DELMON POST LOGO

المؤتمر الوطني الديمقراطي, مابين الاستمراريه والتغيير(1-3)

بقلم :عبد النبي العكري

ينعقد ابتداءا من مساء الاثنين 19 أغسطس 2024 المؤتمر الوطني الديمقراطي  حتى الخميس 22 أغسطس 2024 في يونايتد سنتر بمدينه شيكاغو .ويختص المؤتمر بتثبيت مرشح الحزب لانتخابات الرئاسه وهي نائب الرئيس كمالا هاريس وتزكيه ترشيح  نائب الرئيس وهو تيم والتز حاكم ولايه مينسوتا  واقرار برنامج الحزب لانتخابات الرئاسه والكونجرس بمجلسيه , النواب بالكامل والشيوخ جزئيا ,والاستماع الى كلمات كبار قيادات  الحزب في الدوله والولايات وشخصيات تمثل مختلف الأعراق والمهن والتجارب.

اهميه المؤتمر

ياتي  انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي بعد شهر تقريبا من انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري في 18 يوليو 2024 في ميلواكي حيث  اقر ترشيح الرئيس السابق دونالد ترب للرئاسه وجي دي فانس كنائب للرئيس واقر برنامج الحزب الحمهوري. كما انه يأتي بعد تحول هائل في المشهد الانتخابي للحزب الديمقراطي والساحه الانتخابيه الاميركيه بقرار الرئيس بايدن بالانسحاب من سباق الرئاسه بعد طول ممانعه واضرار لحقت بالحزب الديمقراطي وتزكيته لنائبته كمالا هارس كمرشح للرئاسه وهو مالقي تاييدا واسعا من قبل قيادات الحزب الديمقراطي واعضائه ومناصريه  ومن اجل شرعنه ذلك جرت عمليه التصويت الالكتروني للمندوبين الانتخابيين للحزب وعددهم 3900 مندوب صوتت اغلبيتهم الساحقه بانتخاب هاريس كمرشحه الحزب الديمقراطي للرئاسه. بالطبع فان ذلك لايعني الاجماع  اذ ان عددا مهما من المندوبين الانتخابيين سبق لهم ان  لم يصوتو لبايدن ومنهم من لم يصوت لصالح هاريس.

وهكذا أضحت هارس  القطب المواجه لترمب وليس بايدن المعتل .وبذلك استعاد الحزب الديمقراطي وحدته وثقته واكتسبت حملته الانتخابيه زخما كبيرا بقياده هاريس حيث تدفقت التبرعات على حملتها الانتخابيه  واحتشاد المؤيدين والجمهور لاجتماعاتها الاتتخابيه  وصدى قويا لاطروحاتها  .

وبذى  فان حيزا كبيرا من  اعمال المؤتمر وكلمات المتحدثين بمن فيهم الرئيس بايدن ومرشحه الرئاسه هاريس ونائبها والتز مكرسه للرد على اطروحات وسجل  ترمب وبرنامج الحزب الجمهوري , وبالمقابل عرض إنجازات حكم الديمقراطيين بقياده بايدن /هاريس والاشاده بشخصييه هاريس وسجلها في الخدمه العامه لوطنها وشعبها ومؤهلاتها للرئاسه وبرنامج الحزب الديمقراطي  للفتره الرئاسيه القادمه .

الموقف من قضيه فلسطين  

الملاحظه الأولى هو ان هناك حركه احتجاجيه واسعه بما فيها  صفوف الحزب الديمقراطيي ومؤيديه بمن فيهم عدد مهم من مندوبي الحزب الانتخابيين ممن يعارضون سياسه حكومه بايدن/هاريس الديمقراطيه ومشروع برنامح الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه والتحالف مع الكيان الصهيوني بل والشركه معه في حرب الاباده ضد الشعب الفلسطيني في غزه وفلسطسين المحتله عموما . وقد تجلى ذلك أيضا  في احتجاجات في قاعه  المؤتمر تم احتواؤها بسرعه واحتجاجات صاخبه خارج القاعه في مدينه شيكاجو وغيرها وقد اقتحم بعض المحتجين السياج الأمني ووصلوا الى مقر المؤتمر .وقد لوحظ فراغ العديد من الكراسي بسبب عدم وصول مندوبين بسبب الحزاجز الامنيه.

