بقلم : محمد الانصاري
في عملية مفاجئة قامت مجموعات من ذيول جبهة النصرة وداعش الارهابيين بالهجوم على عدة مناطق سورية ، وقد تمكنت من بسط سيطرتها على على أجزاء واسعة من حلب و ريف حماة ، حيث شارك في الحملة آلاف المتطرفين الذين تم جلبهم من الخارج ، ومن المتوقع أن تتحرك الخلايا النائمة في العراق ولبنان وليبيا و عدد كبير من دول العالم كما جرى قبل أعوام.
سرعة التحرك الدولي لمواجهة زحف هذه العناصر الخطرة ، و مدى القوة التي سوف تستخدمها الدول في إتخاذ خطوات استباقية ضد هذه البؤرة المتنامية بين إدلب وحلب ، بالإضافة إلى حجم تجاوب العالم مع الدولة السورية و بما فيها تركيا رغم كل الخلافات السياسية معها ، عوامل تؤثر بشكل كبير على تحجيم قوة الارهابيين وقدرتهم في العودة لاحتلال المدن السورية و العراقية والتوسع في اماكن جديدة .
المثير للاستغراب هو كمية ونوعية السلاح المتوفر بيد هؤلاء الارهابيين ، و مستوى التدريب و عدد وعتاد القوات التي دخلت حلب ، حيث أنها كبير لدرجة مخيفة لا يمكن السكوت عنها ، والأدهى ان هذه المجموعات الخطيرة قد إجتمعوا من عدة دول ، بطريقة وتوقيت حساس للغاية ، الشي الذي لا يدع لنا مجالاً للظن بان هذا العمل من جهةٍ متمكنة وقادرة على تغيير الواقع الذي نعيشه.
ان تاخر دول المنطقة في مواجهة هذا الوضع الخطير للغاية سوف يجر العالم لموجة جديدة من الفوضى والتشريد والدمار ، فهذه البؤرة مع الوقت سوف تتحول الى دولة ذات قوة و نفوذ، كما سوف تحصل على الدعم الذي تريدة لتعيش وتنموا من قبل أطراف كثيرة من مصلحتها زعزعة استقرار المنطقة و بث المزيد من التحديات امام الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتدهور في سوريا ولبنان والعراق ثم جر باقي الدول الأخرى.
ان مقومات البقاء والتوسع لهذه الحركات الأرهابية تزداد كل يوم ، وان خطرها يتعاظم أكثر فأكثر، ونحن أمام مفترق طرق، لدرجة ان الفاصل بين الانهيار والفشل أمام الارهاب يصل لمرحلة مصيرية، في العديد من العواصم العربية، فلبنان واليمن والعراق وليبيا مناطق جاهزه للانهيار، خصوصاً إذا تمكنت هذه المنظمات من السيطرة على مناطق نفطية تمكنهم من شراء السلاح و الدفع للمرتزقة.