مع تركيز دول مجلس التعاون الخليجي المتزايد على أهداف التوطين، تواجه الشركات عبر القطاعات طلبات متزايدة للالتزام بأهداف الامتثال. على سبيل المثال، من المتوقع أن تصل متطلبات التوطين في الإمارات إلى 10٪ بحلول عام 2026، في حين قامت السعودية بتطبيق حصص سعودة تصل إلى 100٪ في صناعات معينة. يقدم هذا الدليل استراتيجيات للشركات الخليجية التي تسعى لتحقيق أهداف التوطين ويوفر رؤى عملية لقادة الموارد البشرية الذين يركزون على حلول توظيف فعالة ومطابقة للامتثال.
كيف تحقق أهداف التوطين في دول مجلس التعاون الخليجي؟
1. الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في التوظيف
يمكن للشركات التي تواجه حصص توطين عالية وجداول زمنية ضيقة الاستفادة من منصات التوظيف المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل Qureos، التي تساعد في تحديد المواهب ذات المؤهلات المحددة والأهلية للأدوار الوطنية. من خلال استخدام الخوارزميات التنبؤية، تمكن هذه المنصات فرق التوظيف من تصفية المرشحين بناءً على معايير محددة لتلبية متطلبات التوطين، مما يسهم في تسريع جهود الامتثال بدون تحيز. تساهم حلول التوظيف المعتمدة على التكنولوجيا في تسريع عملية التوظيف، مما يسمح للشركات بالتركيز على مبادرات النمو الأوسع من خلال أتمتة الفحص الأولي وتسهيل مطابقة المرشحين مع الأدوار بشكل أكثر كفاءة.
2. برامج التدريب والتأهيل للمواطنين
تشجع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي الشركات على الاستثمار في برامج التدريب التي تزود المواهب المحلية بالمهارات المطلوبة. مثل برامج مجلس تنافسية الكفاءات الإماراتي وصندوق تنمية الموارد البشرية السعودي (هدف) التي توفر الموارد والدعم لهذه البرامج. تساهم هذه البرامج في تطوير قوى عاملة ماهرة ومتوافقة مع التوجهات الاقتصادية الأوسع.
3. تطوير الشراكات مع المؤسسات التعليمية المحلية
يمكن للشركات الشراكة مع الجامعات والمؤسسات المهنية لإنشاء مسارات وظيفية للمواطنين. حيث تقوم العديد من المنظمات الآن بإنشاء فرص التدريب الداخلي والوظائف المبتدئة المتوافقة مع البرامج الأكاديمية، مما يسهم في تطوير المواهب والالتزام بمتطلبات الامتثال. تساعد هذه الشراكات الشركات على تحقيق أهداف التوطين ودعم النظام التعليمي والمساهمة في تنمية المجتمع المحلي.
4. نماذج التوظيف المرنة
لتلبية حصص التوطين، تعتمد بعض الشركات نماذج مرنة مثل العمل بدوام جزئي والعمل عن بعد، مما يوفر للمواطنين فرصًا أوسع للتعرض عبر القطاعات مع تحقيق متطلبات الامتثال. توفر الخيارات الوظيفية المرنة للشركات فرصة لجذب مجموعة متنوعة من المواهب الوطنية وتحقيق أهداف الامتثال دون التضحية بجودة القوى العاملة.
رؤية الحكومة السعودية حول أهداف التوطين ، أكدت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على دور السعودة في خلق “بيئة عمل منتجة ومستقرة” تعزز مشاركة المواطنين في سوق العمل، وتتوافق مع أهداف رؤية 2030 لتعزيز النظام الاقتصادي من خلال المواهب المحلية..
من خلال تبني نهج شامل يجمع بين التكنولوجيا، التدريب، الشراكات التعليمية، ونماذج التوظيف المرنة، يمكن للشركات الخليجية تحقيق حصص التوطين بينما تبني قوى عاملة ماهرة وتنافسية تدعم الرؤية الاقتصادية للمنطقة.