DELMON POST LOGO

ترامب يحصل على تفويض الحزب بالمؤتمر الوطني الجمهوري في مدينه ملواكي

بقلم : عبد النبي العكري

ينعقد في في مدينه ملواكي بولايه وسكنسين في الشمال الغربي لاميركا والمطله على بحيره ميتشجن المؤتمر الوطني الجمهوري خلال الاثنين  15 حتى الخميس 18 يوليو 2024 , تحت شعار " اجعل اميركا عظيمه مجددا" حيث يقر المؤتمر ترشيح الرئيس ونائبه لانتخابات الرئاسه القادمه في  5 نوفمبر 2024.

وينعقد هذا المؤتمر بعد يومين فقط من محاوله اغتيال تعرض لها مرشح الحزب الجمهوري  الرئاسي دونالد ترمب مساء السبت 13 نوفمبر 2024 في باتلر بولايه بنسلفانيا خلال حملته الانتخابيه والتي تسببت في أصابه طفيفه للاذن اليمنى  واصابه اخرين من الجمهور ومقتل منفذ محاوله الاغتيال توماس كروكس ( 20عاما) من قبل القوه السريه  الامنيه المرافقه لترمب  ضمن قوات الامن لحمايه الاجتماع .

وقد أثار الحادث قضايا عدديه ومنها عدم كفايه وكفاءه قوات الحمايه  في منع اختراق القناص للمنطقه الامنيه وعدم استجابتهم لتنبيههم من قبل مشاركين ,بوجود قناص فوق سطح احد المباني القريبه ومنعه من ارتكاب الجريمه .

كما تجرى محاوله حرف التحقيق عما جرى فعلا وخلفيته (علما ان الجاني يهودي  ولم يتهم بالإرهاب كالعاده) بل جرى بشكل مفتعل توجيه اتهام لإيران بالضلوع في مؤامره لاغتيال ترمب  وهومانفته ايران قطعيا في بيان رسمي لرئيس بعثتها في مقر الأمم المتحده  في نيويورك  كما أكده القائم باعمال  وزير الخارجيه الإيراني علي باقري كني في مقابله مع  فريد زكريا لمحطه سي. ان. ان  .لكن المخابرات الاميركيه واللوبي الصهيوني وشركائهم السياسيين مصرون على الترويج لمؤامره ايرانيه وهميه بدل كشف حقيقيه محاوله الاغتيال الفعليه .

ورغم ان مؤتمر الحزب الجمهوري مقرر منذ زمن , ومعروف انه سيؤكد ترشيح ترمب ومن يرشحه كنائب للرئيس , ويقر برنامج الحزب والرئيس لانتخابات الرئاسة , الا ان محاوله اغتيال ترمب ونجاته منها وما اظهره من تحد برفع قبضت يده في الهواء وهو محمول من قبل عناصر الامن والدم ينزف من اذنه خلق جوا دراماتيكيا على الساحه الأميركيه وخصوصا الساحه الانتخابيه ومسرحها الأهم , المؤتمر الوطني الجمهوري.

المؤتمر الوطني  الجمهوري, تفويض لترمب

مع انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري كان المؤتمر مهيئا لمبايعه دونالد ترمب بترشيحه للرئاسه والتصديق على برنامج الحزب والذي يتفق مع الاطروحات الرئيسية لترمب .

فعلى امتداد الحمله الانتخابيه  التي خاضها ترمب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسه ومواجهة مرشح الحزب الذيمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن . فقد استطاع ترمب هزيمه منافسيه وبفارق كبير جدا ,مما جعله يفوز في جميع الولايات  ويحضى باغلبيه مطلقه من مندوبيهم للمؤتمر .كما ان حملته ضد منافسه بايدن جعلت الأخير ومن ورائه الحزب الديمقراطي في وضع صعب  وكانت المناظره التي أجرتها شبكه سي .ان .ان. الضربه القاضيه لبايدن ، ومما فاقم الوضع سلسله الارباكات والاخطاء الفاضحه لبايدن سواء خلال حملته الانتخابيه او غيرها ,مما صعد من حمله مطالبته بالتنحي عن الترشح لانتخابات الرئاسه لعدم لياقته الجسديه والعقليه وشيخوخته ,وهو ما اضعفه كثيرا في مواجهة ترمب وعزز تقدم  ترمب والحزب الجمهوري وارجحيته في مواجهة بايدن و الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمه والتي تشمل الرئاسه وجزئيا انتخابات الكونجرس بمجلسيه وحكام الولايات ومجالسها المنتخبه   .

