بقلم : عبد النبي العكري
اختتمت في قازان , عاصمة تترستان الروسية والتي انعقدت خلال 22-24 أكتوبر 2024القمة السادسة عشره لدول رابطة البركس بمؤتمر صحفي عقده الرئيس الروسي فلادمير بوتين بمؤتمر صحفي عرض فيه ابرز نتائج القمة كما صدر بيان من 22 صفحه يفصل فيه مواقف رابطة البريكس تجاه كافه القضايا ورؤيتها لحل القضايا التي تهم بلدان الجنوب والعالم اجمع
وصف القيادي البريظاني جورج جلاواي قمه قازان بانها اهم حدث لصياغه نظام دولي مالي واقتصادي جديد بعد اتفاقية بريتن وودز في 1945 والتي ارست النظام المالي العالمي بهيمنة أمريكا المنتصرة في الحرب العالمية الثانية حيث اعتمد الدولار كعملة عالمية للتبادل ونظام سويفت للصرف المالي وانشاء كلا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للسيطرة والاشراف على اقتصاديات باقي العالم غير الغربي.
قد يكون في كلام جلاواي بعض المبالغة ولكن قمة قازان حدث تاريخي ستترتب عليه نتائج مهمة تتعلق بصياغه عالم متعدد الأقطاب وتكتل يعمل على الانعتاق من النظام العالمي الذي يسيطر عليه الغرب اقتصاديا وسياسيا وامنيا .
شارك في قمه قازان 36 دوله وفي مقدمتها الدول الخمس المؤسسة والدول الاربع المقبولة عضويتها مؤخرا والبقية دول أخرى أبدت رغبتها بالحضور او ارتؤي دعوتها لاهتمامها بمجموعة بريكس.وهذذا الحضور اللافت لهذه الدول في هذه القمه مؤشر على فشل أمريكا وحلفائها في عزل روسيا والعقوبات الشديدة التي فرضتها عليها وانتصارا للرئيس بوتين المراد عزله ابضا من خلال مذكره قبض من المحكمة الجنائية الدولية وهاهو يستضيف هذا الحشد من زعماء دول العالم وعدد منهم صديق وحليف لواشنطن.
خصص اليوم الأول 22 اكتوبر لجلسة افتتاحية القيت فيها كلمات الرئيس بوتين رئيس القمه, ورئيس القمه السابقه في جنوب افريقيا الرئيس رامافوزا ورئيس القمه القادمة في البرازيل الرئيس لولا دي سيلفا عبر الشاشة. بعدها تحولت القمه الى اجتماع مغلق للدول التسع وهي الدول المؤسسة روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا,والدول المقبول عضويتها وهي مصر واثيوبيا وايران والامارات علما ان السعودية قبلت عضويتها لكنها لم تؤكد الانضمام لرابطة البركس.
في اليوم الثاني 23 أكتوبر انعقدت القمه في جلسه علنيه عامة للدول التسع الأعضاء في رابطة بريكس والدول المدعوة لحضور القمه وقد القيت فيها كلمات الدول الاعضاء في رابطة بريكس حيث عبر كل رئيس وفد عن موقف بلاده تجاه اهم القضايا المطروحة ورؤيه بلاده لمهام بريكس وتحديات الحاضر والمستقبل لنظام دولي عادل ومتعدد الأقطاب.
في اليوم الثالث 24 أكتوبر انعقدت القمه في جلسة علنية وعامه حيث القيت فيها كلمات الدول المدعوة من غير الأعضاء في مجموعة بريكس وعددها 27 دوله حيث طرح كلا منها مواقفها تجاه قضايا وطنية او إقليمية او دولية ولرؤيتها لرابطة بريكس. واختتمت القمه بجلسة علنية عامه تحدث فيها الرئيس بوتين بخلاصه عن اعمال القمة ورؤيه بركس في اهم القضايا العالميه وابرز ماجاء في البيان الختامي . وبعدها عقد الرئيس بوتين مؤتمرا صحفيا عرض فيه رؤيه بركس لاهم القضايا وأجاب على أسئلة الصحفيين
والجدير ذكره هو ان الوفد الروسي برئاسه بوتين اجتمعات ثنائيه مع وفود الدول الأعضاء في منظمة بريكس وعدد من وفود الدول المدعوة .كما عقدت اجتماعات فيم بين الوفود المشاركة في القمة.
حصيلة القمة
لاشك ان حضور 36 دوله وبعضها دول كبرى ذات ثقل اقتصادي وسياسي وقيادي في العالم ومنها الدول الخمس المؤسسة وكذلك دول مهمه ومنها الدول المقبولة عضويتها وتلك المدعوه الى جانب منظمات رابطة البركس ومنها بنك التنمية الجديد ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة ممثلة بامينها العام أنطونيو جيتيرش والاتحاد الافريقي ,يعبر عن ثقل مجموعة بركس وتأثيرها في السياسة الدوليه وتسعى لوضع حد لتفرد الغرب بالنظام العالمي والسياسية الدولية.
