DELMON POST LOGO

غنية عليوي" تصدر كتابها الأخير بعنوان "الاتحاد النسائي البحريني.. بين مخاض الولادة وديناميكية التكوين والمسيرة

عانى الاتحاد من نقص التمويل وفرضت الوزارة العديد من القيود القانونية التي أعاقت معظم أنشطته بعد أحداث عام 2011

أصدرت الكاتبة الدكتورة غنية جاسم عليوي كتابها الثاني هذا العام بعنوان "الاتحاد النسائي البحريني – بين مخاض الولادة وديناميكية التكوين والمسيرة".

يعتبر الكتاب دراسة توثيقية لدور المرأة في حراكها المؤسسي الأهلي خلال الفترة السابقة.

الكتاب مكون من 300 صفحة، وتشمل ملاحقه العديد من الصور لنشاطات الاتحاد والجمعيات وقصاصات من الصحف، ويتألف من عشر فصول. بدأت الكاتبة الفصل الأول بتاريخ الحركة النسوية في الفكر الغربي، ثم العربي والاتجاه النسوي الإسلامي، وربطت المؤلفة ذلك بالمواثيق الدولية المتعلقة بالمرأة. وشمل الفصل الثاني المنظمات النسوية العربية، والثالث مؤسسات المجتمع المدني في البحرين.

وفي الفصل الرابع، الذي يمثل محتوى الكتاب، تحدثت عن اللجنة التحضيرية للاتحاد النسائي البحريني، ثم مرحلة التأسيس والبناء بشكل تفصيلي. وفي الفصل السابع، تناولت تأثيرات أحداث 2011 على المرأة، وتأثير ذلك على مجلس إدارة الاتحاد والعلاقات مع الجمعيات النسائية في البحرين ومؤسسات المجتمع المدني داخل وخارج البحرين.

تقول الدكتورة غنية إن فترة التغييرات السياسية في البحرين بعد الألفية الثالثة وتوقيع ميثاق العمل الوطني وبداية مرحلة أكثر انفتاحًا، أثرت على الاتحاد ونشاطاته وعمله داخليًا وخارجيًا مع المنظمات الدولية والإقليمية. ومع ذلك، عادت أحداث عام 2011 بالاتحاد إلى الوراء بسبب نقص التمويل والقيود القانونية التي فرضتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي ألقت بظلالها على معظم أنشطته. ومع ذلك، حاول الاتحاد بجدية مواصلة عمله بالزخم الذي تأسس عليه في الدفاع عن حقوق المرأة وحريته

خلالها واجه الاتحاد العديد من المنعطفات والتحديات نتيجة ما آلت إليه الوضع في البحرين من تحولات سياسية وطائفية، انعكست سلباً على وضع المرأة عمومًا في مختلف قطاعات العمل، وقد انعكس هذا الوضع السياسي والطائفي المحتدم على الجمعيات النسائية وموقف عضواتها، مما ساهم في تجميد العديد من الأنشطة، ورأى البعض من العضوات النأي بالاتحاد والجمعيات السياسية عن ما حدث من اختلافات سياسية. الاتحاد منظمة نسائية مدنية لا تتعاطى بالشأن السياسي بشكل مباشر، إلا أنه في الوقت ذاته، أشارت إلى أهمية المطالبة بالإفراج عن المعتقلات وإرجاع من فصل منهن من العمل. في الفصل الثامن تحدثت عن عمل الاتحاد وأعماله في الفترة بين 2015-2019 وهي مرحلة النهوض والتعثر، بما في ذلك الاختناق المالي والقانوني واختتمت بالتحديات والفرص. الكتاب بالإضافة إلى أنه سيرة الاتحاد النسائي البحريني وتوثيقها، لكنها شملت دور المرأة البحرينية منذ بداية القرن الماضي، منذ حركة الغواصين عام 1932، إلى حراك 1938 تلته قادتها الفئة التجارة المقتدرة ذات التزمت الديني والاجتماعي في الموقف من المرأة على وجه الخصوص، ودورها في الأربعينات والخمسينات، بدءًا من نادي سيدات البحرين ثم جمعية نهضة فتاة البحرين وجمعية رعاية الطفل والأمومة ومشاركتها في أحداث 1954-1956، وفي الستينات انطلق تأسيس الجمعيات النسائية ومشاركتها أيضًا في انتفاضة 1965 ومشاركتها في التظاهرات أيضًا، تبعها السبعينات ومطالبة المرأة بالمشاركة في الحياة السياسية البرلمانية بعد الاستقلال الذي حصلت عليه في عهد الإصلاح لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي كان الاتحاد النسائي أحد نتائجه. تقول المؤلفة بأن الكتاب يشمل مخاض الولادة حتى أهم الإنجازات وتوثيق للعمل المرأة البحرينية كعمل مؤسسي ويشمل دور المرأة البحرينية خلال 70 سنة الماضية. تقول الناشطة النسائية بالاتحاد زينب الدرازي في مقدمة الكتاب، لقد شكلت الجهود والمطالبات التي قامت بها الجمعيات النسائية مباشرةً أو من خلال مظلة الاتحاد النقطة الفارقة والانعطاف التاريخي والأساس الذي بني عليه ما تتمتع به المرأة البحرينية في الوقت الحاضر من حقوق وامتيازات، ورغم الصعوبات يزال الاتحاد بجمعياته يمارس عمله في النهوض بالمرأة البحرينية والدفاع عن حقوقها.

علما بان نادي العروبة الثقافي هو من قام بتمويل اصدار هذا الكتاب على نفقته  انسجاما مع دوره في رفد الحياة الفكرية والادبية والمعرفية في البحرين وتأدية لرسالته التنويرية الحضارية وكونه احد المؤسسات الثقافية العريقة التي افرزتها النهضة الحديثة في فجر تاريخها منذ تاسيس النادي عام 1939 والذي حمل معه اول وثيقة دستورية تعلن اهافه الوطنية والقومية والثقافية والاجتماعية.

المؤلفة الدكتور غنية عليوي