DELMON POST LOGO

في جلسه مجلس الامن حول الرهائن .. منظمة بيتسيلم :"إسرائيل لا تريد الرهائن بل مواصله االحرب

بقلم : عبد النبي العكري

"يجب اعدام يولي نوفاك  انها عار على "إسرائيل ". هكذا رد المتحدث باسم حزب الليكود الإسرائيلي اليميني بقياده نتنياهو على كلمه يولي نوفاك ,الرئيس التنفيذي لمنظمه بيتسليم "الاسرائيليه " لحقوق الانسان امام مجلس الامن  اثناء مناقشته لقضيه الرهائن في 4 سبتمبر 2024  والتي أحدثت صدا قويا في مجلس الامن وزلزلا في "إسرائيل".

وكان رئيس المجلس  سفير سلوفينيا صموئيل زبوجر , قد دعى بتسليم الى جانب منظه "اسرائيليه " تعنى بالأطفال ضحايا العنف الى الحديث امام المجلس الى جانب ممثلي فلسطين وإسرائيل والدول الخمس عشره الاعضاء في المجلس لالقاء كلماتهم في الجلسة المخصصة لمناقشه قضيه  الرهائن  تحت بند الوضع في فلسطين / الشرق الأوسط.

هذا الرد العنيف والخطير الذي يستهدف الرئيس التنفيذي لاهم منظمه حقوقيه في "إسرائيل" من قبل الحزب الحاكم في "اسرائيل" يعكس مدى فاشيه حكام وسياسي "إسرائيل " ليس ضد الفلسطينيين فقط بل ضد “الإسرائيليين " المعارضين لنهجهم ولحرب الاباده ضد الشعب الفلسطيني, وتهافت اطروحات حكام "إسرائيل" في مجريات الصراع بما في ذلك قضيه الرهائن وخصوصا بعد تسبب القوات "الإسرائيلية "في قتل 6 من الرهائن في محاوله لاسترجاعهم بالقوة..

يولي نوفاك اكد في كلمته على ان احتجاج مئات الالاف من "الإسرائيليين " هو بسبب شعورهم بالغضب واليأس والخيانة من قبل حكومتهم  التي لاتريد اعاده الرهائن في صفقه بل اتريد مواصله الحرب وان الاحتلال والمستوطنات اهم من حياه الانسان.

وأضاف يولي "لفهم السلوك الاجرامي للحكومه  خلال 11 شهرا الماضية  عليك ان تفهم الهدف العام للنظام  منذ تأسيس "إسرائيل" وهو تعزيز التفوق اليهودي على كامل الأراضي الخاضعة لسيطرتها ,وتم تكريسه كمبدأ دستوري قبل ستتة أعوام "للشعب اليهودي حق حصري  وغير قابل للنقاش في جميع ارض "إسرائيل".

وأضاف " تستغل الحكومه  بشكل ساخر صدمتنا الجماعية  من حدث 7 أكتوبر بعنف  وتعزيز مشروعها في ترسيخ  السيطرة الإسرائيلية على كامل الأرض وتشن حربا على الشعب الفلسطيني بأكمله  وترتكب جرائم حرب بشكل شبه يومي .وفي غزه اتخذ ذلك  الطرد والتجويع والقتل  والدمار على نطاق غير مسبوق . وهذا يتجاوز الانتقام "فإسرائيل " تستغل الفرصه للترويج لا جنده ايدلوجية  وجعل غزه غير قابله للسكن بتدمير كبير للمنازل والبنى التحتيه  وطرد الفلسطينيين  من مناطق بأكملها وتشريد الملايين . وبذى تضع الأساس لسيطرتها البعيد’ الأمد على غزه. وفي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية , وبذى فانها تحدث تغييرات لارجعه فيها وشنت أخيرا حمله عسكريه واسعه في شمالي الضفه وفي ذات الوقت يقوم المستوطنون  بارتكاب الجرائم ضد  الفلسطينيين  وطردهم من أراضيهم وبيوتهم .

وفي الوقت نفسه يعاني الفلسطينيون في "إسرائيل" من قنع لحريتهم في التعبير والاحتجاج مع اعتقال المئات".

"الحرب على الفلسطينيين تجري أيضا في السجون في ظروف لاإنسانية  وقد أطلقت "بتسليم " تقريرا حول ذلك بعنوان "مرحبا بكم في الجحيم" حيث التعذيب الرهيب".

هذا العنف ممكن لان "إسرائيل" تتمتع  بالإفلات من العقاب  منذ زمن مما سمح لها بتنفيذ سياساتها دون انقطاع .لقد فشل المجتمع الدولي  في أداء واجبه في حمايه المدنيين الفلسطينيين   ولم تؤد اربعه قرارات لمجلس الامن حول غزه الى وقف دائم لأطلاق النار واطلاق سراح الرهائن".

