-اخترقت المخابرات المصرية جماعة الجهاد بوضع جهاز تسجيل في غرفة شورى الجهاد بعد أن تم تجنيد إبن احد قياداتها وابتزته بصور مخلة بالآداب
- تسبب الطفل اليمني "برق" في مقتل القيادي في تنظيم القاعدة "عدنان القاضي"، حيث صورت المخابرات برق مع اطفال على السطح وأجبرتهم على فعل الفاحشة
- سجين في "غوانتنامو": من اساليب المخابرات الامريكية فبركة صور للأسير في وضعية خليعة مع إحدى المومسات كنوع من أنواع الابتزاز
-وضعت المخابرات الامريكية كاميرات في غرفة نوم عبدالفتاح مورو أحد زعماء حركة النهضة التونسية
إن عالم َ الاستخبارات عالم سري يتقبله الناس لأنهم لم يعرفوا واقعَ هَذِهِ الأجهزة ليقارنوا بين النظرة المثالية والواقع المر، وقد تسكت عن هذا الواقع أجهزة المخابرات إن رأت أن ذلك سوف يصب في مصلحتها لترسيخ الصورة والهالة حولها.
في هذه الحلقات سوف نعرض بعض القصص التجسسية بين الدول او داخل الدولة الواحدة التي وردت في الكتاب، من واقع حقيقي سُجل في مذكرات هؤلاء لمعرفة خطورة الجاسوس على أمن البلد، ونقل المعلومات للاعداء وحبائل المخابرات في اصطياد ضعاف النفوس..وهنا الحلقة الثانية عشر
46
استطاعت المخابرات المصرية أن تخترق جماعة الجهاد المصرية التي استقرت في السودان في منتصف التسعينيات عبر مجندها الذي استطاع أن يضع جهاز تصنت صغير داخل غرفة شورى جماعة الجهاد، الأمر الذي وضع كل المعلومات وكل المشاورات وكل ما يحدث في مجلس الشورى لجماعة الجهاد في يد المخابرات المصرية. لكن الأمر لم يطل كثيرا، فقد تم اكتشاف العميل الذي لم يكن سوى ابن القيادي محمد شرف، الذي استطاعت المخابرات المصرية تجنيده بعد ما تمكنت من الضغط عليه بواسطة صور فوتوغرافية التقطت له بأوضاع مخلة بالآدابِ.
47
وقد يكونُ المجندُ مجردَ طفل، ولما تَّم اعتقال الجَاسُوس "أحمد المنصور" من قبل تنظيم القاعدة في اليمن، ذكر أن أحد أهداف الَّتْجنِيد "أن نجند الأولاد الصغار، أكثر شيء.. قالوا شوفوا صغار السن وطلبوا منا أن نفعل فيهم حتى الفاحشة، من أجل امتهانهم، فلا يتكلمون ولا يعارضون ويقبلون منا أي كلام" ، والتطبيق العملي لهذا الهدف كَانَ مع الطفل اليمني »برق« الذي تسبب بمقتل القيادي في تنظيم القاعدة »عدنان القاضي«، فكانت المخابرات كما يقول برق: »يصوروننا مع الأطفال، جمعونا مع عشرين طفلا ، وبعدها أدخلونا داخل غرفة كبيرة وصورونا، ومرة طالعونا إلى السطح نفعل قلة الأدب « .
48
وأحيانا ً إن لم يستطيعوا إثبات هذا الفعل، فإنهم يفبركونه لك. يقول المعتقل في سجن غوانتنامو وليد محمد الحاج ذاكرا أساليب الأمريكان في التحقيق داخل المعتقل، ومن هَذِهِ الاساليب دبلجة صورة الأسير بوضعية خليعة مع إحدى المومسات كنوع من أنواع الابتزاز"
49
وهذه الأساليب لا تمارس ضد الجماعات الَّثورِّية فحسب، بل تُمارسُ أيضًا حتى مع ما يسمى بجماعات الإسلام السياسي مثل ما حصل مع أحد مؤسسي جماعة النهضة التونسية وهو عبد الفتاح مورو، الذي يقول: "استغلوا فرصة خروجنا من منزلنا وفيه حارس أخذوه ليلا إلى مدينة تبعد 60 كيلومتراعلى أنه متهم بالقيام بعملية سرقة، وحققوا معه ليلَة كاملة وتركوه في الخامسة فجرا ليرجع ويجد أن البيت مفتوحا. كان انطباعنا أنهم عملوا شيئا فدخلنا البيت نبحث، ربَمَا تركوا مخدرات أو أوراق فلم نجد أنهم سرقوا شيئا،
ولـكن وضعوا أدوات لتصويرنا في بيتنا مع أهلي، فلا تستطيع أن تتكلم بحرف إذا وزعوا صورتك مع امرأة، التي هي زوجة أصلا لكنك لا تستطيع أن تقول أن هذا الجسد هو جسد زوجتي"!
