DELMON POST LOGO

تقويض المنظومه الدوليه المعنيه بفلسطين .. وتاريخ القضية الفلسطينية 1-2

بقلم : عبد النبي العكري

في العام 1916جرى توقيع اتفاق سايكس بيكو  المشؤؤم مابين الدولتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا  باقتسام تركه الدوله العثمانيه في المنطقه العربيه و التي هزمت في الحرب العالميه االاولى , وكانت بلاد الشام من نصيب فرنسا والعراق من نصيب بريطانيا ,الا انه جرى استثناء  فلسطين لتكون من  نصيب بريطانيا ضمن خطه بريطانيه صهيونيه لاقامه دوله يهوديه على انقاض فلسطين, حيث قامت قوات المارشال اللنبي باحتلالهأ  وعاصمتها القدس في 30-12-1917  بعد  اربعه قرون من سيطره العثمانيين عليها  وقال قولته المشهوره "هانحن عدنا ياصلاح الدين " في اشاره الى الحروب الصليبيه واحتلال الصليبيين لفلسطين ضمن الشام ومصر.

كما نذكر هنا بوعد وزير الخارجيه البريطاني بلفور المشؤؤم في رسالته لروتشلد  في22-11 1917" باقامه وطن قومي لليهود في فلسطين" , على حساب شعبها .

من هنا فانه بعد أقامه عصبه الامم التي سبقت الأمم المتحده كمظمه دوليه في 1920, فقد كان احد مهامها وضع البلدان الخاضعه للدول المهزومه  في الحرب العالميه الأولى ومنهم الدوله العثمانيه تحت وصايه الدول المنتصره.وكامر واقع فقد وضعت فلسطين تحت وصايه بريطانيا والتي كان من المفترض ان تهيئها للاتسقلال , الاانها على العكس من ذلك ساهمت في اغتصابها من قبل الحركه الصهيونيه .وكان ذلك بدايه تعاطي المنظمات الدوليه مع فلسطين وقضيتها .

الأمم المتحده وشرعيه الكيان الصهيوني

ظلت بريطانيا تحكم فلسطين بتفويض من عصبه الأمم حتى قيام الأمم المتحده  في 1945 والتي وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني  حيث استمرت بريطانيا بتكريس سيطرتها على فلسطين لتحقيق المخطط الصهيوني لاقامه دوله "إسرائيل " على انقاض فلسطين وحقوق شعبها.

لعبت الأمم المتحده دورا نشطا في التعاطي مع القضيه الفلسطينيه لايجاد حل للصراع القائم بين الشعب الفلسطيني وبعض الدول العربيه المؤيد له من ناحيه وتحالف الحركه الصهيونيه مع بريطانيا الاستعماريه , وقد شكلت الأمم المتحده عده بعثات لتقصي الحقائق لحل الصراع ونذكر منها بعثه الكونت براندوت الذي اغتالته عصابه الاورغون لانه كان منصفا مع الفالسطينيين .

تقسيم فلسطين

تسارع المخطط الصهيوني الاستعماري البريطاني لاغتصاب فلسطين واقامه دوله يهوديه على انقاضها وإضفاء الشرعيه عليها من قبل الأمم المتحده.يجب ان نذكر هنا ان أعضاء الأمم المتحده حينها بحدود 57 دوله وتسيطر عليها الدول الغربيه بقياده أمريكا المنتصره في الحرب العالميه الثانيه  والى حد ما الاتحاد السوفياتي وحلفاؤه , اما الدول العربيه فغالبيتها مستعمره.

في ظل اختلال ميزان القوى العسكري  على الأرض الفلسطينيه لصالح التحالف الصهيوني البريطاني ,جرى التصويت على قرار تقسيم فلسطين رقم 181 في 29 نوفمبر  1947.وقد عمدت أمريكا والدول الغربيه للضغط على الدول الأخرى للتصويت على القرار الذي حاز على 33 صوتا ومعارضه 13 وامتناع 10عن التصويت, حيث خصص لليهود أراض متواصله وتطل على البحر الأبيض المتوسط بمساحه 53% في حين خصص للعرب الفلسطينيين 46% من الأراضي المتقطعه وخصص 1% للقدس وجوارها لتدار من قبل اداره دوليه .وبناء عليه فقد أعلنت الحركه الصهيونيه قيام دوله "إسرائيل"  واعترفت بها القوى الكبرى حينها  وفي مقدمتها امريكا.

