حرب غزه وتقويض منظمات الأمم المتحده(2-2)
بقلم : عبد النبي العكري
عرضنا في الحلقه الأولى ماتعرضت له وكاله الأمم المتحده لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الاونروا) في غزه من اعتداءات على مقارها واستهداف للعاملين فيها خلال الحرب الصهيونيه الجاريه على غزه وفي هذه الحلقه سوف نستعرض ماتعرضت له وكالات أخرى للأمم المتحده ومنظمات دوليه أخرى.
نذكر هنا انه على اثر كلمه الأمين العام للامم المتحده أنطونيو جيتيرش والتي أشار فيها الى معاناه الفلسطينيين طوال 56 عاما من الاحتلال الصهيوني, فقد الغى وزير خارجيه الكيان اجتماعا مقررا مع الأمين العام والغى جميع تاشيرات موظفي موسسات الأمم المتحده العامله في فلسطين المحتله ومنع دخولهم لقطاع غزه بمن فيهم الأمين العام ونائبه للشؤؤن الانسانيه جرفن ومفوض الاونوروا لازراني ومفوض حقوق الانسان تورك وطالب باستقاله الأمين العام فورا باعتباره مشجعا على الارهاب .
في خطابه أمام مجلس الامن بتاريخ 10-11-2023 هاجم ممثل الكيان المحتل, جيلاد ايردان الوكلات والمنظمات التابعه للأمم المتحده (الاونروا والبرنامح الإنمائي, وبرنامج الغذاء العالمي ,وبرنامج المساعده الانسانيه ) والمنظمات الدوليه (منظمه الصحه العالميه ) العامله في غزه وتهجم على مسؤؤليها بالاسم .واعتبر ان جميع تقارير هذه المنظمات عما يجري في المنطقه معاد لاسرائيل ويستند الى مصادر فلسطينيه معاديه وليس أطرافا محايده .واعتبر ان جميع العاملين في الاونروا في غزه وهم بالالاف بانهم ينتمون الى حماس.
خطاب السفير الصهيوني يعكس موقف الكيان المحتل تجاه الأمم المتحده ومنظماتها والذي تجسد في تعاطيه معها اثناء حرب غزه ,بعدم الالتزام بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف الأربع وملحقاتها والحصانه التي تتمتع بها هذه المنظمات رغم انها ترفع علم الأمم المتحده على جميع منشئاتها .ولذلك لم يتردد في فرض الحصار عليها ,ومهاجمه مقاراتها واستهداف العاملين فيه والاف من لجأو اليها من النازحين الفلسطينين .وسنتناول بعض هذه المنظمات .وقد صرح الأمين العام للأمم المتحده في 12-11-2023 "ان عدد ضحايا الأمم المتحده في غزه تجاز 110 شهيدا" فيما استشهد المئات من اللاجئين الفلسطينين الذين لجأو الى مقرات ومنشئات ومدارس منظمات الأمم المتحده.
1-برنامج الأمم المتحده الإنمائي
في يوم 11-11-2023 هاجمت قوات اسرائيليه مقر برنامج الأمم المتحده في غزه والذي ياوي مايزيد على 6 الاف نازح وتجيط به دبابات العدو وقناصته واصابت قنابل الدبابات الطابق الثالث متسببه في استشهاد 8 وجرح العشرات.وتحاصر القوات الاسرائيليه المقر وقطعت عنه المياه والكهراء والغذاء.وفي اتصال هاتفي مع النازحه هبه محمد مع فضائيه الجزيره ,روت معاناه الاف النازحين وما تعرضو له من هجمات اسرائيليه وفشلهم في تامين ماء وغذاء واسعافات من الصليب الأحمر الدولي ومكتب الأمم المتحده.
بالطبع فان مهام البرنامج في تمويل وتمكين الفئات الضعيفه في مشاريعهم الانتاجيه متوقفه تماما, بل ان مشاريع غالبيتهم قد دمرت تماما.
2-برنامج الغذاء العالمي
يقدم برنامج الغذاء العالمي الدعم الغذائي لاكثر من 275 الف من اللاجئين الفلسطينين في غزه .وخلال الحرب الحاليه فقد ازدادت الحاجه الى هذا الدعم العاجل للمتضررين في قطاع غزة . بدأ برنامج الأغذية العالمي في تقديم المساعدات العاجلة لأكثر من 800،000 شخص في غزة منهم 200 الف لاجئ في مقرات الاونروا ,استجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة بين الأسر المتضررة من نتائج الحرب داخل القطاع الذي يعاني اصلا بالفعل من الفقر.
وقد اعيقت مهمات البرنامج المتزا يده بسبب الحصار المفروض على القطاع وبشمل تدفق الاغذيه لحساب البرنامج عبر المعابر ومنها معبر رفح مما تسبب في تحذير مسؤؤليه ومنهم السيده سيندي مكين المديره التنفيذيه للبرنامج من خطر انهيار عمليات البرنامح و نفاذ مخازنه من الاغذيه وقرب نفاذ مخزون الاغذيه في المحال التجاريه , وخلق حاله مجاعه حقيقيه يمر بها سكان القطاع في كارثه انسانيه لاسابق لها.
