بقلم : عبدالنبي العكري
منذ بدأ الجوله الحاليه من حرب الأياده "الاسرائيليه "على غزه والعمليات العسكريه فيالضفه والقدس في 7اكتوبر 2023 وحتى بعد ان تجاوزت شهرين ونصف بما ترتب عليها من دمارهائل وخسائر فادحه في الارواح الفلسطينه ,فان أمريكا الحليف والشريك للكيانالصهيوني وحلفائها تعمد الى تعطيل الشرعيه الدوليه من مؤسسات وخصوصا موسسات الأمم المتحده ( الجمعيه العامه ومجلس الامن و والأمين العامومفوض حقوق الانسان ,والوكالات المختصهخصوصا الاونروا) ,وكذلك القانون الدولي وخصوصاالقانون الدولي ضد الاباده البشريه والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان واتفاقيات جنيف الاربعه وملحقاتها .
وبموجب ميثاق الأمم المتحده فانه في حالات نشؤ نزاع مسلح او حرب تهددالسلام العالمي او أي عضو في المجموعه الدولية كما هو حال الحرب"الإسرائيلية" على الشعب الفلسطيني الذي تحتل وطنه منذ 1948 حتى الان أيطوال 75 عاما, فان من الطبيعي ان يكون الأمينالعام للأمم المتحده هو اول من ينبه المجتمع الدولي و الأمم المتحده وخصوصا مجلسالامن الى ذلك .وقد قام الأمين العام أنطونيو جوتيرش بذلك ,لكنه ووجه بالصلف"الإسرائيلي" باتهامه بمعاداه "إسرائيل "والساميه وطالبته بالاستقاله ,وهومالم يتعرض له أي امين عام سابق ,كما تكررالموقف "الإسرائيلي الوقح حينما كان الأمين العام يلقي كلمته امام مجلس الامناو الجمعيه العامه. كما عمدت إجراءات عقابيه بحقه وبحق الأمم المتحده ومنها منع الأمينالعام من زياره غزه والغت جميع تاشيرات كبار موظفي الأمم المتحده الى فلسطين المحتله .وحضي الموقف "الإسرائيلي"بدعمالولايات المتحده .
ويعتبر مجلس الامن الجهه الاساسيهفي الأمم المتحده التي تتعاطى مع أي نزاع مسلح اوحرب اوحاله تنذر بذلك و تهددالسلم والامن والاستقرار العالمي او أيعضو في , الأعضاء في الأممالمتحده . والمجلس مكون من 15 دوله عضو بالأممالمتحده حيث الدول الأعضاء الدائمه العضويه وهي (أمريكا وروسيا والصين وبريطانياوفرنسا ) وتتمتع بحق الفيتو أي الاعتراض اونقض أي قرار للمجلس ,اضافه الى عشره أعضاءيمثل كل قاره اثنان ويجري انتخاب كلا منهم لسنتين ,ويراس المجلس لشهر عضو منالمجلس حسب الابجديه.
ويستطيع الأمين العام او أي دولهاومجموع دول طلب انعقاد المجلس بدعوه من رئيسه بعد مشاورات لتحديد جديه الوضع والدعوه ,ومن ثم الدعوه لعقداجتماع للمجلس ومناقشه موضوع الدعوه بحضور الدول والأطراف ذات العلاقه.وبالنسبهلحرب "إسرائيل " على غزه بدءا من 7-10-2023 فقد تناوب على رئاسه المجلسالسفير البرازيلي سيرجيو نيتو لشهراكتوبر والسفير الصيني تشانح جن لشهر نوفمبروسفيرالاكوادورخوسيه لاجسكا لشهر ديسمبر ,علما بان الدول الثلاث غي متورطهبالتحالف الأميركي مع "إسرائيل" في حربها العدوانيه ولذى فقد سعى سفراء كلا منهالانعقاد مجلس الامن وإيقاف حرب الاباده. لكن أمريكا وحلفائها وبتطابق كامل معالموقف "الإسرائيلي" عمدوا الى تعطيل انعقاد مجلس الامن ودوره ومسؤؤليتهتجاه الحرب الصهيونيه ضد الشعب الفلسطيني وخطر تحولها الى حرب اقليميه ذات ابعاددوليه وذلك خلافا لمسؤلياتهم كدول كبرى ودائمه العضويه في مجلس الامن ومسؤؤليتها تجاه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال"الإسرائيلي" وتجاه النظام الدولي للأمم المتحده.وللعلم فان العربممثلون في مجلس الامن بدوله الامارات العربيه المتحده والتي بذلت جهودا كبيرهبالتنسيق مع سفير فلسطين وسفراء دول عديده لعقد اجتماع لمجلس اللامن لايقاف الحربالصهيونيه على غزه وما يترتب عليها.
