بقلم :عبدالنبي العكري
القيم الاميركيه ومخاطر تقويضها
قدم معظم المتحدثين كامالا هاريس كتجسيد للحلم الأميركي والذي يفتح ابوابه لمن يعانون وفقدوا الامل في بلدانهم ولجأؤا الى أمريكا حيث تتحقق الاحلام ..كما ان المتحدثين اكدوا على مايعتبرونه قيما اميركيه راسخه وفي مقدمتها انتماء الاميركيين لاميركا بغض النظر عن اصولهم وانتماءاتهم وان الاميركيين متساوون في الحقوق والواجبات وان من حق أي أميركي ان يصل لاعلى المواقع وفي ذات الوقت التأكيد على حريه الاقتصاد مع المسؤؤليه الاجتماعيه وحق الاميركيين في العمل اللائق والحياه الكريمة كما اكدوا عل قيم الديمقراطيه التي تقر بالاختلاف وليس الاقصاء والحريات العامه والخاصه التي تؤكد على حق التنظيم والانتماء و التعبيرولكن لاتسيء للاخرين والمنافسه الشريفه والتضامن الاجتماعي بحيث توفر الحياه الكريمه للفئات الضعيفه وتحافظ على الطبقه المتوسطه دون الانحدار وكذلك الحق في التعليم لاعلى المستويات والرعايه الطبيه والسكن اللائق للجميع.
بالطبع فان هذه الصوره النموذجيه الجميله لاتعكس واقع امريكا والشعب الأمريكي ,حيث انه تبعا للستاتور بيرني ساندرز فان أمريكا تحكم من وول ستريت في نيو يورك وليس البيت الأبيض او الكونجرس في واشنطن وان التفاوتات الطبقيه تزداد وان الملايين لايحدون السكن والطاه مرتفغه والتمييز العرقي والاجتماعي فاقع و وهو ماتجاهله معظم المتحدثين .
العديد من المتحدثين ربط هذه القيم وغيرها بما تجسده شخصيه هارس وتحدث العديد منهم عن مواقف جمعتهم مع هاريس حيث جسدت هذه المبادئ .واكد المتحدثون ان هاريس ستدافع عن هذه القيم كما دافعت عنها في مسيره حياتها و كنائبه للرئيس واكدوا ان استمرار هذه الضمانات والقيم يقتضي التصويت لهاريس/ والز في 6 نوفمبر وبذل كل جهد لفوزها.
كما ابروت هارس كنموذج للحريص على العائله وتماسكها وتضامنها , حيث جرى عرض علاقاتها الحميمه والمتبادله مع أمها واختها .كما حضر الى جانبها زوجها دوغ اينهوف الذي عرض لجوانب عديده من حياتهما العائلية السعيده ودوره في دعم طموحات زوجته ونجاحاتها.كما عرض الكثيرون السمات العائليه التي تجمعهم مع تجربه هاريس الحياتيه والعائليه .
وبالمقلبل فانهم لايذكرون ان كمالا هارس شريكه لبايدن في الجرائم التي ترتكبها الحكومه الاميركيه على امتداد العالم وخصوصا مشاركتها الكيان الصهيوني في حرب الاباده ضد الفلسطينيين في غزه وباقي فلسطين المحتله .كما ان منظمي المؤتمر لم يتحملوا يافطه رفعها أتصار فلسطين في قاغة المؤتمر تطالب بوقف تسليح اميركا "لإسرائيل".كما استبعد من مخاطبه المؤتمر الشخصيات الأميركية بمن فيهم الفلسطينه والعربيه والاسلاميه وغيرها المؤيده لفلسطين والمعالرضه للحكومه والحزب الديمقراطي في مشاركه "إسرائيل" غي حرب الاباده الجماعيه للشعب الفلسطيني.
في ذات الوقت فقد حذرالمتحدثون من الخطر المحدق بهذه القيم وهذه الضمانات من قبل الخصم اللدود دونالد ترمب وبرنامج الحزب الجمهوري .يجسد ترمب بالنسبه لهؤلاء المتحدثين الانسان الانتهازي المفرط في ذاتيته والذي تهمه مصلحته فقط وليس المصلحه العامه و ولا يتورع عمل أي شيء غير قانوني لتحقيق ذلك بما في ذلك الكذب والتزوير . استعرض المتحدثون سيره ترمب الداله على ذلك ,وخصوصا حصيله فترته الرئاسيه حيث اسهم في كارثه الكوورونا من خلال الانكار والمكابره والتي حصدت خسائر بشريه لاسابق لها,وكذلك سياسته الاقتصاديه التي فاقمت البطاله والفقر والتفاوت الطبقي , وتعييناته المستنده الى المحسوبيه كما في المحكمه العليا وتعيين الأقارب مثل صهره كوشنر وكبار المسؤؤلين.كذلك استغلال موقعه وحصانته لتعظيم مصالحه الخاصه.وفي ضؤ ذلك فان الاميركيين لن يسمحوا بتكرارها في الانتخابات القادمه.
