بقلم : عبد النبي العكري
تمثل زياره رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيمين نتنياهو الى واشنطن هذا الأسبوع دفعه قويه "لإسرائيل" في توجيه السياسه الاميركيه للتطابق مع استراتيجه "إسرائيل" لاقامه "إسرائيل " الكبرى وشطب فلسطين من المعادله وتكريس "إسرائيل" كشريك لاميركا في السيطرة على الشرق أوسط وشمالي افريقيا , أي الوطن الغربي وجواره . والذي اطلق عليه بيريز "الشرق الأوسط الجديد".
تاتي هذه الزياره في منعطف مهم في الحمله الانتخابيه الرئاسيه الاميركيه وكذلك الانتخابات الجزئيه للكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب وحكام الولايات , وبالتالي الصراع مابين الحزبين الجمهوري والديمقراطي للفوز بالرئاسه وتحقيق اغلبيه في الكونجرس .
فبالنسبه للحزب الجمهوري فقد حسم الوضع بانعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلوكي بولايه ويسكنسن خلال 15-18- يوليو 2024 وانتخاب الرئيس السابق دونالد ترمب بالاجماع والموافقه على ترشيح ترامب ج.د. فانس نائبا للرئيس,وكان المؤتمر اقرب الى مهرجان مبايعه لترمب الذي اختزل الحزب الجمهوري . كما ان المؤتمر جاء بعد محاوله اغتياله الفاشله قبل يومين من المؤتمر والتي حولت ترمب الى قديس بنظر الجمهوريين وكثير من الاميركيين حماه الله من الموت ليقود الحزب الجمهوري والأميركيين الى النصر.
بالنسبه للديمقراطيين فقد كانوا في دوامه الانقسامات بسبب إصرار الرئيس بايدن على الاستمرار للترشح رغم عدم اهليته الصحيه والعقليه خصوصا بعد فشله الذريع في مناظرته مع ترمب في 27-6-2024.وجاء اعلان ترمب المفاجئ يوم الاحد 21-7-2024 في بيان مكتوب بالتنحي عن الترشح للرئاسه عن الحزب الديمقراطي في مواجهة ترمب عن الحزب الجمهوري ,وتاييده لترشح نائبته كمالا هاريس للرئاسه بدلا منه . وقد تم ذلك في ظل عزله بايدن في بيته في ديلوير بسبب العزل الصحي لاصابته بوباء كوفيد 19, ووعد بايدن بتوضيح الامر في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض لاحقأ.
.المهم ان قيادات الحزب الديمقراطي التقطوا هذا التطور للعمل على استعاده وحده الحزب وسد الفجوه مع الحزب الجمهوري ومرشحه وزعيمه ترمب , بتاييد ترشيح كمالا هاريس للرئاسه عن الحزب الديمقراطي . ومع مساء الاثنين 22-7-2024 فان الاغلبيه الكاسحه من مندوبي ناخبي الحزب الديمقراطبي الى مؤتمر الحزب في شيكاجو ايدوا ترشح هاريس . وبالتالي طرح موضوع التوافق على مرشح لنائب الرئيس في مؤتمر شيكاجو في 19-8-2024 واقرار برنامج الحزب لانتخابات 5-11-2024
القضيه العربيه في السباق الانتخابي
تطرح الجملة الانتخابيه مابين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومابين مرشحي الحزبين للرئاسه وهما ترمب وهاريس مواقفهما من قضيه العرب المركزيه ,فلسطين , وقضيه الصراع العربي "الإسرائيلي" وما يرتبط بها من قضايا وتحالفات وصراعات .وانه لذي دلاله ان دعوه نتنياهو لالقاء كلنه امام جلسه مشتركه للكوتجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب قد قوبلت بدعوه جميع القوى المؤيده لفلسطسن والمناهضه "لاسرئيل " وحليفتها أمريكا للاحتشاد في واشنطن والاحتجاج على دعوه نتنياهو للكونجرس والقبض عليه كمجرم حرب ومحاكمته,وبالفعل فقد احتل محتجون مبنى الكونجرس ( الكابيتول هل ) امس ورفعوا اليافطات ورددوا الهتافات المناهضه " لإسرائيل "وحليفتها أمريكا قبل ان تخرجهم الشرطه بالقوه.كما ان عددا من الديمقراطيين في الكونجرس اكدوا مقاطعتهم للجلسه.
بالطبع فان مواقف الحزبين والمرشحين أضحت واضحه .فبالنسبه للحزب الجمهوري فقد صيغت في مؤتمره في ميلواكي خلال 15-18/7/ 2024 واكدها خطاب ترمب بقبول الترشيخ بنهايه المؤتمر وكذلك نائبه فانس والقاده الجمهوريون . وبالنسبه للديمقراطيين فانه متوقع تأكيد الحزب ومرشحته هاريس في مؤتمر الحزب في شيكاغو في 19-8-2024 لسياسه حكومه ترمب/هاريس ومواقف قيادات الحزب في الكونجرس وخارجه .
كلا الحزبين وقادتهما يتفاخرون عما قدمته أمريكا للكيان الصهيوني من دعم بل شراكه في حروبه ومخططاته ضد الفلسطينيين والعرب وداعمي قضيه فلسطين , واخرها حرب الاباده في غزه وفلسطين المحتله منذ 7-10-2023 حتى اليوم ,وما دعوتهما المشتركه لمجرم الحرب نتنياهو لمخاطبه الكونجرس الا تجسيد لاجماع الحزبين على هذا الموقف.تبقى هناك نقاط اختلاف صغيره مابين الحزبين والمرشحين.