لقد لوحظ ان قياده الحزب عمدت الى ادراج اعداد كبيره من المتحدثين الى حد ان المؤتمر تجاوز توقيت الانتهاء من جلسات اليوم الأول بكثير . كما ان المتحدثين يعبرون عن مختلف الاتجاهات داخل الحزب.لكنه استبعد ذوي الاصول العربيه والاسلاميه واليساريه المؤيدين للقضيه الفلسطينيه باستثناء  كلمه الكسندرا كورتيس النائب عن مدينه نيويورك المعروفه بتاييدها للقضيه الفلسطينيه والتي طالبت بوقف فوري لاطلاق النار في غزه وتبادل الرهائن.اما كلمه الرئيس بايدن فهي مخادعه وتعكس السياسه الرسميه  القائمه والمنحازه "لإسرائيل "  . .لكنه يتوقع ان يطرح السناتور بيرني ساندرز القضيه  الفلسطينيه عندما يخاطب المؤتمر ويظل ذلك استثناءا.  ورغم ذلك فقد طرحت القضيه الفلسطينيه وتبعاتها في الندوات الداخليه للمؤتمر وشارك فيها مؤيدون للقضيه الفلسطينه والمعارضون لمواقف الحكومه والحزب الديمقراطي . وتاتي كل هذه الجهود في محاوله للتاثير على المواقف  في المؤتمر وبرناج الحزب واطروحات مرشحه الرئاسة هاريس ونائبها تيم والز. لكنه لايتوقع حدوث تغيير جوهري في مواقف الحزب وبرنامجه لصالح القضيه الفلسطينيه .

 ملاحظات اوليه

من خلال متابعه  اعمال المؤتمر فقد عمد جيمي هاريسون امين الحزب الى إقرار المؤتمر لجدول الاعمال وإجراءات انتخاب المندوبين وتثبيتهم وترشيح كامالا هاريس للرئاسه وتركيه اختيارها لنائبها تيم والز بتصويت شكلي , فيما ينتظر  ان تؤكد هاريس ونائبها القبول رسميا بترشيح الحزب في اخر يوم من المؤتمر حيث تلقي كلمتها الرئيسيه.

اما الملاححظه الثانيه فهي طغيان القضايا المحليه وتجارب المندوبين  في الحياه العامه ومع مرشحه الرئاسه هاريس ومع الرئيس بايدن, مقابل غياب قضايا السياسه الخارجية من كلمات المتحدثين  باستثناء كلمه الرئيس بايدن وكلمه النائب عن نيويورك الكسندرا كورتيز المعارضه  .

لوحظ أيضا انه يجري توزيع اليافطات الخاصه بالموضوع  قبيل طرحه المتوقع في  الكلمات الملقاه وهو مايساعد في تناغم القاعه مع المتحدث.كما ان فرقه روك  موسيقيه ترافق اعمال المؤتمر وتقدم وصلات غنائيه معروفه , بل انه جرى تقديم فقرات غنائيه لخلق جو احتفالي في المؤتمر .

مغزى وتبعات ترشيح هاريس للرئاسه

خصص اليوم الأول من المؤتمر للتعبير عن الامتنان للرئيس بايدن بتخليه عن الترشيح لصالح هاريس ومصلحه الحزب الديمقراطي وسرد انجازاته في مسيره نصف قرن من العمل السياسي وانجازات حكومته كنقيض لاخفاقات حكم ترمب  ومغزى انتصاره على ترمب في انتخابات نوفمبر 2020. وبالفعل فقد تناوله الكثييرون . وقد كرس بايدن حيزا واسعا من كلمته لهذا الغرض .لكن هذا الاستعراض اتي في مجال مقارنته باخفاقات ترمب وخصوصا في التعاطي مع جائحه كورونا  وغيرها وعدم ذكر مجالات الإخفاقات لبعض السياسات وما يترتب عليها.

