بقلم : محمد الانصاري
بخطوات سريعة تنتقل دول الخليج العربي الى مرحلة الهدوء والاستقرار والتنمية ، حيث كان ختام الأسبوع الماضي مسكً فقد زار يوم الجمعة رئيس وزراء قطر أخيه ولي عهد ورئيس وزراء البحرين ، وقد أكملت هذه الزيارة التفاهمات بين البلدين الشقيقين ، كما تناولت خطة بناء الجسر الرابط بين البحرين وقطر ، و لحق هذا اللقاء مكالمة هاتفية بين جلالة الملك المعظم مع أخيه سمو أمير قطر ، أكدت المضي قدماً في خطط التعاون المشتركة .
الخطوة البحرينية- القطريه جاءت ضمن سلسلة خطوات خليجية وعربية ودولية في المنطقة تصلح ان نطلق عليها مرحلة السلام و النهضة ، حيث تم خلال العامين الماضيين المصالحة الخليجية الشاملة ، وقد طويت وانتهت صفحة صعبة ومتعبة لجميع ابناء الخليج ،و اسفر ذلك عن تجاوز أكبر تحدي واجه مجلس التعاون لدول الخليج العربية بسلام ، و أكد هذا التصالح بان العلاقات الخليجية الأخوية والتاريخية أقوى من الخلافات الطارئة التي تظهر بين الدول.
كما ان المصالحة وإعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية و الجمهورية الاسلامية الايرانية أيضا أرست عامل استقرار كبير في منطقة الخليج العربي ، وطوت عقداً من التوتر في المنطقة ، هذا الإتفاق اذا تم تنفيذة حسب الخطط و التفاصيل المعلنة ومع مضي الوقت سوف يرمم الكثير من الجراح على المستوى السياسي ، و يبني جسوراً من التعاون الاقتصادي والأمني في المنطقة ، و سيكون له اثر طيب على شعوب وحكومات المنطقة كلها.
اما على صعيد البناء والتطوير فقد إستقبلت قطر في عام ٢٠٢٢ ميلادية كأس العالم لكرة القدم ، و سوف تستقبل المملكة العربية السعودية كأس العالم لكرة القدم في ٢٠٣٠ ميلادية ، كما تقوم الكويت ببناء مجمع بتروكيماويات الزور الذي هو من أكبر المصانع في الشرق الاوسط ، وانتهت البحرين من بناء خط الصهر السادس في شركة المنيوم البحرين البا في نهاية ٢٠١٩ ميلادية ما جعل ألبا من أكبر مصاهر الألمنيوم في العالم ، وأصبحت الإمارات العربية المتحدة دولة متقدمة في اطلاق الرحلات الفضائية واستخدامات الطاقة النووية ، فيما تشهد سلطنة عمان قفزة نوعية في مشاريع الطاقة المتجددة و عمليات بناء البنية التحتية .
اما الهدنة و الهدوء في اليمن الشقيق فهو عامل إستقرار و إزدهار آخر في المنطقة ، وان دول الخليج عازمة على المساهمة في بناء وتعمير هذه الدولة العزيزة على قلوبنا جميعا ، والثقة كبيرة لدى الجميع بان يمن المستقبل سوف تكون بإذن الله دولة منتجة و مزدهرة ، أما العراق فعملية استقرارها و بنائها تمضي على قدم وساق و هي في طريق العودة لماضيها المشرق كما كانت عاصمة للفكر و العلم و التجارة والأدب.
لذلك فقد بات واجباً علينا حكومات وشعوب ان نشكر الله كل يوم على نعمة الامن و الاستقرار ، وان نقرأ المعوذتين لإبعاد شر الكائدين والحاسدين من المشرق والمغرب ، و ان نتذكر دائماً بأننا نعيش وبحمد الله في خير كبير وهذا ليس الا من فضل الله الذي أبعد عننا الخراب والدمار و نجانا من الفقر والجوع ، و أنعم علينا بالخير و البركة ، وجعل دارنا وجارنا و من حولنا في حصنه الحصين و درعه المنيع و أفشل مخطط الشيطان الاكبر والشياطين الصغار وتلاميذهم .
ختاماً
١- ان دول الخليج اذا استمرت في نهجها التصالحي والتنموي سوف تتحول من دول مستوردة الى دول قوية و منتجة.
٢- يجب ان يستذكر شعوب وحكام الخليج دائماً قول الله تعالى ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ).
٣- اذا اردنا فعلا ان نكون أوروبا المستقبل في الازدهار و التطور فعلينا ان نخطو خطوات كبيرة في ترسية مبادىء الديموقراطية والعدالة والمساواة.
٤- بقيت خطوة مهمة كي نكون على النهج الصحيح بشكل كامل هو التفاهم بين الحكومات والشعوب وبين حكومات المنطقة حول آليه حل النقاط الخلافية بحكمة وروية حتى نصل لرؤية توافقية اصلاحية بين جميع دول وشعوب المنطقة.