.كما يشير الى زخم اكتسبته مجموعه بريكس برغبة العديد من الدول في التعاون مع بركس وانضمام البعض اليها ويؤكد ذلك في فشل القطب الغربي بقياده امريكا في محاصرة بركس واعاقتها.
من خلال كلمات الدول الأعضاء في رابطة بركس والبيان الختامي للقمة فان رابطة بركس ماضيه في بناء المجموعه وتوسعها واقامة أجهزتها بحيث تتحول الى منظمه فاعلة ومتماسكة تسهم في تطوير وتنميه الدول الأعضاء وشبكه العلاقات فيما بينها بنمط علاقات لصالح المجموعه قائمه على التكامل والتكافؤ والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.كما انها تسعى من خلال ما تقترحه من علاقات دولية جديدة أقامه نظام عالمي جديد ومؤسسات دوليه جديدة تشمل المزيد من الدول غير الأعضاء وتشجيع مزيد من الدول للانضمام اليها.
ان قيام رابطة بركس في 2006 من قبل الدول الخمس الناهضة اقتصاديا والمؤثرة سياسيا في النظام العالمي ,قد جاء بعد تفرد الغرب بقيادة أمريكا بالنظام العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك المعسكر الاشتراكي وتمدد الناتو والاتحاد الأوربي الى دول اوربا الاشتراكية سابقا .وقد ترتب على ذلك شن أمريكا بمشاركة حلفائها حروبا واعتداءات على عدد من الدول مثل بنما في أمريكا اللاتينية والعراق وسوريا عربيا وأفغانستان في اسيا.واضحى واضحا ان المعسكر الغربي لا يقيم أي اعتبار للقانون الدولي والمنظمات الدوليه وفي مقدمتها الأمم المتحده والمنظمات الدوليه الأخرى واضحى العالم مستباحا .كما ان هذا النظام فرض سيطرة مجموعة من الدول وشركاتها العابره للقارات السيطرة على اقتصاد العالم ونهب غالبة بلدان العالم وتعميق الفوارق عالميا . من هنا فان قيام رابطه بريكس من دول تعارض التفرد الغربي بالعالم يعتبر ضرورة إنسانية لتصحيح الوضع العالمي وإعادة الاعتبار لنظام عالمي عادل وإصلاح المنظمات الدوليه لتعكس اراده الشعوب وصحة تمثيل وتنوع المنظومه العالمية.
على امتداد السنوات ال 18 الماضية فقد تطورت وتوسعت رابطه بريكس بحيث أضحت اليوم منظمه عالميه قويه تنهض بمهام تغيير النظام العالمي ليعبر ليس فقط عن تطلعات دول الجنوب وانما تطلعات البشريه للخلاص من نظام الاستغلال والقهر العالمي من قبل الغرب.
عبرت كلمات الوفود والبيان الختامي ضرورة وضع حد لما يترتب من سيطره القطب الغربي الواحد من حروب وفوضى واستغلال والمجاعات والبطالة والهجره الجماعية وتدهور البيئه والتغيير المناخي وغيرها من الازمات والكوارث .وقدمت بركس بدائل لهذه السياسات واصلاحا للمؤسسات الدوليه واقتمة مؤسسات إقليمية ودوليه تنهض بالمهام الإقليمية والدولية وتعكس العدالة والمساواه والاحترام المتبادل والسيادة الوطنيه ولصالح البشرية جمعاء.
وضمن القضايا التي عالجتها رابطة بركس في مؤتمرها حرب الإبادة "الإسرائيلية" على فلسطين المحتلة بما فيها غزة ولبنان وتوجهها لتوسيع الحرب بمشاركة غربيه وأميركية حيث دعت لوقف الحرب فورا وانسحاب قوات الاحتلال "الإسرائيلية" من فلسطين المحتلة ولبنان
وقيام دوله فلسطينية ذات سياده وعاصمتها القدس الشرقية ودعت الدول للاعتراف بدوله فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وبالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية فقد دعت الرابطة الى وقف لأطلاق النار ودخول روسيا وأوكرانيا في مفاوضا سلميه وحل خلفاتهما بالوسائل السلميه وبموجب القانون الدولي.
ولاشك ان بنك التنميه الجديد الذي اقامته رابطة البريكس هو تجسيد قوي لاراده تنفيذ مشاريع التنميه في بلدان البركس ويعكس التضامن الإنساني فينا بين الأعضاء
الخلاصة
تمثل قمة رابطه البريكس حدثا عالميا ويعكس تكرس رابطة البريكس كمنظمه دوليه تعمل لوضع حد للاستقطاب العالمي الأحادي وقيام نظام عالمي متعدد الأقطاب على طريق اصلاح العالم والنظام العالمي والمؤسسات الدوليه لتسهم في مواجهة التحديات العالميه لصالح البشرية وتعكس الكرامة والعدالة والمساواة وتضمن حاضر ومستقبل البشريه المزدهر والامن .