رغم محاولات الرئاسه البرازيلية واكثريهالدول الأعضاء في المجلس فقد حالت أمريكا وحليفيها بريطانيا وفرنسا دون انعقادالمجلس منذ بدايه الحرب الصهيونيه في 7اكتوبر 2023 طوال فتره الرئاسه البرازيليهوبعدها رافضه جميع مشاريع القرارات التي يمكن ان يصدرها المجلس وخصوصا وقف القتالمهدده باستخدام الفيتو ومدعومه ببريطانيا وفرنسا وهي سابقه تاريخيه في تعاطي المجلس مع الازماتالخطيره كهذه الحرب المدمره وتعكس تطابقاوشراكه كامله لامريكا وحلفائهامع "إسرائيل" الخارجه عن الشرعيه الدوليهوثمره انتهاك كل مايمثله ككيان عنصري قائم على اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها.
عمد رئيس مجلس الامن لشهر نوفمبرالسفير الصيني مدعوما باغلبيه الأعضاء الى دعوه مجلس الامن للانعقاد في 14-11-2023لمناقشه الحرب الصهيونيه على غزه وبالفعل فقد عمد ت أمريكا الى استخدام الفيتو لإحباط مشروع القرار الروسي ومن بعدهالبرازيلي والذي يدعوا لوقف اطلاق الناروالقيام بعمليه اغاثه لفلسطيني غزه واستئناف المفاوضات السلميه.
.وتكرر الموقف في 8 ديسمبر 2023 أيبعد مضي شهرين على حرب الاباده حيث دعى رئيس المجلس سفيبر الايكوادر الى جلسهلمجلس الامن في ضؤ تقديم الأمين العام وبموجب صلاحياته حسب الماده 99 من ميثاق الأممالمتحده للفت نظر المجلس لخطوره أي نزاع على الامن والسلام الدولي. وبناءا عليهتقدمت االامارات العربيه المتحده بمشروع قرار لوقف فوري لاطلاق النار مابين "إسرائيل"وحماس في غزه واطلاق اعمال الاغاثه الشامله واستئناف مفاوضات السلام ,حيث صوت 13من أعضاء المجلس ال 15 بمن فيهم حلفاء وأصدقاء لامريكا عن تاييدهم لمشروع القرار ,فيما استخدمت أمريكا الفيتو لاسقاط مشروع القرار وعمدت وبريطانيا للامتناع عن التصويت مسانده لامريكا).وموقف أمريكا هنا تعبير واضح عن اساءه استخدام سلطتها لتعطيل مجلس الامن وتامين الكيانالصهيوني من الامتثال للشرعيه الدوليه والمحاسبه.
"انه يوم اسود في تاريخ الأمم المتحده ومجلس الامن,انها اجازه مفتوجه "لإسرائيل" للاستمرار في مجازرها ضد الشعب الفلسطينيفي غزه " هكذا عبر عن الموقف د.رياض منصور سفير فلسطين في الأمم المتحده بعد استخدامالولايات المتحده حق النقض(الفيتو) منفرده لاحباط مشروع القرار الاماراتي حيث عبرمندوبها عن خيبه امله في السلوك الأميركي المنحاز كليه للكيان الصهيوني في حربالاباده.