3-الصليب الأحمر الدولي
يقوم الصليب الأحمر الدولي بمهام حساسه لإنقاذ أرواح العديد من الجرحى من قبل اطقم الإسعاف وكوادره الطبيه وخصوصا نقل الجرحى من مختلف مناطق غزه في ظل مخاطر الحرب المعروفه الى معبر رفح لعلاجهم في مصر وغيرها.
لكن العدو الصهيوني لم يحترم المهمات الانسانيه لهذه المؤسسه بموجب اتفاقيات جنيف الاربعه وملاحقها والقانون الدولي والإنساني .ان إجراءات الحصار الاسرائيلي ومنها منع تدفق الادويه و الوقود والمياه وانقطاع الكهرباء يحبط مهام المنظمه.كما انه يجري تأخير حركه سيارات الإسعاف عمدا عبر معبر رفح مما يترتب عليه من مخاطر على حياه الجرحى. الأخطر من ذلك تعرض سيارات الاسعاف لهجمات القوات الاسرائيليه اثناء قيامها بمهامها الانسانيه رغم انها ترفع علم المنظمه وتتميزبشعاراته المرسومه عل سيارات الإسعاف وقد ذكر انه استشهد عدد من افراد اطقم الاسعاف.كما استهدفت المباني المحيطه بمقر المنظمه المحاصر بالقصف والقنص . اضافه الى ذلك فان امدادات المنظمه بادويه ومعدات الإسعاف لبعض المستشفيات قد استنزف. وفي ظل استهداف المستشفيات فقد صرح ويليام شومبورج مدير المنظمه في غزه "ان النظام الصحي في غزه في طور الانهيار".
4-مكتب الأمم المتحده لتنسيق الشؤؤن الانسانيه
يقوم المكتب بتنسيق العمليات الانسانيه لمختلف وكالات واجهزه الأمم المتحده برئاسه مساعد الأمين العام السيد جريفن في غزه كما في مختلف بلدان العالم. ويكتسب هذا الدور اهميه كبيره وخصوصا خلال الحرب التي يتعرض لها قطاع غزه, حيث تبرز الاحتياجات الطارئه والمتزايده لضحايا الحرب في ظل حصار محكم وحرب دمار شامل ملحقه اضرارا جسيمه بمؤسسات ووكالات الأمم المتحده للعمليات الانسانيه.
من اول واخطر إجراءات حكومه الكيان هو الغاء تاشيره المنسق العام جريفن ومساعديه لزياره الكيان وفاسطين المحتله بما في ذلك غزه وهم في امس الحاجه لتفقد أوضاع موسسات الأمم المتحده والأوضاع في القطاع.وقد ترتب على إجراءات العدو بفرض الحصار وحرب الاباده شلل هذه المؤسسات .كما ان قوات المحتل الصهيوني تحاصر مكاتبها ومنشئاتها وتستهدفها والعاملين فيها والاف اللاجئين اليها .
5-منظمه الصحه العالميه
تقدم منظمه الصحه العالميه من خلال مكتبها في غزه التابع للمكتب الإقليمي للمنظمه في القاهره ومديره د.احمد المنظري, دعما للمؤسسات الطبيه في غزه وقد ازدادت الحاجه الملحه لدعم المنظمه من الادويه والمعدات الطبيه في ظل حرب الاباده واستهداف المستشفيات والعيادات والاسغاف ومنتسبي الخدمات الطبيه والصحيه.
وقد استهدفت المنظمه ودورها في غزه كما استهدف مكتبها والعاملين فيه.لقد اعيقت معظم الامدادات الطبيه الطارئه التي عملت المنظمه لايصالها الى قطاع غزه من المرور عبر معبر رفح وكذلك دخول أطباء ومسؤؤلي المنظمه وفي مفدمتهم المديرالتنفيذي تيدروس اهانوم والمدير الإقليمي د. احمد المنظري.وقد ابدى المديرالتنفيذي اهتمامه البالغ بما يجري في غزه منذ اندلاع الحرب في 7-10-2023 ,ولذى شارك في اجتماع مجلس الامن بتاريخ 10-1-2023 حيث عبر عن معاناه 2.3 مليون فلسطيني في غزه طوال 16 عاما من الحصار , واستكاره للمجزره الاسرائيليه بحق المدنيين والحاله المفجعه للوضع الصحي واستهداف ومحاصره المستشفيات والاسعاف, ودعى الى وقف فوري لاطلاق النار وفتح المعابر واغاثه شعب غزه .كما عبر عن خيبه امله لعدم قيام مجلس الامن بواجباته لحفظ السلام في غزه والعالم داعيا لاصلاحه جذريأ.
هذا عرض لبعض ما يرتكبه الكيان المحتل من خرق وتقويض لمنظمات ووكالات الأمم المتحده العامله في غزه ورفضها لمطالبها المشروعه في الالتزام بحصانتها واحترام دورها الإنساني , وذلك في خرق واضح للقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف الاربعه وملحقاتها والتي لاسابق لها في تاريخ الحروب النعاصره, والتي هي جرائم ضد الانسانيه والاباده الجماعيه للشعب الفلسطيني .والى جانب مسؤؤليه الكيان المحتل فان الدول الغربيه بقياده أمريكا شريكه في هذه الجرائم وتتحمل مسؤؤليتها ويتوجب محاكمه الجميع امام المحكمه الجنائيه الدوليه .