حرص ترمب ان تكون زوجه ابنه نائبه لرئيس مؤتمر الحزب ومتحدثة رئيسيه لكي تبدد ماعرف عن ترمب من خيانات زوجيه وتظهره بمظهر رب العائله الأميركي المثالي .

ترتب على محاوله اغتيال ترمب قبل يومين فقط من انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري تداعيات  كبيره لصالح ترمب حيث ان موقفه المتحدي رافعا قبضته اثناء الحادث فيما يتم نقله للمستشفى من قبل عناصر الامن فقد حاز على اعجاب الاميركيين كما أعاد تسليط الأضواء على شخصيته وسيرته .

كما ان التغطيه الصحفيه والتحقيقات الميدانيه أظهرت تقصيرا للشرطه السريه في حمايه ترمب وتامين امن الاجتماع , بل وذهب البعض بعيدا بتصويرها مؤامره للتخلص منه ومن ظفره بالرئاسه مجددا , وهو ماضاعف من التعاطف معه وتاييده على حساب خصمه  بايدن وتقدم للحزب الجمهوري على حساب الحزب الديمقرتطي.

يحضر المؤتمر المندوبون الذين يمثلون المرشحين  الذين تنافسوا للفوز بالترشيح للرئاسه عن الحزب الجمهوري وغالبيتهم بالطبع يدعمون  ترمب  كما ان جميع من نافسوا ترمب اعلنوا تاييدهم لترامب  وبذى تجير اصوانهم لصالح ترمب فيما يعتبر اجماعا على ترشيح الحزب له .كما يحضر المؤتمر عشرات الالف من مندوبي الحزب عن مختلف الولايات والجمهورين من أعضاء الكونجرس الفدرالي  بمجلسيه الشيوخ والنواب وحكام الولايات وأعضاء الكونجرس .لمختلف الولايات.

وفي أجواء  الزهو لما حققه ترمب من مكانه وصورته كبطل في انظار كثير من الاميركيين وفي ظل الثقه في أوساط الجمهوريين , انعقد  المؤتمر الوطني الجمهوري في ظل اهتمام وتغطيه اعلاميه هائله اميركيه ودوليه .عمل ترمب على توظيف كل ذلك لصالح ترشحه  ولصالح الحزب الجمهوري في المعركه الانتخابيه القادمه. ولتعزيز ترشيحه للرئاسه فقد اختار جي. دي. فانس عضو مجلس الشيوخ عن ولايه اوهايو ليكون نائبا له , حيث ان فانس نموذج للاميركي الذي يشق طريقه الى النجاح انطلاقا من وضعيه متواضعه وفقيره .سجل فانس حافل في التحصل الجامعي والخدمه في القوات المسلحه  والاكاديمي القانونيه  ووثقه في كتابه المشهور هيلبيلي ايلجي  والذي تحول لفيلم حاز جوائز عديده.ورغم انه هاجم ترمب بقسوه في سنوات سابقه ووصف بهتلر اميركا , الا انه سعى لمصالحه ترمب وتامين دعمه له في ترشحه لمجلس الشيوخ عن ولايه اوهايو في 2021 وهو ماتحقق بعد اعتذاره العلني لترمب . ومن حينها فهو من اشد المتحمسين لترمب .

ومن هنا فان ترمب وبعد مشاوره قيادي الحزب اختار فانس  وهو اصغر مرشح لنائب الرئيس عن عمر 39 عاما أي نصف عمر ترمب مما سيضيف لرصيد ترمب .وفانس يتبنى تماما برنامج ترمب  اليميني ,ويطرح نفسه بانه مدافع عن الاميركيين العاديين و بانه سيجذب أصوات المزارعين والعمال والمهنيين وذوي الدخل المحدود لقائمه ترمب-فانس  في مواجهة بايدن- هارس .