سيتكرر هذا السلوك الأميركي المشين بعد عشره أيامبدا بيوم الاثنين 18-12 -2023 حيث قدم وفد الامارات العربيه المتحده ودول اخرىمشروع قرار جديد يدعو الى وقف لاطلاق النار مابين الطرفين المتحاربين "إسرائيل " وحماس ,وتحمل "إسرائيل" لمسؤؤليتها كقوه احتلال تجاهالسكان المدنيين في غزه بعدم استهدافهم وان يتعاون الطرفان في تسهيل اعمال الاغاثهالتي تقوم بها الأمم المتحده والمنظمات الانسانيه الأخرى .لكن الولايات المتحدهوقفت بالمرصاد لمشروع القرار الجديد وادخلت المجلس في مساومات وابتزازات لتعديلالنص بحيث لاتوقف "إسرائيل" حرب الاباده وان لاتتحمل مسؤؤليتها كقوهاحتلال وممسؤؤليه اعاقتها لاعمال الاغاثه.وامام هول المأساه التي يعانيها الشعب الفلسطيني في غزه اخضعت أمريكا المجلسلابتزازها للموافقه على مشروع قراريوم الجمعه 22-12-2023 أي بعد مضي 5 أيام "يطلب من جميع الأطراف لكل من "إسرائيل" وحماس باتخاذ خطوات فوريه للسماح فورا بامدادات الاغاثه الانسانيه وخلق الظروف لوضع حد مستدام للاعمال العدائيهفي قطاع غزه". وهو قرار لايلزم"إسرائيل" بوقف عملياتها العسكريه لضمان سلامه اعمال الاغاثه والإنقاذحيث عبر الأمين العام للأمم المتحده عن ذلك بأن القوات "الاسرائيليه"تخلق عقبات هائله امام اغاثه غزه.وهكذا واصلت "إسرائيل" حرب الابادهبدعم أمريكا وحلفائها واستمر تعثر اعمال الاغاثه للشعب المنكوب .
وهكذا اكد نتنياهو تكرارا انالحرب مستمره حتى تصفيه حماس واسترجاع الرهائن والسيطرة الامنيه "الاسرائيليه"على قطاع غزه.وكان ملفتا اتصال نتنياهو بحليفه الرئيس الأميركي بايدن وشكره لدعمه القوي "لإسرائيل" في مجلسالامن.علاوه على ذلك قام وزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد اوستن بجوله"للكيان الصهيوني " ودول المنطقه لتشكيل قوه بحريه في االبحر الأحمرلضمان ماسماه حريه الملاحه في البحر الاحمروفي الواقع ضمان الملاحه للموانئ"الاسرائيليه" خصوصا ايلات.
كان موقف الولايات المتحده متوقعا في ضؤ علاقاتها المنحازهكليه للكيان الصهيوني وخصوصا في حرب الاباده هذه , ولكنه موقف صاعق من قبل أمريكا وحلفائها في ضؤ جسامه الخسائرالفادحه والمجازر المرتكبه ضد المدنيين بعشرات الالاف وتدمير منهجي لكل ماهو قائمعلى ارض غزه واقتحامات مدمره في باقي فلسطين المحتله (الضفه والقدس ), وفي ضؤاحباط الولايات المتحده على امتداد اكثر من شهرين ونصف لكل المحاولات لاستصدارقرار من مجلس الامن لوقف حرب الاباده ضد2.3 مليون من الشعب الفلسطيني في غزه.
هذا الموقف في مجلس الامن يعكس دعم حلفاء "إسرائيل" الغربيين بقيادهاميركا المطلق لها في حرب الاباده ضد الشعب الفلسطيني وتحقيق كامل أهدافها بتدميرغزه واباده اكبر عدد من الفلسطينيين واستئصال المقاومه واسترجاع الرهائن واعادهالسيطره على قطاع غزه وامكانيه تهجيرسكانه الى سيناء . من هنا دعمهم للموقفالاسرائيلئ بعدم وقف الحرب "الاسرائيليه " "وقف لاطلاق النار"من قبل "إسرائيل " وهم الولايات المتحده فرنسا وبريطانيا (أعضاء مجلس الامن الدائمين معحق الفيتو) والمانيا وإيطاليا والنمسا وأسترالياوكندا وغيرهم وهذا يشمل معارضة الدعوات لوقف الحرب ألاسرائيليه مجالسهم التشريعيه والبرلمان الأوربي وفي جميع المحافل الدوليه.والاستثناء هنااسبانيا وبلجيكا وبعض دول أمريكا اللاتينيه.
