقيادة إسحاق صفي الدين ، أواخر القرن الثالث عشر الذي توفى عا 1334م ، في عهد أواخر الدولةالايلخانية ، وصعود نجم دولة الخروف الأسود . تلاه ابنه
اصدر الدين موسى الذي ادرك عهد الغزو التيموري لفارس وتحالف معه ، وبدأ التغيير الكبير باعتناق ابنه خوجة علي المذهب الشيعي وقد منحة تيمور لنك –مساعداته وجعل جعل اردبيل كاملة وقفا على العائلة الصفوية.
، وبمساعدة تيمور لنك وبسبب المال والسلطة استطاع ابنه الجنيد ثم الحفيد حيدر من تكوين قوة عسكرية عرفوا بالقزلباش الذين البسوا قلنسوه حمراء باثني عشر دؤابة رمزاً للائمة الاثني عشر
حيدر الذي قتل في احدى المعارك لديه ثلاثة أبناء بينهم إسماعيل الصفوي القائد المنقد الذي ساهم في تأسيس الدولة الصفوية 1501 ، دخول تبريز ظافرا .
من اعماله الزام الجميع باعتناق المذهب الشيعي الرسمي للدولة وعمل مذابح كبرى طالت كل المختلفين معه مذهبيا ، ساهم ذلك في دخول كبار القوم من السنة في حركة إسماعيل خوفا من القتل ، ويعلن انه المهدي وجيشه لا يهزم ومذهب الدول الشيعي الاثني عشري.
المذبحة الكبرى 1508م
بعد فتح بغداد عام 1508م عمل المذاهبح في اهل السنة تخريب المعالم السنية في بغداد ، رافقت الاحداث تولي بايزيد الثاني حكم العثمانيين وكان هدفه ضبط حدوده مع الصفويين.
تتازم الأوضاع مجددا في عهد سليم الأول العثماني ، وإسماعيل شاه يحتضن اميرا عثمانيا معارضا ، ويتحالف مع المماليك ، فيما يقوم سليم الأول باصدار فتوى بقتل الصفويين الرافضة ، كتدابير وقائية قتل 40 الف سياسي ممن يتبعون إسماعيل فقط من الشيعة ، والتقى الجيشان في حرب ، وبعد تقدم الجيش العثماني ، وهزيمة الشاه في جالديران ، لكن رغم الانتصار العثماني ، المعركة غير حاسمة الجيش العثماني يعود والاستعداد لجولة أخرى .
الحملة العثمانية بقيادة سليم الأول عام 1516 تنحرف نحو الشام وتهزم المماليك في مرج واجد ، ثم مصر عام 1571 ، وتسقط دولة المماليك لتصبح الدولة العثمانية سيدة العالم الإسلامي باتساع رقعتها وتنازل الخلية العباس احمد المتوكل عن الخلافة لسليم الأول
وتسنم العثمانيين خلافة المسلمين ، وكانما المواجهة بين المذهبين اخذت شكلها الأكبر وهدوء الصراع بعد سليم الأول وبداية عهد سليمان القانوني
العثمانيون يفكرون حسم الصراع مع الجار الصفوي القوي الذي يهددهم ، الخروج بمعركة جالديران التي لم تحسم الموقف بعد استشعار عودة قوة الصفويين وتولي طهاسب الحكم .
سليمان القانوني يوجه حملة عسكرية لبري ويفتح بغداد 1534 ، بعد هروب الحامية الفاسية ودخول سليمان القانوني ، لم يرتكب المذابح ، بل عمر الاضرحة الشيعية والسنية والأماكن المقدسة وامر بصيانتها ، لكن الصفويون يستعيدون بغداد 1624 م بعد استغلال الشاه عباس الكبير أوضاع السلطة العثمانية ، والصراع على العرش ، الاضراب في ولاية بدا وفتنة الصوباش ، وعمل مذابح طائفية كبيرة ، واهان الرموز السنية .، والسلطان مراد الرابع يستعيد بغداد 1638 مرة أخرى.ويقوم السطان مراد الرابع بزيارة العتبات المقدسة ويعمرها السنية والشيعية على غرار ما فعله سليمان القانوي
معاهدة زهاب 1639
وقعت بين السلطان مراد الرابع والشاه صفي الدين الصفوي التي رسم الحدود وأوقفت النزاعات الكبرى وظلت مرجعا للحدود العراقية في العصر الحديث. وقد ادار المحاضرة باقتدار الاستاذ جعفر سعيد الدرازي.