اصدر الاديب الشاعر الدبلوماسي النقابي تقي محمد البحارنة ديوانه " اوراق ملونة " بالجزء الثاني ، وهي كتابات سيرة ومسيرة حياته على تراب هذا الوطن العربي ، وخص بهذا الاصدار مقال كبير عن الصحافة في البحرين وحريتها .
بدأ البحارنة مقاله الطويل بسؤال : كيف تنظر وزارات الاعلام وهيئاتها في بلداننا العربية لرسالة الصحافة ودورها في المجتمع ؟
ويجيب ، تعددت الاجوبة في فكري فاقتصرت منها على جوابين الاول : من مجريات الواقع الراهن وهو الجواب التقليدي لدى الجمهور – ولا يخلو من مبالغة – ومؤداه ان الصحافة في بلداننا العربية مطية للاعلام الرسمي تسير معه حيثما سار .. اي كما قال المتنبي .. ( إذا كانَ بَعضُ النّاسِ سَيفاً لدَوْلَةٍ.... فَفي النّاسِ بُوقاتٌ لهَا وطُبُولُ).
والجواب الثاني هو ما تنشده الصحافة الحرة ويطالب به الجمهور من ان تصبح الصحافة متحررة في مجال معرفة احوال الناس والمجتمع وهي معرفة لازمة للمسؤولين في كل دولة لكي يضعوا اصابعهم على مواضع الشكوى ، ومواطن الخلل فيا اداء الاجهزة المسؤولة ونقاط القوة والضعف فيها ويتعرفوا على ما يشغل بال المواطنين ، باعتبار الصحافة من اهم وسائل التعبير.
فالصحافة هي سلطة الشعب ، السلطة الرابعة ، هي متنفس الجماهير ومعبرة عن الرأي العام ،وانها منبر الفكر ومن اهم وسائل نشر الوعي والمعرفة في السياسة والثقافة والادب والدين والفنون والاخلاق وغيرها .. انها اداة فاعلة لتداول الخبر كبيرا كان ام صغيرا ..
ومستقبل الصحافة على مستوى العالم اصبح لا يبشر بخير .. فوسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ولاسيما على شاشات الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) قد اختطفت من الصحافة مواضيعها وابوابها لعرضها على الناس بشكل اسرع واكثر مرونة في التعامل مع المعلومة بالتخزين والعرض والادهاش والتغلغل في المكاتب والمنازل واثناء التنقل حتى اصبحت في متناول الجميع ممن يستخدمون تلك الوسائل بثمن بخص واعدادهم اليوم تعد بمئات الملايين من الناس ومازالوا في ازدياد .. فاين الصحافة الورقية المطبوعة عن ذلك ؟
واختتم البحارنة مقاله بتقديم اربع نصائح لاستمرار هذه الصحافة قوية مؤثرة في البحرين :
اولا : اعادة هيكلة مؤسساتها وتتواصل مع التجارب الصحفية الالكترونية.
ثانيا : الاهتمام اكبر بالخبر المحلي لانه حكرا على الدولة التي بها تحدث الاخبار .
ثالثا : ضروري زيادة راسمال هذه المؤسسات ، وادخال مستثمرين جدد ودعم الدولة لها لانها تخدم الثقافة وتعود بالمردود على المستثمرين والمجتمع ، وتنويع مصادر الدخل .
رابعا : تمتع الصحف بقدر كاف من الحرية هو ولاشك العامل المؤثر على قدرتها في في الحركة والانتشار وارضاء طموح المجتمع والقراء . ان حرية الصحافة و حرية التعبير في مجتمعنا اليوم هي امانة تتقاسم حملها سلطة التشريع وسلطة التنفيذ وسلطة الصحافة .وذلك ما ينقشده الجمهور في مجال ضمان الحريات العامة .
وعلى الصحافة الاستفادة من المناخ المتاح لحرية الصحافة مهما صغر او كبر ، وان تستعملها فيما يفيد المجتمع وان تطالب منها المزيد دونما يأس.
علما بان الاستاذ تقي البحارنة يعتبر من اوائل الصحفيين البحرينيين الذي شاركوا بمدادهم الكتابة الصحفية في الصحف الاولى في البحرين مثل صوت البحرين ويعتبر من رواد الصحفيين في البحرين وتم تكريمه من قبل وزارة الاعلام عام 2009 .