لكن اخطارا اكبر تهدد الاميركيين ونظامهم وقيمهم وحرياتهم هو مايطرحه ترمب في برنامجه وحملته الانتخابيه .فهو يدفع الى انفسام المجتمع الأميركي والاستقطاب والغاءمكاسب تحققت عبر تضحيات أجيال ,وتستند سياساته على التضحيه بالطبقه الوسطى والطبقه المتدنيه لصالح الطبقه العليا والتي ينتمي اليها .كما يقوض أسس الدوله الاميركيه القائمه على فصل السلطات وتعاونها , بشخصيته المقرطه بالتسلط والفرديه والنرجسية.
خطوره ترمب على النظام الاميركي
طغى شبح ترمب على المؤتمر ولاعجب حيث يخوض المعركة الانتخابيه للمره الثالثه بشخصيته الطاغيه والفرديه بحيث ان نائبه ج دي فانس وقاده الحزب الجمهوري يتبعونه بانقياد تام .كما انه في حملته الانتخابيه يستهدف خصومه شخصيا , بايدن سابقا وهاريس حاليا ولايتورع من الاساءه اليهم والجط من قيمتهم .
حذر عدد من المتحدثين من خطوره ترمب على الديمقراطيه الاميركيه ووحده الشعب الأميركي حيث صرح ترمب US break "انه سيعتبر الانتخابات مزوره اذا لم يفز في الانتخابات , وسيترتب عليها اضطرابات واسعه وحمام دم ".وقد سبق لترمب ان رفض نتائج الانتخابات الرئاسيه في نوفمبر 2020 واعتبرها مزوره ودعى أنصاره لاقتحام الكونجرس في 6 يناير 2021 حيث كان من المقرر إقرار نتائج الانتخابات رسميا واستمر في عدم الاعتراف بها كونها مزوره حتى اليوم كما انه لايؤكد ان الانتخابات القادمه ستكون نزيهة,
كما حذر من ذلك عدد من المتحدثين . وفي ضؤ مشروع 2025 لموسسه هيرتج اليمينيه والذي يتبناه ترمب , فانه يعتزم احداث تغييرات هيكليه في السلطه الفدراليه , بما في ذلك صلاحيات الرئيس . ويقصي اعدادا كبيره من كبار الموظفين الفيدراليين وتعيين موالين له وتحويل وكاله التحقيقات الفدراليه الى وكاله لملاحقه خصومه وانه سيحكم بمطلق الصلاحية منذ اليوم الأول في البيت الابيض.
واستشهد البعض بتزكيه ترمب عندما كان رئيسا لثلاثه من قضاه المحكمه العليا الموالين له بحيث أضحت المحكمه ذات اغلبيه يمينيه وقد الغت المحكمه العديد من احكام الادانه الاوليه بحقه ووفرت له المحكمه الحصانه من المضي بالملاحقه القضائيه وإصدار احكام نهائيه بحقه في عدد من القضايا .كما انها تشرع لقوانين خطيره مثل ابطال حق الإجهاض فدراليا.
عرض عدد من المتحدثين ان ترمب هو اول رئيس مرشح مدان قي 34 قضيه جنائيه في نيويورك وحدها اضافه لقضايا أخرى مثل الاغتصاب الجنسي والتدخل في الانتخابات والاستيلاء على وثائق فدراليه والتهرب الضريبي وغيرها . من هنا فقد اكد معظم المتحدثين على خطوره وصول ترمب الى السلطه في ضؤ سجله واطروحاته وبرنامجه الانتخابي والذي هو برنامج الحزب الجمهوري المستند الى مشروع 2025 الذي وضعته موسسه هيرتج اليمينيه وضروره التصدي له وبالتالي ضروره الانتصار في انتخابات نوفمبر 2024 للفوز بالرئاسه واغلبيه في الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب.
هاريس النقيض الإيجابي لترمب الخطر
وبالمقابل فان المتحدثين اظهروا أوجه تناقض شخصيه ترمب السلبية بشخصيه هاريس الإيجابية .هاريس ولدت كمالا هاريس في 1964 ونشات في حي متواضع في بيركلي بمدينه سان فرانسسكو لوالدين مهاجرين لدراسه الدكتوراه حيث أمها شمايلا جوبولان من الهند وابوها دوجلاس هاريس من جامايكا , وقد حصل كلا منهما على الدكتوراه ,هاريس في الاقتصاد وجوبولان في الفيزيولوجي ويبدأ حياه اكاديمه ومهنيه ناجحه واسره سعيده كمثال على الحلم الاميركي, لكن ذلك لم يطل اذ قام الاب دونالد هاريس بتطليق أمها في 1972 ,حيث بقيت كمالا واختها مايا مع امهما في بيركلي والتي تولت تربيتهما وكافحت من اجل تعليمهما حتى تخرجت كمالا بتخصص القانون في 1989من جامعه هوارد الحكوميه في سان فرانسسكو بتفوق حيث عرف عتها نشاطها في مجال الحقوق المدنيه . واصلت مسيرتها بالعمل في مكتب الادعاء العام في اوكلاند في سان فرانسسكو ثم النيابه العامه في بيركلي وعرف عنها جدينها في ملاحقه المجرمين الخطرين في شبكات المخدرات والعنف و وتدرجت حتى أضحت مدعي عام اوكلاند .وفي عام 2010.ثم انتخابها كمدعي عام ولايه كالفورنيا كاول امرأه وأول أميركي اسود ينتخب لهذا المنصب واسهمت في السياسات والتشريعات من اجل الحقوق المدنيه .واصلت هاريس صعودها حيث انتحبت في 2017 في مجلس الشيوخ كاول اميركيه من اصل هندي وثاني امراه من اصل افريقي .وانظمت الى تجمع الكونجرس السود وكذلك اللجنه القانونيه والاستخبارات في مجلس الشبوخ . اختارها بايدن كنائبه له لانتخابات الرئاسه في 2020 والتي فاز فيها على ترمب .لكنها وسط ههذ المشاغل فقد كانت الى جانب أمها التي أصيبت بمرض السرطان وتوفيت بسببه.كما ذكر العديد ممن عاصروها في مختلف مراحل حياتها تواصلها واهتمامها بهم.
