"المتتبع لتاريخ التسامح في البحرين يجد لهذا العنوان مكانا في فهارس الكتب التي دونت تاريخ البحرين ، ولكنه يجد الكثير منا ادلة التسامح في البحرين في المنامة على وجه التحديد ويتمثل ذلك في حكايات يسردها نخب في المنامة حال سردهم للذاكرة."
هذا ما بدأت به الدكتورة شرف محمد المزعل في ندوتها التي كانت بعنوان " مظاهر التسامح الديني والعرقي ومعالمه التاريخية والاثرية في البحرين ” بمجلس جابري الثقافي بالجسرة مساء امس .
وأضافت ، يوجد الكثير من ادلة التسامح في اثار المنامة العمرانية والاجتماعية وشاهد التسامح الأول هو بقاء هذه العمران للان والشاهد الثاني متمثل في مستوى تجاور العمران والمنشاة الاجتماعية في المنامة .
وزادت : نستخلص من الدراسات ان مفهوم التسامح في مدينة المنامة تشكل بصورة تلقاية ارتجالية ومدلول على ان التسامح حاضر في المكون النفس للفرد البحريني في المنامة ، وتضج كتب التاريخ بمدلولات التسامح الديني والاجتماعي ومن ثمة التعايش.
العبرة التاريخية لتنوع الأعراق في مدينة المنامة من حيث العدد والنوع حيث ضمت المنامة الكثير من الأديان والطوائف عبر تاريخها ومنهم المسلمين واليهود والمسيح والبهائية والهندوسية والصابئة ، ومن الأعراق والأصول : البلوش والعجم والهولة والبستقية واللنجاوية والبهرة والعمانيين والاحسائيين والنجديين الاحازيين والعراقيين والسورين والهنود والباكستانيين ، مع تواجد البحرينيين من عرب وبحارنة قاطنين ونازحين من القرى القريبة والبعيدة عن المنامة .
المسيح في البحرين :
مثلت النصرانية احدى اديان البحرين قبل الإسلام وتركت مدلولاتها في منطقة الدير وسماهيج وتوجد في المامة عوائل مسيحية وافدة من ايران والعراق وسوريا ومصر والهند ولهم مكانتهم الاجتماعية في البحرين ومن افراد هذه العوائل عائلة اليس سمعان ووديع أنطوان وهالة قريصة ورمزي فايز .
وقد وصلت المبشرين المسيحية للبحرين 1891 ، اولهم كان صومائل زويمر وقد تنصر نفر قليل من البحرينيين لا يتجاوز العشرة ، وللمسيح كنائس ومقبرة وحرية الطقوس الدينية ومكانة سياسية للان.
اليهود في المنامة
يرجع محمد التاجر وجود اليهود لقبيلة ( اياد ) التي اجلتها عبد قيس من تهامة ، ويوجد لهم اثر على تل منطقة الماحوز يعرف اليوم ( بمقبر اليهودي ) ويوجد بالقرب منه موضع يسمى ( شبات ) لعله كان موضع اجتماع سبتهم .
اشتهر وصول اسرة صالح يادكار عام 1880 بالإضافة لعائلة مراد وإبراهيم داود نونو الزعيم غير الرسمي لهم ويبلغ عددهم 35 شخص ولهم كنيس ومقبرة في المنامة مجاورة لمقبرة مسيحية وأخرى مقبرة مسلمين .
البهائية في المنامة
تواجد البهائية في البحرين من بعد اعدام حضرة بهاء الله في شيراز 1850 ، فكانت البحرين وجهة لمن يطلب الأمان والاستقرار ، لهم خصوصيته الاجتماعية ، ومقبرتهم في سلماباد اعيادهم المعلنة وهم مجموعة مسالمة ومن بين العوائل المتواجدة في المنامة احمد يوسف محسني الذي ولد في العوضية 1919 ، وحبيب عبد العزيز الانصاري حيث كانت والدته اول قابلة رسمية في البحرين وغلوم حسن كرمستجي وغيرهم .
