بقلم : محمد الانصاري
الحماقات كثيرة .. ولكن لا توجد حماقة اكثر ولا اكبر من القيام بغزو افغانستان .. واذا كانت قيادات الاتحاد السوفييتي ارتكبت حماقة بمحاولتها احتلال كابل ، فان القيادات في الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت خطيئة في حق شعبها عندما فكرة في الزج بقواتها في تورابورا و باجران بعد ان عرفت مصير المحتل السوفييتي في تلك الجبال والأراضي الوعرة .. ورغم الخسارة الكبير من كل الجوانب احتاج الرئيس الأمريكي إلى حوالي ٢٠ سنة لكي يتخذ قرار الانسحاب الممنهج من افغانستان في ٢٠٢١ ميلادية ،
ان الخسائر الأمريكية في افغانستان تفاقمت لدرجةٍ فاقت كل التصورات ، وليس معروفاً بعد ما هي المكاسب التي كانت مرجوة من وراء فكرة دخول هذه الحرب ، لقد كانت هذه المغامرة شيطانيّة بكل المقاييس ، ونتائجها وخيمة وكارثية على الشعبين والدولتين ، لكن الطرف الأكثر تضرراً هو الجانب الأميركي ، حيث تنوعة أشكال الخسائر لديه إلى عدة أشكال وهي :
اولاً :الخسائر البشرية المباشرة وغير المباشرة :
١- الخسائر بين العسكريين : تكلفة الحرب في البشر والموارد كانت هائلة. فقد قضى أكثر من ٢٤٠٠ جندي أمريكي حياتهم في أفغانستان، وجرح آلاف آخرون. بالإضافة إلى ذلك، فإن التأثير النفسي والعاطفي على الجنود وأسرهم لا يمكن تقديره بالأرقام فقط ، وهي مستمرة حتى اليوم.
٢- الضحايا بين المدنيين: لم يقتصر التأثير البشري على الجنود الأمريكيين فحسب، بل أدى الصراع أيضًا إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين من الأفغان، مما أثر على الحياة اليومية للسكان المدنيين وزاد من معاناتهم.
٣- الخسائر التي اثرت بشكل مباشر على الأسر الامريكية : بالإضافة إلى الخسائر المباشرة، فإن هناك العديد من العائلات الأمريكية فقدت أحباءها في هذا الصراع، مما ترك آثاراً عميقة على المجتمع الأمريكي ، وسوف يستمر هذا الاثر لمدة طويلة من الزمن .
ثانياً الخسائر المالية:
١- التكلفة المالية الهائلة: حرب أفغانستان كلفت الولايات المتحدة تكاليف مالية هائلة. وفقاً لمعهد كوستس لتقييم السياسات، فإن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من ٢ تريليون دولار على الحرب في أفغانستان منذ عام ٢٠٠١ .
٢- التأثير على الاقتصاد الوطني: هذه النفقات الضخمة تركت أثراً سلبياً على الاقتصاد الوطني الأمريكي، حيث أنها أدت إلى زيادة الدين العام وتقييد الموارد المالية التي يمكن استخدامها في المجالات الأخرى مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.
ثالثاً : الخسائر الاستراتيجية:
١- عدم تحقيق الأهداف المعلنة: بالرغم من الجهود العسكرية والمالية الهائلة، فإن الولايات المتحدة لم تتمكن من تحقيق أهدافها الرئيسية في أفغانستان بالشكل المطلوب، بما في ذلك هزيمة حركة طالبان وتحقيق الاستقرار والديمقراطية.
٢- زيادة التطرف: على الرغم من التدخل العسكري، إلا أن الصراع في أفغانستان شجع على زيادة التطرف وانتشار الجماعات المسلحة، مما أدى إلى استمرار الاضطرابات وعدم الاستقرار في المنطقة.
٣- فقدان الدعم الدولي: بسبب استمرار الصراع وعدم تحقيق النجاحات المطلوبة، فقد شككت العديد من الدول الأخرى في استراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان، مما أدى إلى فقدان الدعم الدولي وعزلتها في بعض الأحيان.
ختاماً
١- افغانستان غير قابلة للاحتلال.
٢- الامريكان قابلين للهزيمة ، فالهزيمة هي التي دفعتهم للانسحاب من افغانستان.
٣- كل الانتصارات الأمريكية كانت خاتمتها هزيمة ، افغانستان ، الصومال ، فيتنام ، العراق ، سوريا والأمثال كثيرة.