بقلم : محمد الانصاري
بعد عملية ارهابية قذرة تم تنفيذها بمجمع تجاري في موسكو سقط ضحيتها اكثر من ١٣٠ قتيل والعشرات من الجرحى ، أعلنت داعش خراسان مسئوليتها عن العملية ، وقد اكتملت الحلقة بعد إلقاء القبض على منفذي العملية أثناء محاولتهم الهروب إلى دولة مجاورة ، فمن هو زعيم هذا التنظيم الذي لا يزال قادراً على ضرب أهداف كبيرة في مناطق مختلفة من العالم ؟! ومن الذي يقف ورائهم ويمدهم بالمال والسلاح و التدريب ؟!
أصدرت داعش في يونيو ٢٠٢٠ ميلادية بياناً أعلنت فيه عن تعيين شهاب المهاجر والمعروف أيضًا باسم ثناء الله غفاري زعيماً لتنظيم خراسان ، وقد وصفته في بيانها انه قائد عسكري متمرس وواحد من "الأسود الحضرية" في كابول ، وقد ترأس المهاجر التنظيم بعد زعيمها الاول حافظ سعيد خان الذي قتل في عام ٢٠١٦ ميلادية ، ونائبه العضو السابق في طالبان الملا عبدالرؤوف الذي قتل في غارة جوية عام ٢٠١٥ ميلادية.
تواترت وسائل الاعلام معلومات عن المهاجر تفيد بانه وللأسف أول زعيم عربي لتنظيم خراسان الارهابي ، وبحسب المصادر فقد ولد المهاجر عام ١٩٩٤ ميلادية في أفغانستان وهو من اصل عراقي ، وقد كان في فترة من الفترات قائداً عسكرياً في شبكة حقاني القريبة من تنظيم القاعدة ، قبل أن ينشق ويصبح قائدًا لتنظيم داعش في خراسان المنافس والمختلف بشدة مع طالبان.
دبر المهاجر هجوماً كبيراً على مطار كابول في عام ٢٠٢١ ميلادية تسبب في مقتل العشرات من الناس من بينهم ١٤ عسكرياً امريكياً ، وقد أثارة تلك الهجمات غضب حركة طالبان التي أعلنت أنها ستتخذ كل الإجراءات الممكنة للقبض عليه ، وفي نفس العام تم إضافته من قبل لجنة الجزاءات المفروضة على تنظيم داعش والقاعدة التابعة لمجلس الأمن إلى قائمة العقوبات.
في فبراير ٢٠٢٢ ميلادية أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى الكشف عن هوية أو مكان المهاجر بعد ان تأكدت انه كان وراء هجمات مطار كابول ، والشيء الذي يصعب تفسيره في هذه الأحداث هو سبب العداء الكبير بين داعش وطالبان رغم ان كلا الطرفين يحاربان ولو بشكل ظاهري العدو الأمريكي والغربي المشترك.
الشي الذي يجمع طالبان والقاعدة و داعش اتفاقهم و اشتراكهم جميعاً في تخريب وتدمير العالم ، وتركيزهم على تفتيت وتقسيم البلدان العربية والإسلامية ، فهم وراء خراب افغانستان والعراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا ، كما هم خلف الهجمات الارهابية التي استهدفت كل من مصر والكويت والسعودية وايران وتونس والجزائر والسودان على مر عقود من الزمن ، فترى من يقف ورائهم طوال هذا الوقت ؟ ومن يمتلك كل هذا السلاح والذخيرة والقدرة ؟!
ختاماً :-
١- كل هذه التنظيمات مهما اختلفت شكلياً فان اصلها ومنبتها خبيث.
٢- لا يجوز التعاطف مع هذه التنظيمات باي شكل ، كما لا يجوز تقديم الدعم المادي والمعنوي لها أبدا.
٣- كل بلد عربي او إسلامي هدف محتمل لهذه التنظيمات ، ولا يجب أن نفرح عندما تقوم ولأغراض التمويه باستهداف دول غربية.