- من ۱۷ تموز الى 30 تموز ١٩٦٨ تطورات دراماتيكية بالقضاء على الحلفاء، رئيس الوزراء عبد الرزاق النايف ووزير الدفاع الداوود
- الدستور المؤقت استمر حتى 2003 ودخول الدبابة الامريكية ومن أتى عليها فأصبح العراق مباحاً مستباحاً منهوشاً منهوباً – دستور بريمر
- تاريخيا" اذا ضعف العراق دخل التركي والإيراني واذا قوي العراق اندحر التركي والإيراني ، وفي تموز الماي يغلي في الكوز
كتب : د. عباس هلال
- استعرضنا في الجزء الأول مرحلة الجمهورية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ونبدأ الان بمرحلة انقلاب 8 شباط ، فبراير 1963 وما بعدها وحتى 9 نيسان 2003 باحتلال العراق ودخول الدبابات الأمريكية ومن أتى عليها (في الجزء الثالث ) فأصبح العراق مباحاً مستباحاً منهوشاً منهوباً ، وقيل وهو الأكيد اذا ضعف العراق دخل التركي والإيراني واذا قوي العراق هرب التركي والإيراني .
- فى ٨ شباط فبراير ١٩٦3 انقلاب البعث على عبدالكريم قاسم - صباح الجمعة ١٤ رمضان بالمقتل المبكر للاوقاتى قائد القوات الجوية ومحاصرة وزارة الدفاع وتشكيل حكومة البعث برئاسة احمد حسن البكر وعبد السلام عارف رئيساً للجمهورية، كانت تجربه البعث القصيرة المريرة بعد انقلاب عارف عليهم في تشرين الثاني – نوفمبر من نفس العام، واشتداد صراع اجنحة البعث والسخط الشعبي والحزبي على ممارسات وجرائم الحرس القومي.
- وصول حزب البعث للسلطه فى سوريا فى ٨ آذار مارس 1963 ومجلس رئاسه برئاسة لؤي الاتاسي - حتى نهاية يوليو تموز ١٩٦٣ بالاستقالة بعد رفضة التصديق على حكم اعدام المقدم جاسم علوان رجل عبد الناصر. والفريق امين الحافظ رئيساً لمجلس الرئاسة وتشكيل القيادة القومية الرفيق المؤسس ميشل عفلق، والامين العام منيف الرزّاز، ونائبة شبلي العيسمى وجماعة اللجنة العسكريه صلاح جديد ومحمد عمران والمير .. الخ وكانت المرجعية القومية لمنظمه حزب البعث فى العراق وبقيه الدول العربيه.
- شكل انقلاب اللجنه العسكرية بقيادة اللواء صلاح جديد في ٢٣ شباط ١٩٦٦ ومجلس الرئاسة برئاسة نورالدين الاتاسى الامين العام والحكم بالاعدام على عفلق وفرار القيادة القومية، تحولاً خطيراً ومدمراً على وحده حزب البعث شعار الحزب وعلى شعاره امه عربيه واحده ذات رساله خالده حيث اصبح بعث العراق وبانقلاب ۱۷ تموز ١٩٦٨ في صراع دامي مع بعث سوريا وعودة تشكيل القيادة القومية في العراق.
