DELMON POST LOGO

الانروا والمسؤولية الدولية للأمم المتحدة

اتفاقية الانروا 1949 جزء هام من القانون الدولي الانساني ويجب البناء عليها رغم ان حق العودة هو الحل العادل

وقف تمويل الانروا من قبل شركاء حرب الابادة فضيحة اخلاقية وانسانية أخرى ولازال القصف البربري لمقراتها – نداءات غوتورش الأخيرة

المسؤولية الكاملة للأمم المتحدة في حماية مقرات الانروا طبقا لاتفاقية 1949 واتفاقيات جنيف الأربع 1949

كتب – عباس هلال

فيما تعيش سلطات الابادة في هول صدمة 7 اكتوبر منذ تسعة اشهر واستمرارها ، وصدمة لاهاي فلسطين منذ 26 يناير ( قرارات محكمة العدل الدولية الوقتية – والإجراءات القادمة لمحكمة الجنايات الدولية ) رغم المجازر والابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية والقتل الجماعي والتهجير في غزة واستشهاد الالاف من المدنيين وجلهم من الاطفال والنساء وجرائم التجويع والحصار بقطع الكهرباء والوقود والدواء .. الخ ، وقف وهدم الاغلبية الساحقة من المستشفيات والبنية التحتية ومقرات ومدارس الانروا – وكالة غوث اللاجئين الدولية – خلافا لكل نواميس والشرائع والشرعة الدولية لحقوق الانسان ( ميثاق  الامم المتحدة – القانون الدولي العام والدولي الانساني – اتفاقيات جنيف الاربع واعلان حقوق الانسان 1948 .. الخ

وفيما حرب الابادة على مشارف الشهر العاشر – لازالت صدمة لاهاي فلسطين ايضا في قلب الحدث العالمي والاممي ليدخل العدوان في صدمة اخرى وتغرق سلطات الاحتلال في وحل الصدمتين .

وفيما الراي العام العالمي يزداد تضامنا ، وفيما تزداد الضحايا والمعاناة في غزة الكرامة والمقاومة والعزة تاتي امريكا والغرب الشركاء في حرب الابادة ( امريكا وبريطانيا وايطليا وفلندة وكندا وصولا لاستراليا ) تمويلها لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين بعد ادعاء واتهام سلطة الاحتلال والعدوان لبعض موظفي الوكالة بدعم طوفان الاقصى 7 اكتوبر ، جرائم الابادة الرهيبة ضد المدنيين والاطفال والنساء التي بتفطّر لها الحجر قبل البشر ، كيف لا تهز القلوب ، ومواقف انسانية في قلب الحدث وتحت مجازر مقرات ومدارس الانروا.

منذ تاسيس الامم المتحدة 1945 بعد ويلات الحروب والاتفاقيات القانون الدولي الانساني – اتفاقية منع الابادة الجماعية 1948 وقبلها اتفاقيات جنيف الاربع 1949  والاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 – جاء تاسيس وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتاهيل اللاجئين الفلسطينيين – الانروا عام 1949 اي بعد نكبة 1948 – قرار رقم 302 للجمعية العامة للامم المتحدة 8 ديسمبر 1949 واستمرار تجديد ولايتها بتمويل من الحكومات الاعضاء في الامم المتحدة وايضا الاتحاد الاوربي لاغاثة وتشغيل الاجئين في الاراضي المحتلة وفي الشتات في مجالات التعليم والصحة والجوانب الاجتماعية ةوالبنى التحتية للمخيمات .

وعلى مدار اكثر من 55 عاما واوضاع اللاجئين الفلسطينيين تزداد المعاناة الانسانية بهم ، رغم حق العودة المعطل – وجاء عدوان 1956 الثلاثي ونكبة حزيران 1967 وايلول الاسود 1970 وحرب تشرين 1973 تلقي بظلالها الثقيلة على الداخل والشتات في لبنان وسوريا والاردن .. وفوق ذلك الحرب الاهلية اللبنانية منذ 13 ابريل 1975 وحتى 1989 / مؤتمر الطائف – والعدوان الاسرائيلي في اجتياح بيروت 1982 ولازالت مأسي وجرائم تل الزعتر وجسر الباشا وصبرا وشاتيلا والميه ميه ..

والبقعة في الاردن – وهادي البقعة اكثر من يوم سباياك !! و مخيم الوحدات .. وما جرى في سوريا بعد 2011 مخيمات اليرموك والحجر الاسود .. كل ذلك كان للانروا دورا انسانيا وكان يمكن وبالتاكيد اكبر من خلال شفافية المساعدات الهائلة التي تلقتها المنظمات الفلسطينية ، ولازال حق العودة ماثلا ورغم جنوح الدول العربية والعالمية نحو مشروع حل الدولتين ( طبعا الحل الظالم فلسطين في حدود ما قبل 5 حزيران 1967 والتي تمثل 21 % من فلسطين ، الا ان سلطات الاحتلال تمضي في بناء المستوطنات ) ورغم مرور اكثر من 45 عاما على كامب ديفيد واكثر من ثلاثين عاما على اوسلو – 13 سبتمبر 1993 – ووادي عربة 1994 واتفاقيات التطبيع اللاحقة فيما كان الرأي العام في مصر والاردن والشارع العربي لازال رافضا ، وامام فشل حل الدولتين الظالم الاجدى ان يكون حل العودتين عودة الشتات الفلسطيني لفلسطين وعودة الصهاينة لبلدانهم .

في هذا الخضم كان لابد من دعم الانروا عربيا رسميا واهليا ، رغم موقف الوكالة اللاحق لطرد بعض موظفيها !! والاتهامات الباطلة ضد الانروا

لازالت سلطات الابادة في "كومة " صدمة 7 اكتوبر وتلا ذلك صدمة اممية عالمية تمثلت في لاهاي فلسطين .

قرارات محكمة العدل الدولية المتكررة منذ 26 يناير رغم محاولتها المكشوفة بالترحيب المجمل حيث اصبحت تحت الوصاية الدولية العدلية لمدة شهر كاجراء مؤقت!!

واتفاقية الانروا جزء هام من القانون الدولي الانساني ويجب البناء عليها .. والاستمرار في دعمها كنضال قانوني ودبلوماسي عالمي رديفا للنضال الميداني ضد سلطات الاحتلال ورديفا لمقاومة وعزة وكرامة غزة..

وفي سياق الانروا ، ذكرنا سابقا ونذكر مرارا بجهود  دكاترتنا العتيدين والذين كانوا ضمن فرق الانروا او على تكامل معها الدكتور نبيل تمام استشار الاذن والانف والحنجرة ، والدكتور علي العكري جراحة عظام الاطفال ، وطه الدرازي جراحة الدماغ ، والدكتورة رولا الصفار - كلية التمريض في عدوان سلطات الاحتلال على غزة 2008 – 2014 ، ولو فتح المجال لهم الان ولمنظمات المجتمع المدني البحريني لكانت الهبة الكبرى .

وختاما بعد القرارات الوقتية للمحكمة ننتظر بشغف الحكم الموضوعي بادانة اسرائيل وخرقها لاتفاقية منع الابادة الجماعية لعام 1948 ، وبقية التهم عاجلا ام اجلا ، وفيما توالت الاعترافات بالدولة الفلسطينية من قبل العديد من دول الغرب .

يا زهرة النيران في ليل الجليل / اما فلسطين / واما النار جيل بعد جيل