تحدث امام المؤتمر بكلمه غير مقرره مرشحه الرئاسه هاريس مشيده بالرئيس بايدن وانجازاته وامتنانها لاختياره لها  كنائب للرئيس وكاول امرأه اميركيه في هذا المنصب وترشيحه لها للرئاسه بعد انسحابه من السباق. وأكدت ان برنامجها مع نائبها للرئاسه تيم والز هو البناء على برنامج الرئيس بايدن  حيث هاريس نائبه للرئيس  وشريكه له ,مع الاخذ بالاعتبار المهام الجديده.

يمكن القول ان المؤتمر هو تظاهره سياسيه دعائيه للحزب الديمقراطي ومرشحه للرئاسه هاريس ونائبها والز بعد فتره من الارتباك بسب ترشيح بايدن واخفاقاته الفاضحه امام ترمب وتراجعه و الحزب الديمقراطي في استطلاعات الراي العام, وماصاحبه من انقسامات في الحزب ,ولذى يأتي المؤتمر لتاكيد الحزب على ترشيح بايدن لها وتعزيز وحده الحزب واهليته ليفوز مرشحيه امام ترمب والحزب الجمهوري في انتخابات 6 نوفمبر.2024

كما يلاحظ انه خلافا لمؤتمر الحزب الحمهوري حيث الغالبيه العظمى من القياديين والمندوبين والمتحدثين  امام المؤتمر هم من البيض , فان قيادات الحزب والمندوبين للمؤتمر والمتحدثين امام مؤتمر الديمقراطيين  اكثر تنوعا بكثير ويعكسون التركيبه السكانيه للولايات المتحده ,وهم  من مختلف الأعراق , بيض وافارقه وهسبانيول والسكان الأصليين ومن مختلف الانتماءات الاحتماعيه والدينيه والعقائديه والنوع الاجتماعي.

اما القضيه الاخرى فهي ان ترشيح امراه للرئاسه هو تطور مهم يقوده الحزب الديمقراطي  حيث سبق له ترشيح جيرالدين فيرارو كنائبه للرئيس المترشح والتر مونديال في 1985 واللذان لم يفوزا. وخطى الحزب  بجرأه للامام عندما رشح هيلاري كلنتون وزيره الخارجيه للرئيس أوباما ومنافسته في الترشح على الرئاسه كمرشح الحزب للرئاسه في 2016 في مواجهة ترمب والتي خسرتها وهو ماشارت اليه هيلاري كلنتون في كلمتها في الاستمرار في هذا النهج الذي يؤكد على المساواه بين الجنسين في القياده والعمل السياسي .

القضيه الاخرى هي  ان كمالا هاريس وهي من العرق الاسيوي والافريقي (ملونه)  ومن اسره عاديه مهاجره  وترشيحها للرئاسه من  قبل الحزب الديمقراطي هو اختراق أيضا في الحياه السياسيه الاميركيه لكنه يأتي في سياق مسيره الحزب حيث سبق ان رشح الحزب باراك أوباما (ألافريقي العرق المختلط) في 2016 وقد فاز بالرئاسه مرتين وكان بايدن نائبا له . ولكن هناك الان تحد جديد يتمثل في العنصريه البيضاء للحزب الجمهوري بقياده  ترمب  والتي تخلق أجواء من العنصريه ضد الملونين والنساء والمهاجرين في الحياه اليوميه ألآميركيه وفي الحياه  السياسيه بشكل خاص .

من الصعب استعراض قائمه المتحدثين الطويله وما جاء فيها ولكنا سنعرض بعضا من اهم القضايا التي تناولتها كلمات المتحدثين في  المؤتمر.