تقدم هذه المسيره الحافله والمبهره لكمالا هاريس للناخب الأميركي ةالشعب الأميركي , كمثال للعديد من الاميركيين الذين أتوا من أصول هامشيه ونشاؤ في بيئه متواضغه, وتعرضت حياتهم الاسريه للاضطراب وواجهوا الصعاب الحياتيه ,لكنهم بتصميمهم ومثابرتهم ودعم عائلاتهم والقوى الحيه في المجتمع .انتهزوا الفرص التي يتيحها النظام والمجتمع الأميركي ليقهروا الصعاب ويتقدموا الى الامام ليصلوا الى مواقع قياديه رفيعه ويخدمون وطنهم أمريكا بإخلاص .
م يعرض المتحدثون بمن فيهم الرئيس بايدن عن دورها المحوري في أداء حكومته و والملفات التي كلفت بها وخصوصا التعبئه الشامله لمواحهة وباء كوفيد , وخطه التعافي الاقتصادي وملف الهجره من اميركا اللاتينيه عبر الحدود مع المكسيك وملف البيئه وتشريعات الدعم الاجتماعي والصحي والتعليمي.
وبالقابل فان المتحدثين يقدمون دونالد ترمب كشخصيه سلبيه نقيضه.لقد ولد في مدينه نيويورك في اسره غنيه تتاجر بالعقارات و تربى في يسر دون ان يواجه تحديات ولم يكن متميزا دراسيا ولم يكافح في حياته .لقد امتهن العمل في العقارات التي كانت ملكا للغائله ,ثم بنى عليها لاقامه شركه ترمب والتي تمتلك شبكه واسعه من العقارات وصالات القمار وملاعب الجولف .ويسجل عليه الكثير من حالات الاحتيال والتهرب من الضرائب في بناء ثروته الضخمه وهو السلوك الذي استمر معه حتى بعد دخوله المعترك السياسي وانتخابه رئيسا للولايات المتحده حيث استغل حصانته اسؤا استغلال للاثراء ومكافأه الشركاء والمتعاونين معه ,وترتب عليها قضايا جنائيه ادين فيها وأخرى تنتظر في المحاكم.
اضافه الى ذلك سجله المعيب في اقانه علاقات غير اخلاقيه واتهامات بالاغتصاب وغيرها .لم يعرف عن ترمب الاهتمام بالعمل السياسي او الخدمه العامه او التدرج في المسؤؤليه في السلطه التنفيذيه او التشريعيه . ولم يعرف عنه خدمه وطنه اميركا بالمال او الجهد بل عرف عنه تقديم مصالحه الخاصه ولو على حساب المصلحه الوطنيه.
كسب الناخبين والرأي العام
حشد الحزب الديمقراطي عشرات الالاف من المندوبين الاتون من مختلف ارجاء أمريكا ويمثلون طيفها الواسع المنتمي للحزب الديمقراطي .كما خشدوا العشرات من الشخصيات الديمقراطيه البارزه وتشمل الرؤساء السابقين كلنتن واوباما والمرشحه للرئاسه سابقا هيلاري كلنتون واحفاد الرؤساء السابقين كيندي وكارتر وقيادات حاليه وسابقه في مؤسسات الحكم الفيدرالي في السلطتين التنفيذيه والكونجرس وفي الولايات لمخاطبه المؤتمرين والناخبين والشعب الأميركي لتشكيل قتاعه حاسمه بخطوره انتخاب دونالد ترمب /فانس وضروره انتخاب هاريس /والز للحؤؤل دون صعود الاستبداد وتقويض النظام الديمقراطي الأميركي ومايتمتع به الأميركيون وبالتالي فان انتخاب هاريس / والتز واغلبيه ديمقراطيه في الكونجرس هو الضمانه للحفاض على النظام الديمقراطي والحريات وجميع المكاتيب بما فيها متحقق في فتره الاداره الديمقراطيه الحاليه والبناء عليها .