DELMON POST LOGO

سياسات يوسف بايدن الكارثية

بقلم : محمد الانصاري

لم يمر على الولايات المتحدة الأمريكية والعالم اسوأ من الادارة الأمريكية الحالية بقيادة يوسف بايدن ، هذّه الأدارة التي في عهدها أشتعلت الحروب بكل مكان ، و كانت ولا تزال حتى اليوم تتفرج على ما يجري ، ادارة تستمد نبضها من الحروب والكوارث في العالم ، ولا تكترث لتوسع نطاق القتل والدمار من أوكرانيا لغزة للبنان لافغانستان للمحيط الهندي و المحيط الهادي لليمن إلى أفريقيا ، وكانّها تستنهض الدجال و تمهد لخروجه .

القرارات التي إتخذها يوسف بايدن شخصياً  وطبعاً بموافقة و تأييد من حوله ساهمت في إشعال النار في أصقاع الأرض ، وهي كثيرة لدرجةٍ انها لا يمكن حصرها في سطور ، فهي مختلطة بالدماء ، وبآلام الملايين من المهجرين والنازحين، و إذا أردنا أن نطرح الامثلة فيمكن أن تكون هذه أبرزها:-

١-  قرار الانسحاب من أفغانستان: كان قرار بايدن الغريب بالانسحاب من أفغانستان في أغسطس ٢٠٢١ ميلادية نتيجته استيلاء طالبان على البلاد ، وهي نفس الحركة التي قامت أمريكا بتحريك الجيوش من أجل إزاحتها في عام ٢٠٠٣ ميلادية ، هذا الانسحاب بالتأكيد تسبب في ضرر كبير للأمن الإقليمي والدولي، وأحدث حالة من الفوضى في أفغانستان وجارتها باكستان.

٢- الدعم اللامحدود لأوكرانيا: منذ بداية الحرب في أوكرانيا وبايدن يقوم وبشكل هستيري غير مفهوم بإرسال الدعم العسكري والمالي غير المحدود لأوكرانيا ، هذا الدعم لم يؤدي إلى إنتصار أوكرانيا وحماية سيادتها بل تسبب في توسيع نطاق القتال بين البلدين و تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة و أوروبا من جانب وروسيا وحلفائها مثل الصين و كوريا الشمالية من جانب آخر .

٣- العقوبات الاقتصادية المتخبطة ضد الدول والأفراد : بالغت إدارة بايدن في فرض عقوبات اقتصادية صارمة على عدة دول ، بما في ذلك روسيا وإيران ، المعلن من أهداف هذه العقوبات هو تغيير سلوك الدول المعنية، أما الواقع فان تلك العقوبات وبالكيفية المطبقة أدت إلى الإضرار بالشعوب و إلى المزيد من التصعيد في المنطقة والعالم ، وكأن هذه الإدارة تدفع بعض الدول للتطرف عمداً.

٤- استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ: إرتكزت سياسة بايدن في المحيطين على تعزيز العلاقات مع دول مثل الهند واليابان وأستراليا ، وقد أنشأت لهذه السياسة إطاراً تم تسميتها شراكة "أوكوس" (AUKUS) وقد كان الهدف الوحيد من إنشائها مواجهة النفوذ الصيني في العالم ، هذه السياسة أدت إلى التوترات والتصعيد العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

٥- الدعم غير المشروط لإسرائيل: في سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدل أن يقوم بايدن بالضغط على الطرفين لوقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات ، قام بايدن وحكومته بتقديم دعم لا مشروط لاسرائيل جعلها تتجاوز كل الحدود ، وتسبب ذلك في إضافة المزيد من التعقيدات إلى المشهد في المنطقة ، فحجم الدمار وعدد الضحايا من الجانبين كان من الممكن ان يكون أقل من ذلك بكثير بقرار من ادارة بايدن ، وقد أدى ذلك لإقحام دول أخرى في الصراع مثل اليمن والعراق و سوريا و ايران.

٦- مفاوضات النووي الإيراني: تعمدت إدارة بايدن خلق حالة من الضبابية المصحوبة بالتوتر في الملف النووي الإيراني ، ما تسبب في إرباك هذه المفاوضات وعدم التوصل إلى اتفاق واضح بين جميع الأطراف يحمي العالم والمنطقة من المزيد من التعقيدات النووية ، كما لم تطلع العالم وخصوصا دول الخليج التي تتجاور مع إيران بحقيقة الوضع في هذا الملف الخطير والحساس .