- شكل العهد العارفي - عبد السلام عارف بسطوة الامن مع طاهر يحيى ضد البعثيين والشوعيين وحتى الناصريين بعد محاوله انقلاب عارف عبد الرزاق رغم دعم عبد الناصر للعهد العارفي ، لكن سقوط طائره عبد السلام فى القرنه البصرة فى ربيع ١٩٦٦ وتولى اللواء عبدالرحمن عارف رئاسه الجمهورية (رغم ان حظوظ الدكتور عبد الرحمن البزّاز اكبر لرئاسة الجمهورية لكن خيار الجيش كان حاسما)، شكل عهد عبد الرحمن عارف وحكومة
- عبد الرحمن البزاز عهداً جديداً فى الحريات العامة والعفو عن السجناء السياسين ونشاط للاحزاب البعث والشيوعي والقوميون العرب واعادة الكثير من الضباط المفصولين والمسرحين للجيش وجلهم من البعث - ومحاولة انقلاب فاشله آخرها ايضاً عارف عبدالرزاق .. والعفو المكرور المتكرر للرئيس عارف، تنفس العمل السياسى والحزبي للحياة السياسية .. كان صيف تموز ١٩٦٨ حاراً جدا فى النهار لكن ندى مياة دجلة تكون طريه ومنعشه ليلاً كان كل شئ هادئاً لكن فجر ١٧ تموز لم يكن عاديا عند حدث الانقلاب ودخول القصر الجمهوري وبالتعاون مع رئيس الاستخبارات نايف عبد الرزاق واللواء فى الحرس الجمهوري ابراهيم الداوود ورجل البعث فى الحرس اللواء سعدون غيدان، كان انقلاب سريع لم يحصل فيه قتال ولا دماء، وكان إنتشار العناصرالعسكرية الحزبية بعد الاستيلاء على الإذاعة، البيان الاول وانتشار محدود حول وزارات الدفاع والداخليه، كنت موجوداً فى بغداد في الساعة الثالثة وتحت ندى مياه دجلة كنا ذاهبين لعشاء معلاق علاوي من باب المعظم للاعظميه . نزلت فى ظهر اليوم التالي لمشهد الكاظم سمعت شيخ شاكر المزور نيابه عن شيخ حسونه يصرخ قائلاً وصل البعثيين للحكم قاتلهم الله !!).
- لم یمضی اقل من اسبوعين حتى تخلص حزب البعث من رئيس الوزراء عبدالرزاق النايف (اغتيل في لندن ١٩٧٨) ووزير الدفاع ابراهيم الداوود (بقى فى السعودية) فيما عرف بحركه30 تموز ١٩٦8 - اتعاظا من تجربه 8 - شباط 1963
- استمر ايضاً صراع الاجنحه بعد انتخاب البكر رئيساً للجمهورية ورئيساً لمجلس قيادة الثورة وأميناً لسر القطر وصدام حسين نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة.
- وإبعاد حردان التكريتي وصالح مهدى عماش اعضاء القيادة ومجلس قیاده الثوره - واعاده تشكيل وهيكله مكاتب الحزب المكتب العسكرى - المكتب العمالي المركزى - المكتب الطلابي المركزى وبدء السيطره على منظمات المجتمع المدنى - ومحاولة انقلاب مبكره للفريق عبد الغني الراوي بالتعاون مع إيران الشاه، وصعود نجم السيد النائب فى الاوساط السيد النائب صدام حسين ومقولاته في الجامعات والمعاهد والمدارس الشوارع والمعامل الخ .. فيما كان الاتحاد الوطني لطلبة العراق برئاسة كريم الملا وصقر اللجنه التنفيذية وعضو المكتب الطلابي المركزى فى الحزب محمد دبدب يقودان حمله علاقات عامه للسيد النائب ... وفوز قائمه البعث باداره رابطه طلبه البحرين في بغداد ودخولهم اللجنة التحضيريه للاتحاد الوطني لطلبه البحرين - سلمان الموسوى مكان عبد الجليل العرادي فيما حلت صالحة عيسان مكان فيصل شهاب فى اللجنة عن بيروت .
- فما كان البعث في سوريا بعد ازمته السياسية - وانتحار وزير الداخليه عبد الكريم الجندي، واستقاله الرئيس الاتاسي وعقد المؤتمر فانقلاب ١٧ تشرين الثاني – نوفمبر 1970 للرئيس حافظ الاسد. سيطر حزب البعث في العراق - القياده القوميه على الساحة العربيه على حساب بعث سوريا ( كنت طالباً في حقوق دمشق اثناء انقلاب ١٧ تشرين الثاني١٩٧٠ ) وتعين احمد الخطيب نقيب المعلمين رئيساً مؤقتاً للجمهوريه وحافظ الاسد رئيساً لمجلس الوزراء ووزير الدفاع واميناً عاماً للحزب فيما تأخر تعيين العماد طلاس وزيراً للدفاع حتى 1972.
