بقلم : محمد الانصاري
جرت العادة ان نكتب مقالات للحديث عن أوضاع السجون في الدول العربية ، لكن هذه المرة سوف نسلط الضوء على قضية حقيقية حدثت في ام الديمقراطيات في العالم الحديث ، وهي صورة مكررة للكثير من الحوادث المتشابهة المستمرة في تلك الدولة ، لنعرف ماذا يحدث عندما تقوم الدول العظمى بانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان.
كل يوم تنهار أسطورة الولايات المتحدة الامريكية ، وكل يوم تتكشف العديد من قضايا الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الرسمية الأمريكية ضد الأقليات والمهاجرين و السود و المكسيكيين و المسلمين وغيرهم من ضحايا مختلف الأجهزة الرسمية الأمريكية.
الضحية هذه المرة ليس من الأقليات ، الضحية سجين محكوم في جنحة بسيطة اسمه لاشون طومسون ، هذا السجين لقي حتفه في سجن بمقاطعة فولتون في أتلانتا بسبب "بق الفراش" الذي نهش جسده حتى توفى في ظروف إنسانية مزرية وغير صحية كان يعيشها ، في الوقت الذي تتخذ الولايات المتحدة الامريكية مسألة حقوق السجناء ذريعة لتبرير تدخلاتها في العديد من الدول.
لاشون المسكين سجين في قضية جنحة بسيطة فقط ، و هو شخص مريض يعاني من وضع نفسي وعقلي غير سليم ، وقد أكد هذه المعلومات محامي عائلة الضحية مايكل هاربر في بيان تم نشره في وسائل الإعلام ومنها شبكة "سي بي إس نيوز" جاء فيه : "إن طومسون ألقي القبض عليه لارتكابه جنحة بسيطة في 12 يونيو ٢٠٢٢ ميلادية ، وتم نقله إلى سجن مقاطعة فولتون، ووضع في جناح الأمراض النفسية بسبب مشاكل تتعلق بصحتة العقلية" ، كما أوضح المحامي إنه بعد ثلاثة أشهر، "عثر على السجين لاشون ميتا بزنزانته في ظروف مزرية بعد أن أكلته الحشرات وبق الفراش حيا".
أكد المحامي إن سجلات السجن تظهر أن الطاقم الطبي لاحظ تدهور صحة طومسون، لكنه لم يساعده ، وأضاف: "لقد راقبوا تدهور صحته حتى وفاته عندما تم العثور على جثته، كما رفض أحد الضباط العاملين بالسجن إجراء الإنعاش القلبي، لأنه على حد تعبيره عانى من الفزع بسبب حالته" ، وقد قدَّم المحامي وعائلة الضحية صورا ومقاطع فيديو من زنزانة طومسون تظهر أنه مغطى بالحشرات ، وقد كشفت هذه الصور الظروف المزرية التي عاشها الضحية في الزنزانة.
كنا نظن ان ما مرَّ به العراقيين في سجن ابو غريب سيئ السيط على يد الضباط الامريكان حالة فردية قام بها عدد محدود من منتسبي الجيش الامريكي ، الا ان ما يحدث كل يوم في السجون الأمريكية تبين ان ابو غريب حالة عامة مستمرة وممنهجة في التعامل مع السجناء ، وان السجون في الولايات المتحدة الامريكية لا تفرق حتى بين السجناء الاصحاء و السجناء المرضى.
ختاماً :-
ان امريكا تتدخل لتغيير أنظمة وإحلال أخرى لأسباب وهمية مثل اسلحة الدمار الشامل في العراق ، او لأسباب اقل مما يجري عندها مثل تغير النطام بالقوة الجبرية في هاييتي ، فهل سوف تقبل امريكا استجابة بعض الدول لمطالب التحقيق في السجون الأمريكية مع وجود كم هائل من الأدلة التي تدينها وتثبت ضرورة التدخل لمساعدة عشرات الآلاف من الضحايا خلال العقود الماضية.