50
كذلك حال فتيات المدرسة في اليمن اللاتي تعرضن للاعتداء الجنسي وتم ابتزازهن بهذا، فرفضت غالبيتهن التجاوب مع الابتزاز والخضوع. وجاء في إصدار ل تنظيم القاعدة في اليمن: "وجدنا وثائق عديدة حين اقتحمنا مبنى الأمن القومي والأمن السياسي في عدن وفي حضرموت وغيرها، من الوثائق، فمثلا تتبعنا وثيقة الثلاثين طالبة، اللاتي اعتدى عليهن هؤلاء المجرمين، وقد وجدنا عددا قليلا جدا لا يتعدى عدد أصابع اليد من رضخت للإبتزاز أو استمرت معه، وهذا من لطف الله فبعضهن انتقلن من مكان لآخر نظرا للضغط الذي وقع على اهلهن، وبعضهن نزحن وبعضهن بقين في بيوتهن لـكنهن رفضن الابتزاز".
51
عندما يقترض فردا أو يستدين مبلغا من المال ويتعثر في تسديده لأسباب مختلفة منها ضعف الراتب، فأن بعض المقترضين يلجأون الى جهاز مخابرات أجنبي ليقدموا له المعلومات إذا كَانَ على استعداد لدفع أموال كافية. الانكشافُ أو الخوفُ من الانكشافِ والاختلاسُ أيضا ً كَانَ سببا ً في تجنيد أحد أهم الأشخاص لدى الولايات المتحدة، يقول هنري كرامبتون حاكيا ً قصة هذا الجاسُوس: "أخذ َ مالا من صندوق النقود في السفارة زاعما أنه يريد شراء لوازم وخسرَ كامل المبلغ في عمل طائش واحد، ولم يكن قادرا على إعادة المال. عرف أن السفارة ستدقق في حسابات الصندوق في الأسبوع التالي –إن لم يكن أبكر- ويتعدى الأمر كونه مجردَ سرقة إذ أنه خرق للأمن،
ولن يرحمه رئيسه وكل من في السفارة وسيتساءلون عما ارتكبه من جرائم أخرى، وإذا أمِسَك به فسيواجه تحقيقا قاسيا وإن وجدوه مذنبا بهذا فسيرتابون بأنه متورط بأمور أخرى، ما يجعله تحت طائلة عقوبة طويلة بالسجن. هذا بسبب موقعه وبسبب مسؤوليته المهنية الفريدة".
وما تلك المهنة الفريدة التي يقصدها كرامبتون؟
إنها مهنة ضابط الاتصالات، ويعرف أيضا بكاتب الشيفرة في إحدى السفارات، وهذه مهنة صعبة وخطيرة وليست عادية، أنما يعمل لحساب جهاز الاستخبارات الخاَرِجَّية التابع لبلاده. ويمسك بمفاتيح التشفير التابعة لنظام الاتصالات في جهازه، ويصل أيضا إلى الملفات. ويعرف تقريبا كل ما يتعلق بشبكات التجسس التابعة لدولته في البلد، وله قيمة عالية، فأحد أهدافِ وكالةِ الاستخبارات المَرْكَزِية الأمريكية هي اختراق سفارتِهِ وجهازه الاستخباراتي«.
وبعد قصة طويلة تمكن من الاتصال مع وكالة الاستخبارات الأمريكية وتم تجنيده وأصبح »في جيبه ما يكفي من المال لإعادة ما سرقه. وعرف أيضا أن ذلك سيرفق بتعليمات«. فماذا كَانَتْ الثمرة؟
تجسس على مدى سنوات مسلما استخبارات تقطع الأنفاس ومعلومات لا سابق لها عن أنظمة الاتصالات لقاء مبالغَ صغيرة من المالِ وإيداعات ضخمة من أكثر عملاء وكالة الاستخبارات المَرْكَزية خصبا في حسابات سرَّية خاصة. كَانَ واحدا من الجواسيس الوضيعين، لم يمسكْ به أبدا.