اما التوجه الثاني المهم لترمب وفريقه فهو ضروره المصالحه مع منافسيه من المترشحين لتمثيل الحزب الجمهوري للرئاسه تحت شعار وحده الجموريين في استحقاق الانتخابات الوطنيه والمحليه . وهكذا عمد ترمب الى دعوه منافسيه المترشحين  السابقين الى المؤتمر ومخاطبه المؤتمر وقد تراجعوا دون حياء عن مواقفهم  المعارضه لترمب واطروحاته وفضائحه بل والاهانات التي وجهها ضدهم .وهكذا خاطب المؤتمر كل من نيكي هيلي اهم منافسي ترمب واخرهم في الساحه وكذلك رون دي سانتوس حاكم ولايه فلوريدا وثاني اخطر منافسي ترمب وفيفك كومورسوامي الذين اكدوا دعمهم لترمب للفوز بالرئاسه .وهذا ينطبق على كثير من خصوم ترمب في الحزب الجمهوري .

اما اهم اللقضايا التي أشار اتيها المتحدثين الرئيسيين امام المؤتمر والتي ستشكل محاور برنامج ترمب والحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسه  والانتخابات بشكل عام فهي :

1- استعاده مكانه أمريكا القياديه  لحلفائها في حلف الأطلسي وغيره وفي العالم اجمع باتباع سياسات تحالف حازمه ومثال ذلك الموقف من روسيا في أوكرانيا والصين في تايوان .كما انه يطرح بكل صراحه ان يتحمل حلفاء أمريكا ومن توفر أمريكا لهم الحمايه مثل تايوان اوكوريا الجنوبيه او دول الخليج كلفه هذه الحمايه .

2-وضع حد لما يعتبرونه هجره غير شرعيه خصوصا عبر حدود أمريكا مع المكسيك واستكمال بناء الجدار الحدودي العازل وتعزيز قوه حرس الحدود وابعاد ذوي الاقامه غير الشرعيه او منتظري الاقامات الى بلدانهم .بل وطالب متحدثين بإلغاء الاقامات المشكوك فيها وابعادهم عن أمريكا وحمل البعض المهاجرين مسؤؤليه البطاله وانتشار الجريمه وانعدام الامن.

3تخفيض الضرائب  التصاعديه على الدخل,والمضي قدما في مشاريع طاقه الهيدروكاربون ولو عاى حساب البيئه وتعزيز الحمائيه للصناعات الاميركيه وتنافسيتها

4وضع حد للحق في الإجهاض الا في  الحالات الخطيره وتقييد حريات اجتماعيه وجنسيه مثل التحول الجنسي .

5- مواجهه الاحتجاجات الجامعيه والتظاهرات العامه  احتجاجا على سياسات أمريكا في فلسطين بشكل خاص والتصدي لما يدعى معاداة السامسة وحتى الصهيونيه ودعوات المقاطعه للشركات المشاركه في حرب الاباده الصهيونيه وتقييد حريه التعبير ضد الدوله العميقه.

6-اتباع سياست صارمه من قبل قوات الامن وقوانين رادعه لما يعتبر تسيبا في الحياه العامه وانتشار الجريمه والحياه الهامشيه .

وهناك بالطبع قضايا أخرى لايتسع المجال لذكرها ولكن سنعالج ابرز مرتكزات السياسه الخارجيه تجاه  قضيه فلسطين والاحتلال الصهيوني والصراع العربي الإسرائيلي والحركه الصهيونيه.

من المعروف ان اللوبي الصهيوني يخترق الدوله والمجتمع الأميركي في كل المفاصل وعلى مختلف المستويات بما في ذلك الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويحدد بشكل حاسم المرشحين والفائزين في الانتخابات على مختلف الصعد من الرئيس حتى عضو المجلس البلدي .لكنه يلاحظ ان اكثريه يهود أمريكا يصوتون للحزب الديمقراطي ويغلب عليهم العلمانيه .

اما الاقليه فتصوت للحزب الجمهوري وغالبيتهم من المتدينيين. لكنه لوحظ في السنوات الاخيره ونتيجه تاثير التيار المسيحي الإنجيلي التبشيري  بتحالف مع الحركه الصهيونيه وتكامل مع اللوبي الصهيوني تصاعد نسبه الناخبين اليهود المؤيدين للحزب الجمهوري وسياساته اليمينيه .

