قال مراد علي مراد نائب رئيس مجلس إدارة معهد الدراسات المصرفية والمالية ورئيس مجلس إدارة بنك البحرين والكويت، أن البحرين كانت زاخرة بالمبادارات المتعلقة بتأهيل البحريني في جميع الوظائف خصوصا العليا والمؤهلة منها، ولكن مع الأسف بعض المبادرات لم يحلفها الحظ في الاستمرار لاسباب عدة منها نقص التمويل بينها "صندوق تنمية الموارد البشرية" الذي عملت رئيسا للجنة التاسيسية ومن ثم رئيس مجلس الامناء واستمر لمدة 14 عاما ساعد في تمويل وخلق العديد من الكوادر المصرفية والمالية المؤهلة.
يضيف مراد، بأن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد ال خليفة شكل عام 2004 لجنة للبحث عن "الفجوات الموجودة للمؤهلات البحرينية في السوق البحريني" خصوصا موظفي القطاع المصرفي وقطاع التأمين والتابع لمصرف البحرين المركزي، وكانت الدراسة من قبل استشاريين مؤهلين، رصدت الوظائف ذوي الرواتب العالية تفتح المجال امام البحرينين من الذكور والاناث لشغلها بعد التاهيل واكتساب الخبرة.
وجدت الدراسة في ذلك الوقت أن هناك فجوات في مجال وظائف مثل شؤون الموظفين، وإدارة التدقيق، والمخاطر وسكرتير مجلس الادارة وغيره من الوظائف المهمة ذو رواتب المرتفعة، تلك الوظائف التي عادة ما تحتاج لدراسة اكاديمية وبعدها كسب الخبرة.
على ضوء الدراسة تم تأسيس "صندوق تنمية الموارد البشرية" عام 2005 بدعم مالي من الدولة قدره 500 وبأمر من رئيس الوزراء ان ذاك المغفور باذن الله تعالى الشيخ خليفة بن سلمان، تم استغلال المبلغ لتمويل تاهيل البحرينيين في برامج تدريبية ودراسات تخصصية الا ان الظروف لم تسمح مواصلة هذا الدعم المشكور. وبعدها واصل مصرف البحرين المركز ي برصد مبلغ 100 ألف دينار سنويا لكن المبلغ لم يكن كاف أو أقل من احتياجات عمل الصندوق. اخذ الصندوق في فترة عمله على عاتقه هذه المهمة في عدة مجالات منها شهادة CFA المحلل المالي المعتمد، والتي هي اختصارًا ل Chartered Financial Analyst، حيث استطاع تأهيل 12-15 بحريني بهذه الشهادة المرموقة. وعند توقف عمل الصندوق تم تحويله وكافة ملفاته بما في ذلك رصيد الصندوق ٢٠٠ الف دينار الى معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية BIBF.
والجدير بالذكر هنا الدور الريادي لمعهد البحرين للدارسات المصرفية والمالية BIBF في تدريب وتاهيل عشرات الالاف من البحرينين خلال سنوات طويلة ومنذ تاسيسه ويعتبر المعهد من المبادرات الناجحة جدا في هذا البلد العزيز مثلها مثل مبادرة الخمسينيات من القرن الماضي لبرنامج التدريب المهني الذي كانت تديره شركة نفط البحرين بابكو. هذان المبادرتان وبدعم من الدولة خلقت واهلت الكثيرون والذين تبوءوا مراكز قيادية عليا في القطاع الحكومي والخاص.
يقول مراد، أن للبحرين مبادرات عدة نفتخر بها، منها مبادرة ولي العهد (برنامج ولي العهد الدولي للمنح الدراسية إلى توفير الفرص للشباب المتفوقين للتعلم) التي تؤهل خريجي الثانوية، ومبادرة معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية ومبادرة التدريب المهني في بابكو (لبرنتس) الذي خرج العديد من الكوادر ساهموا بعد الاستغلال في وظائف حكومية عليا.
إذا تكررت تلك المبادرات سوف يكون لها تأثير إيجابي مستقبلي ولو كان يحتاج الى وقت ولكنه مؤثر لا سيما في الوضع الحالي مع المتغيرات الكثيرة والمتسارعة في متطلبات اسواق العمل واكثرها مرتبط بالاستغلال الامثل للتكنوجيا الحديثة والرقمنة واللتان تفرضان نفسها وبقوة على مختلف اوجه الحياة.
التدريب لا يجب أن يقتصر على الموظفين في المؤسسات، وليس بالضرورة داخل العمل، بل إرسال المتدربين للدراسة في الخارج وتحصيل مؤهلات تتواكب مع متطلبات السوق، وإعادة النظر في المناهج التعليمية من الابتدائي إلى الجامعة، وتلك العملية طويلة الأمد ولكنها مهمة ولها تأثير على جيل كامل، كل الأمور الآن مختلفة وحديثة وتحتاج إلى فكر استراتيجي حديث قادر على خلق قيادات واعية مستقبلية وخلق جيل يستطيع مواجهة التحديات التي تتصاحب مع مر السنون بخلاف السنوات الماضية في الخمسينيات، وكلما كانت التهيئة مبكرة كانت النتائج أفضل، ومبادرات ناجحة، كلما حصلنا على مبتغانا وخلق جيل يستطيع مواجهة حياة مليئة بالتحديات.
كانت مبادرة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد ال خليفة في (برنامج ولي العهد الدولي للمنح الدراسية إلى توفير الفرص للشباب المتفوقين للتعلم الاكاديمي العالي وحتما يساهم لخلق كوادر تحل في الإدارات العليا وفي كافة قطاعات النشاط الاقتصادي البحريني من خريجي البكلوريس والماجستير والدكتوراه، سوف يردف البحرين بعدد لا بأس به من الكوادر المؤهلة لاستلام مهام كبيرة لخدمة البلاد، لها تأثير إيجابي في هذا المجال حيث هؤلاء الطلبة أو الخريجين يخدموا أنفسهم ويخدموا البحرين أيضا وهذه المبادرة بالطبع محل إشادة كبيرة نابعة عن فكر استراتيجي.
يختتم مراد علي مراد الذي له ارتباط وثيق ولسنوات طويلة خلال حياتيه مثل عضو مجلس إدارة مدرسة ابن خلدون ونائب رئيس مجلس الإدارة وعضو مجلس إدارة معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية وحاليا نائب رئيس المجلس ورئيس "صندوق تنمية الموارد البشرية" الذي تم حله قبل عدة سنوات، بأن البحريني في هذا البلد وفي هذا المطلب صاحب حق، ومن حقه الوظيفة والتدريب وإعطاء الفرص، موضحا بأن هناك حكمة تقول "الإنسان ممكن أن يخسر كل شيء، لكن عمره لا يخسر العلم الذي كسبه" فلتكن هذه حكمتنا أيضا في التدريب والتعليم والتأهيل.