بقلم : محمد الانصاري
بعث عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه في الشهور الأخيرة العديد من الرسائل للداخل والإقليم والعالم ، حددت هذه الرسائل توجه البحرين المستقبلي وتطلعاتها ، كما رسمت الخطوط العريضة لسياسات عمل الحكومة ، والتي من أبرز معالمها تصفير الخلافات الداخلية والخارجية والتركيز على الملف الاقتصادي والتنموي .
داخلياً فقد أصدر جلالة الملك المعظم مرسوماً بالعفو عن عدد كبير من المحكومين في عيد الفطر المبارك ، بموجب هذا العفو و القرارات الصادرة بشأن المفرج عنهم والتي على رأسها مساعدتهم في الحصول على أعمال مناسبة ، تأكيد على وجود رغبة حقيقية في العبور بالداخل إلى مستقبل سياسي مستقر ، ومن يعلم أسلوب الحكم في البحرين يعرف ان القرارات تأتي بشكل متأني ومدروس ، كما أنها سوف تستمر حتى تحقيق أهدافها بشكل كامل .
خليجياً والحمد لله ، تم الانتهاء من طي ملف الخلاف القطري الخليجي بمصالحة أخوية دافئة بين الأشقاء ، و على اثرها تم استئناف العمل بين دول الخليج وقطر من حيث توقف ، ومن ضمن تلك الأمور الإعلان عن إحياء مشروع جسر المحبة الذي يربط البحرين وقطر ، وقد تم تحفيز هذا المشروع خلال الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين ، والذي تم خلالها التوصل إلى تفاهمات عديدة في الشهور الماضية.
عربياً فإن البحرين دعمت وقف الحرب مع اليمن وسعت في العمل على التوصل لحلول داخلية يقبل بها الجميع و تضمن أمن جيرانها ، كما شجعت المصالحة العربية مع سوريا و باركت إعادتها للحضن العربي وكانت سباقة في استئناف عمل سفارتها في دمشق وإرجاع رحلات الطيران المباشرة مع دمشق و بغداد ، كما إن البحرين لم تدخر جهداً في بذل المساعي من أجل استقرار ليبيا و ضمان وحدة السودان والعمل على وقف الحرب الاهلية فيها .
اما على المستوى الإقليمي فإن جلالة الملك و خلال لقائين منفصلين ومتقاربين مع الرئيس الروسي في موسكو، و الرئيس الصيني في بكين أكد عدم وجود خلافات تذكر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كما شدد على رغبة البحرين في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على أساس القواعد الدبلوماسية المتعاررف عليها ، مجدداً رغبته في فتح مجال التزاور والعلاقات الثنائية الاقتصادية والسياسية ، وهذا تعبير واضح ان البحرين تسعى باستمرار لضمان روابط حسن الجوار مع الجارة ايران وباقي الجيران.
ختاماً
١- البحرين اتخذت العديد من الخطوات في الداخل وسوف تتخذ المزيد من أجل جمع أبناء البلد وتوحيد جهودهم لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في الداخل والمنطقة.
٢- سوف نسعى لإستكمال خطوات المصالحة مع الجيران ومن ضمنهم ايران ، ونريد ان نركز على بناء بلدنا والابتعاد عن الصراعات السياسية في المنطقة ، إن أيادينا ممدودة للجميع على اساس حسن الجوار والاحترام المتبادل مع الآخرين .