- تأسيس نقابات عمالية بوتيرة سريعة واعتقالات بعد اضراب البا وتوقيف النائب الشيخ إبراهيم ال خليفة
- كتلة الشعب العتيدة تنسحب من جلسة المناقشة وحضور العديد من المفصولين من البا
- وقت الاعتقالات كان قانون الامن العام لعام 1965 هو الساري ، حتى 23 أكتوبر بصدور المرسوم بقانون بشأن تدابير أمن الدولة
كتب – عباس هلال *
- 50 عاما على اعتقالات 20-24 يونيه 1974 والتي شملت قيادات جبهة التحرير وكوادر النقابات العمالية التي تأسست قبل شهور ، وسبق الكتابة عن نهاية الستينات ومطلع السبعينات – اعتقالات 1972 واعتقالات 1973 في أوساط الجبهة الشعبية وما دار بشأنها في المجلس الوطني – دور الانعقاد الأول – وابعاد المناضل مراد عبد الوهاب ( القيادي السياسي والطلابي - بكالوريس اقتصاد - بغداد 1971 ) لعمان – سجن الجلالي – عشر سنوات – أيام وسنوات مشهودة من أيام نضالات السبعينات للحركة الوطنية سياسيا وعماليا وطلابيا ،
وهنا في اعتقالات يونيه 1974 نسلط الضؤ على احداث ومجريات اضراب البا والاضرابات التضامنية والاحداث المتسارعة والتي انتهت الى اعتقال قيادات جبهة التحرير وقيادات النقابات العمالية.
- ضربه اعتقالات 24 يونيه 1974 والتي شملت قيادات جبهه التحرير الوطني وقيادات النقابات العمالية على اثر تأزم الوضع في مصنع البا بعد الاضرابات المتلاحقة ( سبق في 1972 – 1973 اضرابات تضامنا مع شهادة سلطان حافظ و عبدالله جناحي في خط الصهر) ، والتي انضمت اليها قطاعات اخرى، وكانت شرارة الاضراب قد بدأت بعد رفع عمال اللحام في مصنع المنيوم البحرين البا عريضة الى مجلس اداره الشركة بتاريخ 20 /5/ 1974 وفق ثلاث مطالب 1- تغير سلم درجات الرواتب 2- توفير مياه بارده ونقيه 3- وقف تعسف المسؤولين و مع تجاهل الشركة لهذه العريضة، تم رفع عريضة اخرى في 26 مايو 1974 بنفس المطالب مع التهديد بالأضراب يوم واحد، ونفذ العمال اضرابهم بعدها وافقت الشركة على بحث المطالب طالبه مهلة ومع تدخل وزارة العمل وافق العمال على تشكيل اللجنة المشتركة التي عقدت اجتماعا واحدا يتيما بتاريخ 16/6/1974.
وانتهى الامر بفشل اللجنة ومحاولات وزارة العمل!! وتصاعد الموقف بإعلان بقيه عمال المصنع الاضراب والذي بدأ مع نوبه المساء ( زام اول الليل) 14-15-1974.
ومع فجر السبت 15/6/1974، وصلت قوات (شرطه الشغب) الى المصنع واحتلت بعض المراكز بعض المراكز وتفريق العمال واعتقال سته منهم ، وتصعيد من اداره الشركة مفاده على غير الراغبين في العمل تسليم بطاقاتهم وترك العمل ، ورفض من العمال ومطالبه الشركة للشرطة بالدخول وتفريق العمال ،ومنع التجمع في الخارج. استدعى العمال النائب الشيخ ابراهيم الخليفه ( النائب الأحمر كما اطلقت عليه الصحافة العربية و المحلية ) وهو عضو لجنه الخدمات الاجتماعية المختصة بتشريعات العمل و اوضاع العمال والمصنع يقع في دائرته الانتخابية الرفاع ، ومع وصول النائب اعترضته الشرطة واوقفته !! تأزم الموقف وبيان للحكومة بعد ظهر السبت 15/6/1974 بتخويل وزاره الداخلية باتخاذ الاجراءات للقضاء على الاضراب، تلى ذلك بيان من وزير الداخلية بضرورة عوده النظام والاستقرار!! وبدا اطلاق النار وجرح واعتقال 31 عاملا ، و مطالب اخرى للعمال تمثلت في 1- اطلاق سراح المعتقلين 2- عودة كافه العمال 3- ابعاد شرطه الشغب عن المصنع 4- تشكيل لجنه مشتركة.
في يوم الاثنين 17/6/1974 رفضت الحكومة المطلبين الاول والثالث ووافقت على الثاني مع التحفظ ووافقت على تشكيل اللجنة المشتركة.
