DELMON POST LOGO

صبح الشام .. مذكرات وزير خارجية ايران السابق قبل وفاته وروايته عن الازمة السورية والربيع العربي

يبدأ الدكتور حسين عبد اللهيان وزير خارجية ايران السابق مذكراته حول " الازمة السورية " بالقول بانه في ابريل 2011 ، عدت الى طهران بعد ثلاث سنوات عمل كسفير لإيران في المنامة ، عينت بعدها مديرا عاما لشؤون الخليج والشرق الأوسط في وزارة  الخارجية ، بعد اشهر قليلة دب خلاف بين الرئيس احمدي نجاد ووزير خارجيته منوشهر متكي ، تم اقالة الأخير من منصبه ليستبدل بعلي اكبر صالحي ،،، وتسلمت نصب معاون وزير الخارجية في شؤون البلاد العربية والافريقية " .

بقيت خمس سنوات ونصف في المنصب مع صالحي وخلفه محمد جواد ظريف ، وهي فترة الربيع العربي التي سقط فيها الرئيس حسني مبارك في مصر واستبدل بمرسي ثم السيسي ، وتنحى زين العابدين عن حكم تونس ، ولاقى علي عبد الله صالح المصير نفسه، واندلع حراك في البحرين ، حتى انتخاب حسن روحاني الذي عين ظريف وزيرا للخارجية .

اهم المهام التي قمت بها اثناء انشغال ظريف في مفاوضات الملف النووي هو الخلاف مع السعودية بعد اعدام الشيخ النمر والهجوم على السفارة السعودية بايران ( وكان السبب الحقيقي من الناس هو مقتل 460 حاج إيراني في الحج ).

ويقول ، ان المشهد الإقليمي  والعالمي في عام 2011 ، ان الحكومات العربية في بلدان مثل ليبيا وتونس واليمن ومصر ، وتراكم المتطلبات الشعبية والنزعة التغييرية في هذه البلدان هي أسباب الصحوة الإسلامية ( بدل الربيع العربي ) كما يسمى.

رفعت تلك الشعوب مطالب اجتماعية وسياسية ، خلقت تلك احتجاجات شعبية ومعها بعض التحولات أدت الى اندلاع ظاهرة في منطقة غرب اسيا وشمال افريقيا .

يقول عبد اللهيان انه قابل محمد حسنين هيكل في القاهرة عام 2012 وقال له " وفق معرفتي بالعالم العربي ، اذا تحركت التحولات في مصر نحو الإصلاحات ، او التغيير او الثورة ، فستترك تأثيرها من دون شك في كل العالم العربي ، واذا نجح أعداء العالم الإسلامي في قمع ثورة مصر واغلقوا حديّ المقص ، فسيترك الامر تأثيره أيضا في المنطقة " .

ان الخاصية التي تشترك فيها الثورات كافة هي ان هناك مجموعات من الشباب تدعوا الناس للتجمع في احدى الساحات عبر الفيس بوك والفضاء الافتراضي ، فكان في مصر "ميدان التحرير" ، وفي اليمن "ميدان التغيير" وفي البحرين " ميدان " اللؤلؤة " وهكذا في كل عاصمة ساحة كبيرة .. سلمية دون اطلاق رصاصة واحدة ،،، بينما نصل الى سوريا نلاحظ ان حركة الشعب الاعتراضية قد اتخذت طريقا منحرفا وتحولت الى حرب طويلة إرهابية .

في المقابل كان الامريكيون قلقين للغاية ، كانوا يشاهدون حلفائهم التاريخيين والتقليديين  يسقطون الواحد تلو الاخر من دون ان يكون لهم بديل مناسب عنهم .

ولكي يضعفوا ايران ، لابد من ضرب اذرع ايران في المنطقة ، العراق ، سوريا ، لبنان ، حزب الله ، الحوثيين فكان الهدف سوريا الأسد .. لاسيما ان النظام السياسي السوري لديه نقط ضعف  ، الحزب الواحد ( البعث ) وعدم وجود تعددية في الحكم ، وتحكمه عائلة واحدة دائمة.. الحراك لم يبدأ بالعاصمة كباقي الثورات ، بل في درعا حيث اشتبك مسلحين من على المأذن في احد أيام الجمع واطلقوا النار على المصلين وكانت بداية الاشتباكات المسلحة واستغلال الخلاف الشيعي – السني بدعم من دول الخليج العربية ودخول داعش على الخط بتنسيق مع الأجهزة الأمنية الامريكية وحلفائها .

تدخلت ايران لحل الازمة  السورية بتقديم مقترحات ولقاء المعارضة السلمية بالحكومة ، وتعددت اللقاءات وطرحت مبادرة وقف القتال وإدخال المساعدات وإعادة النظر في الدستور وعرض مسودة للاستفتاء وإقامة انتخابات نيابية ورئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع ،،، لكن المعارضة التي استولت على ثلثي الأراضي السورية هدفها اسقاط الأسد ، وفشلت المبادرة .

بعد ذلك ساهم المستشارين الإيرانيين في دعم الأسد حفاظا على عدم سقوط دمشق في يد الإرهابيين الذين تحالفوا مع إسرائيل أيضا .

وشرح الكتاب مساهمات إيجابية وسلبية لكل الدول العربية والأجنبية منها الكويت ، قطر ، السعودية ، مصر ( حكم مرسي والسيس ) ، لبنان ( وتدخل حزب الله لحماية الأماكن المقدسة بدمشق ) ، الأردن ، العراق  ، تركيا ، الدول الاسكندنافية ، المانيا ، الصين ، وروسيا التي تم اقناعها من قبل ايران بالتدخل العسكري لقلب موازين القوى لصالح الأسد .

قام الأسد وبمشورة الإيرانيين بإصلاح الدستور واخرجت الدولة من نظام الحزب الواحد ، وتم الاستفتاء على الدستور وتم تشكيل حكومة جديدة .والقسم الاخر من الكتاب يتعرض الى علاقة عبد اللهيان بقاسم سليماني ( الذي اقترح عليه كتابة مذكراته عن سوريا والربيع العربي ) في معالجة الازمة السورية معا .

علما بان وزير خارجية ايران السابق الدكتور حسين عبد اللهيان توفى على إثر حادث سقوط وتحطم الطائرة المروحية التي كانت تقلهم بمنطقة جلفا الجبلية الوعرة في محافظة أذربيجان الشرقية، وسط ظروف جوية صعبة، خلال عودتهم من حفل لتدشين سد على نهر آراس الحدودي مع أذربيجان في مايو الماضي.