البهرة في المنامة
تزامن دخول البهرة 1820 بعد اتفاقية السلام ، حيث ادخل البريطانيون الهنود للبحرين بجميع طوائفهم فعملوا في البز والذهب ، وطيب علي وكتمبا ولا ، وهاجر بعضهم من البحرين لدبي وبرزوا كاكبر اقطاب الاقتصاد فيها مثل خان صاحب وهو ملياردير معروف ، وهم لايزالون محافظين على زيهم وعاداتهم وعقائدهم الإسماعيلية.
الهندوس في المنامة
يزيد وجودهم عن 200 عام ولهم اكبر معبد هندوسي والاقدم في الشرق الأوسط ويتواجد المعبد في وسط مدينة المنامة وهم يساهمون في فعاليات المجتمع المدني ومسالمن ومساهمين في دعم الاقتصاد الوطني .
البلوش والعجم والهولة والبستقية واللنجاوية في المنامة :
يتحدثون الفارسية باختلاف لهجاتها ولغاتها أيضا ، وقد وفدوا للبحرين عبر هجرات في فترات مختلفة ، وبعضهم من أصول فارسية تعربوا واستقروا في البحرين وبعضهم من أصول عربية كانت تسكن الساحل الشرقي لحوض الخليج العربي هاجروا ( لنجة وكيش وبندر عباس ) لظروف اقتصادية واختاروا البحرين كمقر ومثل فريق العوضية في المنامة نموذجا ، حيث كان يضم بيتين فقط من الناطقين بالعربية والبقية يتكلمون الفارسية واللغة الاردوية ومنهم الكازرونية والبردستونية والكنكونية والقابندية وخنجي وخنج وبستق والمدني ولنجنة.
العمانيين والاحسائيين في المنامة :
بواقع الصراع في المنطقة 1802 تواجد العمانيون في البحرين واستقر منهم بعض الاسر مثل الخضراوي وحسن محمود وحبيب محمود وهم من الاسر الثرية في المنامة ، ووجود الحساوية في البحرين قديم ومن اشهر العوائل الحواج وبوكنان
النجديين والاحوازيين في المنامة
تواجدت هذه الجماعات بدافع التجارة او الابتعاد عن موطن الصراعات ، فمن نجد استقرت في المنامة عوائل ومنها العريض وحمد وبن رجب وبن سعيد وبن خلف وبن سلوم ، ومن الاحواز وفد على المنامة هجرات واستقرت عوائل منهم الجلاوي والقاروني
الأهم الاثار العمرانية الدالة على مستوى التسامح النوعي والتاريخي في مدينة المنامة
في مدينة المنامة تتجاوز المعابد والكنائس والكنيس والمساجد والمأتم للطوائف الإسلامية بحيث يستطيع الزائر ان يمر بها مشيا على الاقدام وتشهد الأرقام المعلقة على تلك الشواهد على قدمها وهذا اكبر مدلول اثري عمراني على حجم التعايش وكما تتجاور دور العبادة تتجار أيضا المقابر في مدينة المنامة .
فريق العوضية
سمي بفريق العوضية نسبة لبعض من سكنه من العوضية ، والعوضية ينسبون لمنطقة عرض في فارس جنوب ايران سكن هذه المنطقة خليط من مناطق مختلفة من فارس حيث يغلب عليهم طابع الثراء وهم من اتباع المذهب الشافعي
امتازت المنطقة بوجود البيوت الواسعة ذات أبراج الهواء البادكير ، وهي كلمة فارسية تتكون من مقطعين باد وتعني ريح وكير تعني ماسك ( ماسك الريح ).
بيت فاروق
بني في عشرينات القرن العشرين ، عرف ببيت فاروق نسبة الى عميد العائلة محمد فاروق عرشي ، استخدم كسكن للمستشار بلغريف
استخدمه الجيش البريطاني كثكنة عسكرية لضباطه ، وقواته من اجل مواجه تهدي عب دالكريم قاسم بغزو الكويت 1960
في الستينات من القرن العشرين تحول الى فندق تحت اسم ( تاج محل ) هدم عام 1977 ليحل محله مركز ابن سيناء الصحي.