الحزب الجمهوري ومرشحه ترمب يدعم نتنياهو في المضي بحرب الاباده ضد الفلسطينيين حتى نهايتها كما تريدها "إسرائيل" بقياده نتنياهو , بما في ذلك تصفيه المقاومه وتهجير مواطني غزه وامكانيه شن حرب على لبنان وهجمات على محور المقاومه في لبنان واليمن وايران وسوريا والعراق.كما يؤيد الحزب الجمهوري قرار "إسرائيل" بشطب حل الدولتين وبالتالي شطب دوله فلسطين المفترضة والقضيه الفلسطينيه , بل وتاييد مشروع إسرائيل الكبرى. وشريكه أمريكا في السيطره على الوطن العربي والجوار , وينطلق الحزب الجمهوري من منطلقات سياسيه يمينيه واستراتيجيه اضافه لمنطلقات عقائديه بتاثير التيار الإنجيلي المسيحي المؤيد لقيام دوله "إسرائيل "التاريخيه تمهيدا لبعث السيد المسيح .
واستطرادا لذلك فان الحزب الجمهوري الى جانب دعم بل ومشاركه أمريكا "إسرائيل" في حربها ضد الفلسطيين ومؤيديهم ومحور المقاومه ,والضغط على الددول العربيه والمجاوره والاسلاميه لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بل وقيام تحالف يضم الغرب بقياده أمريكا و"إسرائيل" والدول العربيه والمجاوره في مواجهة محور المقاومه .
كما يؤكد ترمب على ان تدفع دول النفط العربيه ثمن حمايتها من قبل أمريكا اضافه لامتيازات لاميركا والغرب لقاء ترتيبات حمايه وامن دول المنطقه الصديقه.
وبالنسبه للحزب الديمقراطي فانه لايختلف جوهريا في مواقفه تجاه "إسرائيل" والصراع العربي "الإسرائيلي"بل يضفي عليها مسحه تبريريه .الادارات الاميركيه المتعاقبه بما فيها الادارات الديمقراطيه تدعم "إسرائيل " وتشاركها في حروبها ضد الفلسطينين والعرب واصدقائهم .الحزب الديمقراطي منافق و مخادع .فطوال حرب الاباده الحالية منذ 7-10-2023 ظلت أمريكا تدعم "إسرائيل" عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وتحصن "إسرائيل" من المحاسبة وتغطل الشرعيه الدوليه ووقف الحرب .وفي ذات الوقت تردد مقوله الحد من استهداف وقتل المدنيين والتخفيف من معاناتهم باعمال الاغاثه وفي ذات الوقت تاييد جوهر اهداف "إسرائيل " بتصفيه المفاومه الفلسطينه وتهجير فلسطيني غزه . ولم تمارس الاداره الديمقراطية أي ضغط فعلي على "إسرائيل" للقبول بوقف لاطلاق النار وتبادل الرهائن والانسحاب الإسرائيلي من غزه .وجل مافعلته أمريكا خطابات نقد مخفف لعمليات الجيش الإسرائيلي لاتصل الى اعتبارها اعمال اباده بل رمي المسؤؤليه لعدم وقف اطلاق النار على حماس , واستحضار حدث 7 اكتوبر بانه سبب هذه الحرب وليس 76 من النكبه و57 عاما من احتلال ماتبقى من فلسطين والراض عربيه .كذلك تقوم الاداره الديمقراطيه بصخب دبلوماسي لاظهار الاهتمام بالحلول الدبلوماسيه التي توفر الوقت والتغطيه لاستمرار حرب الاباده "الاسرائيليه " بشراكه اميركيه وترداد مقوله حل الدولتين المخادع.
يضم الحزب الديمقراطي تشكيله واسعه من مكونات الشعب الأميركي من البيض والسود واللاتين ومكون عربي واسلامي واتجاه يساري.ولقد تجاوبت الأقليات العرقيه واليساريه والشبابيه مع الحركه الاحتجاجيه في امريكا وانعكس ذلك في تمرد ناخبيهم على ترشيح بايدن .لكن الوضع قد تغير الان بانسحاب بايدن وتصدر هاريس كمرشحه للحزب الديمقراطي مما يضع الخركه الاحتجاجيه في مازق خصوصا مع اجماع مندوبي الحزب على ترشيحها. هاريس لم تخف تاييدها "لإسرائيل بل اجرت عده اتصالات مع نتنياهو وستجتمع معه اثناء زيارته لامريكا وتؤكد له هذا الدعم . لكنه يتوقع ان يثار كل ذلك اثناء مؤتمر الحزب في شيكاجو وخلا ل الحمله الانتخابيه. لكنه لايتوقع ان يترتب على ذلك تغيير جوهري في برنامج المرشحه للرئاسه كمالا هاريس والحزب الديمقراطي المنحاز الى "اسرائيل" .
الحزبان الديمقراطي والجمهوري ومرشحا الرئاسه هاريس وترمب وجهان لعمله واحده في الموقف المعاديه للقضيه الفلسطينيه والقضايا العربيه والداعم للكيان الصهيوني والفرق هو ان الحزب الجمهوري اكثر ايدلوجيه وترمب اكثر صراحه فيما الحزب الديمقراطي اكثر مخادعه وهاريس اكثر مراوغه .