وهكذا تصرفت الأمم المتحده وخلافا لميثاقها ومقاصدها بتاكيد حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال  وحق مقاومه الاستعمار ومنها الشعب الفلسطيني,بل العكس فقد اسهمت في قيام كيان استيطاني لايملك أي حق في فلسطين واسباغ الشرعيه الدوليه عليه على حساب حق الشعب الفلسطيني في وطنه والاستقلال بدولته .لكن الكيان المحتل وبدعم من الغرب استمر في حرب الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني والقوات العربيه الضعيفه المسانده, للاستلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينيه  حيث سيطر على 88% من أراضي فلسطين بما فيها معظم القدس وبقي للفلسطينين 22% تغطي الضفه الغربيه وقطاع غزه المنفصلين جغرافيا واللذان الحقا  بالأردن ومصر .ورفضت "إسرائيل" قرار الأمم المتحده الملازم لقرار التقسيم عوده اللاجئين الفلسطينين لوطنهم وكانوا حينها يمثلون نصف سكان فلسطين. وبهذا لم تؤمن الأمم المتحده قيام دوله فلسطينيه رغم الاجحاف في ذلك.

وتبع ذلك انشاء الأمم المتحده لوكاله الأمم المتحده لاغاثه وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في   3-12- 1949  ولا تزال قائمه  مما يعي خطه مبيته  "اسرائيليه " وغربيه لابقائهم في المنافي العربيه وغيرها.لكن الكيان الصهيوني والذي يتبنى مخططا توسعيا لاحتلال كامل فلسطين ولاقامه إسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل والهيمنه على كامل المنطقه العربيه والاقليميه واصل حروبه بدعم ومشاركه من الغرب ,وهنا فقد كان للأمم المتحده دورا في مسار القضيه الفلسطينيه كما يلي :

الأمم المتحده والقضيه الفلسطينه

في مؤتمر القمه العربيه  المنعقد في القاهره قي 1964وبتاثير مصر في عهد عبد الناصر  اتفقت الدول العربيه  على تشكيل الفلسطينين لمنظمه التحرير الفلسطينيه . وبالفعل انعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني التاسيسي في القدس  في 23مايو 1964 وشكل منظمه التحرير الفلسطينيه وانتخب لجنتها التنفيذيه واقر ميثاقها الذي ينص على تحرير كامل التراب الفلسطيني بحدود فلسطين في عهد الانتداب البريطاني  عبر الكفاح المسلح وعوده اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وان المنظمه هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

اما التطور المهم الثاني فهو انطلاق الثوره الفلسطينيه في 1 يناير 1965  من قبل فتح كبدايه لتشكل الثوره الفلسطينيه لتجسيد ميثاق منظمه التحرير الفلسطينيه والتعبير عن أراده وخيار الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات .وفي تطور مهم فقد جرت تحولات في المنظمه ترتب عليها ان يكون المؤتمر الوطني الفلسطيني واللجنه التنفيذيه المنتخبه باغلبيه تمثيل لفصائل الثوره الفلسطينه .

وهكذا وبالرغم من هزيمه 1967 وتراجع المشروع القومي وفي قلبه تحرير فلسطين وصدامات الثوره الفلسطينه مع الانظمه العربيه ,فقد اضحى للشعب الفلسطيني حركه تحرير لاستعاده وطنه وقياده مرجعيه هي منظمه التحرير الفلسطينيه التي جرى الاعتراف بها من كثير من دول العالم .وانعكس ذلك على عوده القضيه الفلسطينيه بقوه للأمم المتحده التي أعطت الشرعيه لاغتصاب فلسطين.  وتبعها تحولا مهما في مسار القضيه الفلسطينيه وأعاد الاعتبار للقضيه الفلسطينيه  .وبالمقابل فقد اعتبرت "إسرائيل" وأميركا وبعض حلفائهما ان  المنظمه وفصائلها ارهابيه والكفاح المسلح اعمال ارهابيه وشنت "إسرائيل " بدعم من امريكا وحلفائها حربالاهواده فيها ضد الشعب الفلسطيني وثورته وغزت واحتلت لبنان لاحتضانه المقاومه الفلسطينه.

