حركة القوميين العرب والمؤتمر التأسيسي والمجلس الإداري للاتحاد الوطني لطلبة البحرين – دمشق 1972
تميز بفن الاستماع وثقافة الاختلاف – مثقف عضوي وجاذبية اجتماعية
- تستذكره الحورة وتستذكره جامعة الكويت ويستذكره سكن الشويخ وتستذكره السجون – جزيرة جدا وسافرة وجو – ذكرى تتكرر وعرفان ووفاء يتكرر
كتب : عباس هلال
الذكرى الثلاثين 21 نوفمبر 1994 -2024 نستذكر الأخ العزيز الصديق المناضل عبد اللطيف راشد الغنيم – أبو شميس ، الحاضر الغائب ، ابو شميس كان شمسا ساطعة وقمرا منيرا في الحياة العامة لطيف ألاحباب والاصدقاء والرفاق والاطياب ، السياسي القومي اليساري الديمقراطي ومن القيادات الطلابية البارزة في الاتحاد الوطني لطلبة البحرين – دمشق – فبراير 15-25 1972 .
من عرف عبد اللطيف احبه هكذا عبد الطيف لطيف المعشر لطيفا في دراسته لطيفا في نضاله، لطيفا في الأوساط الطلابية، لطيفا في المعتقلات والسجون، لطيفا في مجالات العمل لطيفا في علاقاته ولطيفا في سيرته وذكراه .
بعد مضي 30 عاما على وفاته في 21 نوفمبر 1994 كان علينا واجباً والتزاماً بتذكر سيرته النضالية ومناقبه الابية .
من عرف المرحوم عبداللطيف احبه، احبته الحورة، واحبه الطلبة واحبه كافة المعتقلين وكافه العاملين معه في البنك، فهو بسيط وشفاف كجناح فراشه وقوياً كجناح نسر، مبتسما منشرحا قوي العزيمة والشكيمه. دخل المعترك السياسي والنقابي بقلب كبير وعقل منفتح.
وكان رحمه الله من كوادر حركة القوميين العرب، حضر المؤتمر القومي الذي نضمته الجبهة القومية في عدن عام 1968 لفت الأنظار اهداه سالمين سالم ربيع علي ما في يده !! ، وفي عام 1969م التحق بجامعة الكويت كلية التجارة والاقتصاد، مع انه كان من المرشحين لبعثة الجامعة الأمريكية ببيروت ، لكنه حتى في اللقاء الاسترشادي الذي نظمته رابطة بيروت في مبنى القسم التجاري من قبل حميد مراد والمرحوم يوسف الخاجة لم يكمله – كانت بوصلته الكويت لذلك لم يحصل في الامتحان على الحد الأدنى، وكان قيادياً في الحركة الطلابية حيث كان ضمن وفد رابطة طلبه البحرين بالكويت الى المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني لطلبه البحرين المنعقد في دمشق 15-25 -فبراير شباط 1972م، واصبح عضوا في المجلس الاداري، عاش رحمه الله في الكويت طولاً وعرضاً فهو صاحب الحضور بين طلبة البحرين وصديق لقيادات الاتحاد الوطني لطلبه الكويت ناجي المعود ومحمد الغديري وعدنان العمر وغيرهم، وكان يتردد على الديوانيات وفي مقدمتها ديوانيه الطليعة، ومن رواد الخيام الانتخابيه لانتخابات مجلس الامه، تخرج عبد اللطيف من جامعه الكويت عام 1973م، والتحق بعد ذلك في المعهد العربي للتخطيط بالكويت وحصل على الدبلوم العالي في التخطيط الاقتصادي، وبعد رجوعه للبحرين عمل في طيران الخليج دائرة العمليات المالية.
تم اعتقاله في فجر 1975/8/23م، ضمن ضربة الاعتقالات الاستباقية لحل المجلس الوطني بقى في جزيرة جدا إلى نهاية 1976، وكان في الزنزانة المفتوحة رقم 4 ضمن الفنس ومعه المرحوم جواد العكري والمرحوم الكابتن محمد جكنم وعبد الرحيم السيد ، ثم سجن سافره حتى 6/24 1979 موعد الرحيل إلى سجن جو وفي سجن جو حدث الصدام رئيس العرفاء مع فيصل العرشي والمرحوم عبد اللطيف تم نقلهما إلى سجن القلعة لمدة شهر وتبعهما لاحقاً المرحوم عبدالله خليفة ومحسن مرهون. وتم اطلاق سراحة في نهاية عام 1979م.
قضى في المعتقل خمس سنوات، بالضبط نفس مدة دراسته في البكالوريس والدبلوم العالي.
التحق المرحوم بينك البحرين الوطني - قسم خدمات والافراد، ثم التسويق اصيب بالمرض العضال في الحنجرة قدم له البنك كل الدعم بإرساله للعلاج الى امريكا، بعد رجوعه من امريكا أقام له طلبة الكويت والاصدقاء حفلاً جميلاً في هيلتون البحرين ، استمر رغم المرض حباباً محبا للحياة يغمره التفاؤل مستمراً في القراءة ومتابعة الأحداث.
وفي صيف 1986 ،عندما رزقنا التوأم أسامة وايمن ، اقمت حفلة عامرة للمحامين وبعض الأصدقاء احياها الأخ الصديق الفنان محمد الجميري ، وكان عبد اللطيف ضيف الشرف متألقا حتى مطلع الفجر !!
في بداية نوفمبر 1994 تم ادخاله المستشفى جناح 12 على اثر المضاعفات التي ألمت به وفي 20 نوفمبر 1994، وبناء على اصراره استلمت اوراقه لتقديمها لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة - للماجستير - حيث كنت مغادراً إلى القاهرة - تونس هكذا كان عشقه للحياة .. هكذا كانت معنوياته الطائرة بين سحاب الخريف و راتعاشاته ، وكان منكبا على القراءة، وكان الصديق إبراهيم بشمي يزوده في الجناح بكافة المجلات والدوريات التي ترد للأيام .
في 22 نوفمبر 1994م، وبمزيد من الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاته بتونس، وبعد وفاته تابع صديقه الأخ إبراهيم بوجيري والمرحوم الدكتور عبداللطيف الرميحي مدير مكتب المتابعة بمجلس الوزراء ترتيب السكن العائلي في مدينة حمد وعلى وجه السرعة.
رحم الله الأخ العزيز الصديق ، صديق الجميع وحبيب الجميع المرحوم عبد اللطيف راشد الغنيم – أبو شميس ، أبو منيرة ، أبو اللطف .
ألف رحمة ونور على روحك الطاهرة