- المجلس الوطني في المعترك.. لجأ العمال الى المجلس الوطني وبشكل خاص لكتله الشعب ( كتلة الشعب تمثل اليسار 1- علي ربيعه من صقورها، محسن مرهون من الصقور 3- عبد الهادي خلف قبل اسقاط عضويته من الصقور محمد جابر الصباح محسوب على الصقور، خالد الذوادي محام لامع ومن الحمائم ، محمد سلمان محامي لامع ومن الحمائم ، عبد الله المعاودة القوميين العرب من الحمائم عيسى الذوادي من الحمائم، وكان من المفترض صقر أخر هو عبدالله الراشد البنعلي لكن منافسه خاله خليفه البنعلي ابعدته عن المشهد البرلماني) وصدى توقيف النائب الاحمر الشيخ ابراهيم الخليفه، تقدم نواب كتله الشعب باقتراح مناقشه الوضع في البا في جلسه 16/6/ 1974 و الحكومة طلبت التأجيل طبقا للائحة الداخلية وتم التأجيل لمدة اسبوع ومع تزايد الاعتقالات تم تجديد طلب المناقشة واضافت بند المعتقلين في جلسة 16/6/1974 و بالتصويت فاز الاقتراح بأغلبيه 20 صوتا ، ومع اصرار الحكومة على التأجيل وسقوط طلبها واصرارها على الامتـناع، على اثر ذلك انسحب نواب كتلة الشعب من الجلسة وانسحاب الجمهور الغفير الحاضر للجلسة!! رافق ذلك الاضرابات التضامية مع عمال البا وتزايد قوات الشغب في الشوارع، تضامن عمال الشحن والتفريغ و مكاتب السفر في مطار البحرين باضراب نوبه النهار ( زام النهار) صباح الاربعاء 19/6/1974، ( عبد الرحيم السيد ومجموعته ) وتضامن آخر من مصنع البلاستيك التابع لشركه الزياني. تصاعدت الأمور حتى نهاية ضربة الاعتقالات الواسعة في 24/6/1974 والتي شملت قيادات جبهه التحرير و قيادات من النقابات العمالية. ومع عطلة المجلس الوطني وبداية دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريع الأول فاجأت الحكومة المجلس والشعب بإذاعة المرسوم بشأن تدابير امن الدولة ( 22 اكتوبر 1974) بديلا عن قانون الامن العام لعام 1965 ، (اسماء المعتقلين في الوثيقة المرفقة )، تم اطلاق سراح المعتقلين وبقي وفقا لمرسوم امن الدولة خمسة هم : 1-احمد الذوادي 2- يوسف العجاجي 3- عبدالهادي خلف 4- احمد الشملان، 5-عباس عواجي ، وفي 21 فبراير 1975 اطلقت محكمه تدابير امن الدولة سراح د.عبد الهادي و احمد الشملان و التجديد للثلاثة الباقين ، بقى الثلاثة في جده حتى لحق بهم كوادر اليسار فجر 23 اغسطس 1975 الضربة الاستباقية لحل المجلس الوطني، وقبل ذلك في شهر مايو لحقت عقوبات ادارية على اكثرية المؤسسين لنقابات المعلمين ، و اعتقال عبدالوهاب أمين لمدة ثلاثة أشهر) وبعد ذلك في ابريل 1976 وصل الصحفي ابراهيم بشمي بعد براءته من تهمه النشر والاعلام ( تجاره الرقيق الجديدة على صدر مجله صدى الاسبوع ) وقبل ذلك وصل النائب محسن مرهون في 28 ديسمبر 1975 بعد اعتقاله من المطار قادما من الكويت ، ومايو 1976 يأتي عبد الواحد احمد الشيخ و معه جاسم عاشور مره اخرى الى جده و الحكم سنه على الدكتور طه الدرازي بتهمة سياسية ووصوله الى جده ضمه ابراهيم سند ( حاكم جدا وفق مقولة سميث ) الى زنزانته ، والباقي المرحوم عبد الله جابر من جبهة تحرير شرق الجزيرة ( 8 سنوات ) بعد خروج القيادات عوض اليماني واحمد قاسم .
رجوعا الى البا ، بلغ عدد المفصولين من الشركة خلاف المعتقلين ما يقارب 25 مفصولا اولهم احمد زمان والذي اصبح لاحقا مقاولا صناعيا متابعا للشأن العام ، كما توفى قبل ايام احد المفصولين محمد عبد العزيز ( زنجي ) كما يسميه ربعه مع انه ابيض !! بينما الاسماء التي وصلت للمجلس الوطني 21 مفصولا .
بانوراما سريعة لاعتقالات قيادات جبهة التحرير و القيادات العمالية في 24-25 /6 /1974
هكذا نضالات اليسار في ذاكرة الوطن بأحرف من ذهب ونور والرحمة والمجد والخلود للمتوفين ، والصحة والعافية للباقين .
-----------------------------
* محام ورئيس الشؤون القانونية بالمجلس الوطني أكتوبر1974