ومن اخطر ماترتب على هزيمه يونيو 1967 , احتلال ماتبقى من فلسطين (الضفه والقطاع ) أضاف للجولان.كما تبعه ضم القدس الشرقيه للقدس الغربيه واعتبار القدس الموحده عاصمه ابديه "لإسرائيل" وتهويد الضفه الغربيه والقدس بسلب الفلسطييين اراضيهم وبيوتهم واقامه المستعمرات الاستيطانيه الاسرائيليه على انقاضها وحصار غزه بحيث اضحى تنفيذ قرار التقسيم للأمم المتحده رقم 181 في 1948 مستحيلا .اضافه الى ذلك فقد شملت "إسرائيل" الجولان المحتل بقوانينها واستمرت في احتلال  سيناء ومناطق لبنانيه.

ترتب على حرب أكتوبر 1973 المجيده نتائج مهمه للقضيه الفلسطينيه ومكانتها في المجتمع الدولي والأمم المتحده بالتحديد .عمليا أدت حرب أكتوبر 1973 الى اتفاقيه كامب ديفد 1978 وبموجبها استعادت مصر سيتاء ناقصه السياده عليها واقامه علاقات كامله مع "إسرائيل"وخروجها من الصراع العربي الصهيوني بما فيها التخلي عن قضيه فلسطين والمنظمه.وهذا ماهيأ الأوضاع لانفراد "إسرائيل" بالثوره الفلسطينيه وحلفائها .وتجسد ذلك بغزو لبنان واحتلاله جنوبه في 1978 ثم غزوه الكامل في 1982 وإخراج الثوره الفلسطينيه والمنظمه الى المنافي  ووصول اليمين اللبناني المرتبط "بإسرائيل " الى الحكم وتوقيع اتفاق الصلح معها في اذار 1983 والذي الغي لاحقا بنهايه رئاسه امين الجميل وانتخاب الرئس الياس الهراوي  مع تغيير في ميزان القوى السياسيه لغير صالح "إسرائيل".

رغم كل هذه التطورات السلبيه ظلت القضيه الفلسطينه تفرض نفسها على المجتمع الدولي والنظام الدولي  وفي قلبه الأمم المتحده  في ظل استمرار مقاومه الشعب الفلسطيني "لإسرائيل " وخصوصا الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال  بانتفاضاته المتلاحقه . وبروز قيادات وطنيه في الداخل حملت قضيته الى العالم بما فيها الأمم المتحده .

مرت القضيه الفلسطينيه منذ احتلال الكيان الصهيوني لكامل فلسطين اثر هزيمه 1967 بعدة مراحل في ضؤ مراحل الصراع بين العدو الصهيوني وحلفاءه من ناحيه  والشعب الفلسطيني وقوى المقاومه وحلفائه عربيا ودوليا من ناحيه اخرى.ويهمنا هنا تبيان انه رغم قرار الأمم  المتحده بحق تقرير ر للشعب الفلسطيني على جزء صغير من ارضه (22%) ومطالبه "إسرائيل " من الانسحاب منها لخطوط 4 يونيو 1967. الا ان مجلس الامن لم يجبر "إسرائيل " بالامتثال لهذا القرار.بل  ان اسرتئيل مضت قدما في الاحتلال وتهويد الضفه الغربيه وضم القدس الشرقيه وحصارقطاع غزه أضافه لفرض القانون الإسرائيلي على الجولان المحتل واستمرار احتلال أراض لبنانيه.

جاءت التطورات المترتبه على استثمار السادات لحرب أكتوبر 1973 لابرام الصلح مع "إسرائيل" والخروج من الصراع العربي "الإسرائيلي ", لتضعف من الموقف الفلسطيني وتدفع بقياده المنظمه والثوره الفلسطينيه الى احدات تغيير جذري في استراتيجيه المنظمه  من تحربر كامل فلسطين الى أقامه دوله على الأراضي المحتله في 1967 والاعتراف عمليا "بإسرائيل" في  المؤتمر الوطني الفلسطيني في الجزائر في 1974 بتعديل ميثاق المنظمه وتبني البرنامج المرحلي وإعلان الدوله الفلسطينيه الافتراضية بقياده عرفات .

انطلاقا من ذلك دعا ياسر عرفات الى الأمم المتحده كلمته المشهوره امام الجمعيه العامه في 13نوفمبر 1974 مخاطبا " لاتدعوني اسقط غصن الزيتون من يدي " وقبلت فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحده   في 29 نوفمبر 2012 ومنظماتها وعددا من المنظمات الدوليه .ومره أخرى لم تتمكن الأمم المتحده تحويل هذا الاعتراف الى واقع قيام دوله فلسطينيه على الأرض .

.. يتبع