قي المؤتمر الوطني لجمهوري ولأول مرة القى مات بروكس المدير التنفيذي كلمة التحالف اليهودي في الحزب الجمهوري حيث كانت  حاسمه في تأكيد دعم ترامب والحزب الجمهوري "لإسرائيل " في حرب الاباده للشعب الفلسطين في غزه وباقي فلسطين المحتله متفاخرا بما أنجزته اداره ترمب لصالح "إسرائيل" ومنها نقل السفاره الاميركيه للقدس المحتله والاعتراف بشرعيه ضم "اسرئيل للقدس والجولان والاتفاق الابراهيمي  وردع ايران عن دعم "الإرهابيين " الفلسطينيين .

وتم التأكيد ان الاداره الاميركيه القادمه برئاسه ترمب ستضع حدا لتذبذب اداره بايدن تجاه "اسرئيل" بما في ذلك وقف امدادات الاسلحه والذخائر والمطالبه بوقف اطلاق النار في غزه  والضغوط على حكومه "إسرائيل "بما لا يتوافق مع "حق اسرئيل " في لدفاع عن  النفس .

وتم التأكيد ان الحزب الجمهوري ومرشحه للرئاسه ترمب هو الوحيد الموثوق به في تاييد ودعم "إسرائيل" وحمايه اليهود في أمريكا من قبل المعادين للساميه والحركه الاحتجاجيه الغوغائيه في الحامعات بما يمكنهم من لبس القلنسوه الهوديه والتجول بامان . كمادعى لمواجهة ايران التي تهدد"إسرائيل" بصرامه وردعها بحزم . ودعا يهود أمريكا للتصويت لترمب والحزب الجمهوري في الانتخابت القادمه .

كما تحدثت ايلسي ستيفانك عضوه مجلس النواب عن نيويورك , والمواليه "لإسرائيل" والتي راست لجنه استجواب رؤساء الجامعات المرموقه هارفرد وماسشوست للتكنولجيا وبنسلفانيا والتي شهدت احتجاجات طلابيه ضد حرب الاباده الصهيونيه ضد الفلسطينين ومشاركه أمريكا فيها , حيث اتهمتهم ايلسي بتشجيع معاداه الساميه وكره اليهود والموت "لاسرائيل" وتشجيع التطرف والإرهاب , وادى الاستجواب الى استقالتهم في سابقه في الحياه الاكاديميه.وقد دعت ايلسي  الى دعم الرئيس ترمب  والذي برأيها سيعيد القياده الاخلاقيه للبيت الأبيض في مواجهة معاداه الساميه ويتصدى لاعداء اليهود و"إسرائيل "

وقد عكست اليافطات  وكذلك الشعارات التي يهتف بها الجمهور انحيازا كاسحا "لإسرائيل" وحرب ابادتها وضروره دعمها دون تحفض  وتحريضا على الفلسطينين وحقهم في الحريه والحياه الكريمه بل وكرههم وتخوين وشيطنه مؤيديهم من الاميركان والمقيمين.

ذلك يعني تطابقا اكبر مابين السياسة الاميركيه والسياسه الاسرائيليه وتبني أمريكا للاستراتيجه " الاسرائيليه " بقيام "إسرائيل الكبرى على حساب فلسطين والعرب وتبني اطروحات اللوبي الصهيوني في أمريكا  والحركه الصهيونيه على امتداد العالم .

وضع مثالي "لاسرائيل"

في 24 يوليو 2024 . أي بعد أيام ,سيقوم رئيس وزراء "إسرائيل " نتنياهو بزياره لواشنطن حيث سييلقي خطابا في جلسه مشتركه للكونجرس ويلتقي بايدن وترمب وقاده أمريكا واليهود  واللوبي ألاسرائيلي.

ولاشك سيكون في وضع من يملي السياسات على أمريكا ويحدد الاجنده والاوليات في حرب الاباده لشعب فلسطسن منذ 7 أكتوبر 2023 في سابقه لم تعرفها البشريه  المعاصره في مدى وحشيتها وابادتها ,وستكون مناسبه لتصعيد  للدعم بل الشراكه الاميركيه الصهيونيه في جريمه العصر.من الواضح ان ترمب والحزب الجمهوري الأكثر تصهينا عما مضى سيفوز في الانتخابات الوطنيه في  نوفمير 2024 وسيكتسح بايدن والحزب الديمقراطي بما لاسابق له .اما النتائج المترتبة على القضيه الفلسطينه والصراع العربي الصهيوني  والقضايا العربيه الأخرى فستكون كارثيه بما يتجاوز الكوارث السابقه وهو ماسنطرحه في مقاله قادمه .