- تنامي دور العراق فى 1969 - ٧٠ – 71 وحتى الاتحاد السوفيتي الغى زياره نورالدين الاتاسي لموسكو طمعاً فى استثمارات النفط في العراق - وكان التأميم مكسباً كبيراً للحكم في العراق حيث تضاعفت الميزانيات اضعافاً مضاعفه - وبدايه السير فى بيان اذار ١٩٧٠ حول الحكم الذاتي للأكراد.
- ولم ينتهي حزيران ۱۹۷3 و مطلع غره تموز ١٩٧٠ حتى محاوله انقلاب
ناظم کزار والتى قبل عنها وفيها, وحولها الكثير – المؤامرة !! والمؤامرة المركبة !! ومقتل وزير الدفاع حماد شهاب وجرح وزير الداخليه سعدون غيدان من قبل كزار والقبض على ناظم كزار واعدامه وحشر رجل البعث ومثقف البعث القيادي اللامع عبد الخالق السامرائي حشراً والحكم عليه بالأعدام وتدخل الرفيق المؤسس وكثير من الاحزاب العربية تم تخفيف الحكم لسبع سنوات (لكن مع انتهاء السنوات السبع كانت مجزرة قاعة الخلد في 22 تموز – يوليو 1979 ) عندما اصبح صدام حسين رئيساً للجمهوريه ورئيساً لمجلس قيادة الثورة وامنياً لسر القطر.
- بعد ١٩٧٣ كان العراق على مسارين - القضيه الامنيه وفق نظريه ستالين والبدء بالجبهة الوطنيه مع الشيوعيين والقوميين والناصريين، وصعود كبيراً فى متسويات التنميه والتعليم والصحة وكانت ومنذ مطلع يناير 1975 كانت بغداد و تزخر وتستقبل المؤتمرات العربية والدولية والاتحادات المهنية والطلابية (انعقد المؤتمر الأول لطلبة البحرين في بغداد وظفرت بغداد برئاسة الاتحاد ناظم الصالح ) حيث كنا في 11 – 15 يناير 1975 فى المؤتمر التأسيسي لاتحاد الحقوقيين العرب كان وفدنا ( برئاسه النقيب حميد صنقور - المحامي عوض اليماني - المحامي على الايوبي - المحامي خليل اديب - المحامي عباس هلال). وكان لنا لقاء موسع ومطول فى المجلس الوطني مع القيادة القوميه - برئاسة الامين العام المساعد شبلى العيسمي وزيد حيدر وعلى غنام ومحمد عايش وبحضور وزير شؤون الرئاسة الدكتور حامد الجبوري.
- وكانت لنا زیارہ مقررہ إلى اربيل بالطائرة مقر الحكم الذاتي لكن تمديد ايام المؤتمر استغرق الوقت. وتصاعد الحملات الاعلاميه في ذروتها بين بغداد ودمشق على خلفيه سد الفرات ومياه الفرات.
- كان شتاء بغداد جميلاً وتحت رشقات مطر السياب وتحت رعايه السيد النائب الرفيق صدام حسين وحضور عربي لافت ووجوه قومية يساريه وتقدميه مشعه!! في دجلة الخير وعبق الحضارة وكأن الزمن اراد البقاء في حضنها يناير 1975 . هذه سردية صيفية تموزيه مختصره جداً جداً او بالاحرى خطوط عامة وربما لنا عودة مرتين للاحتفاء بتموز بغداد وفي تموز الماي يغلي في الكوز.
- ولنا عودة على حال العراق بعد الحروب والحصار واحتلاله في 9 نيسان ابريل 2003 بدخول الدبابات الامريكية ومن أتى عليها فأصبح العراق في عهد دستور بريمر دولة لا مركزية ضعيفة مستباحة مباحة منهوشة منهوبة ، لكن التاريخ يحدثنا ان عراق الحضارات سيعود.