"لقد فشلت الجهود الدبلوماسية  بوقف القتل الجماعي والكارثة الإنسانية في غزه, ويجب على المجلس ان يعترف بفشله ويتخذ إجراءات  فعاله لاجبار "إسرائيل" وحماس لوقف فوري لجميع الاعمال العدائية .ويجب على المجلس ان يتبنى راي محكمه العدل الدولية بعدم شرعيه الاحتلال "الاسرائيل" للأراضي الفلسطينية  والفصل العنصري والا فان المجلس يتخلى عن الناس  الذي يعانون ويموتون في ظل هذا النظام القاسي والظالم "

تعاطي المجلس مع اطروحات بتسليم

وضعت "بتسليم" الأمور في نصابها حيث ان حرب الإبادة "الإسرائيلية " ضد الفلسطينيين لم تبدا في 7 أكتوبر وليس بسبب ماحدث في 7 أكتوبر وانما هي استمرار لمشروع مستمر وهو السيطرة الكاملة على كل فلسطين وشطب الوطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني.

المؤسف ان الدول المؤيد "لإسرائيل" استمرت في استحضار احداث 7 أكتوبر لتبرير ما يجري بحق الفلسطينيين وفي احسن الأحوال الدعوة لوقف اطلاق النار وتبادل الرهائن وتفعيل الاغاثه لاهالي غزه دون خطوات تلزم "اسرائيل" بوقف الحرب في غزه والضفة الغربيه والانسحاب من الأراضي الفلسطينية وتفكيك المستعمرات "الإسرائيلية".

اما بالنسبة للدول المؤيدة للقضية الفلسطينية فأنها في الوقت الذي ادانت فيه حرب الإبادة "الإسرائيلية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف اطلاق النار والسماح للإغاثة وانسحاب القوات الإسرائيلية " من قطاع غزه .فانها لم تطرح جذر المشكلة وهي العقيده الصهيونية في اعتبار فلسطين قلب "إسرائيل" الكبرى العائدة للشعب اليهودي وحده وبذى فان  استراتيجيه "إسرائيل" تقوم على الاستيلاء التدريجي على ارض فلسطين والجوار وطرد الشعب الفلسطيني والعرب المحيطين بكل السبل وخصوصا شن الحروب والقمع والحصار  وخلاصه الامر الواقع .وما هذه الحرب الا فصلا من فصول هذه الاستراتيجه

فرصه ضائعه أخرى

تقدمت الى السيد صموئيل زبوجر , سفير سلوفينيا الرئيس الدوري لمجلس الامن  بطلب عقد جلسه للمجلس لمناقشه تطورات  قضيه الرهائن و توسع الحرب " الإسرائيلية " على غزه لتشمل الضفه الغربيه , كلا من الجزائر و"اسرائيل " مدعومه من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا.وقد قرر رئيس المجلس عقد الجلس ليوم واحد في 4 سبتمبر .2024.

وجه الرئيس  ولأول مره دعوه منظمتين اهليتين "اسرائيليتين " للمشاركة عن بعد في الجلسة وهما منظمه بتسليم لحقوق الانسان  وقد عرضنا  مختصرا لكلمتها  والثانية مركز شنايدر الطبي للأطفال في "إسرائيل " .والقت كلمه المركز د. افرات هارليف  وجاء فيها " انه في يوم 7 أكتوبر جرى ذبح  العديد من الأطفال "الإسرائيليين " في بيوتهم" . وذكرت" ان هناك 38 طفلا من بين  الرهائن ال 253 يعيشون في ظروف اسر رهيبه وان مركزها استقبل  19 طفلا و 6 أمهات ممن كانوا في الاسر لكنهم ظلال أطفال وليسوا أطفالا بسبب ماعانوه".وطالبت المجلس "ان يعمل لأطلاق سراح الرهائن من الأطفال  وضمان عدم تكرار ماجرى من فضاعات بحق الأطفال."

من المعتاد ان يكرر "الإسرائيليون" ومؤيديهم اكذوبه ذبح مقاتلي حماس والمقاومه الغلسطينه للأطفال "الإسرائيليين" واغتصاب النساء  في حين انه لم يثبت ابدا ذلك  وكذلك الحديث عن اساءه معامله بل قتل الرهائن في حين تستمر العمليات العسكرية "الإسرائيلية" لاختطاف الرهائن بالقوه .

طرح سفير "إسرائيل" بعد عرض صور الرهائن السته الذين قتلوا في عمليه "إسرائيلية" لاختطافهم ونبذه عن كل منهم. واكد "ان اولويه بلاده هو تحرير الرهائن ,ووضع مسؤوليه عدم تحقق ذلك على حماس في حين انه الجميع يعرف انه بعد مضي 11 شهرا على قضيه الرهائن فان نتنياهو وحلفاؤه  مصرون على ان اولويتهم تحطيم المقاومة وتشريد الشعب الفلسطيني وليس استعاده الرهائن  وختم كلمته بمطالبه المجلس بإدانة حماس ووصمها بالإرهاب.

في ذات السياق فقد تتالت كلمات حلفاء "إسرائيل" . السفيرة الأميركية  اتهمت حماس بانها اغتالت الرهائن السته  ومن بينهم أميركي ويحمل الجنسية "الإسرائيلية "  في حين يعرف العالم ان الرهائن السته قتلوا في عمليه عسكريه "إسرائيلية" في رفح لا اختطافهم بالقوة وهي ليست المحاولة  الأولى .وحملت حماس والتي وصفتها بمنظمه ارهابيه ما يجري بحق مواطني غزه و  مسؤوليه فشل الاتفاق لوقف الحرب وتبادل الرهائن. الحقيقة ان موقف أمريكا متطابق مع موقف "إسرائيل" وشريكا لها في حربها ومحصن لها امام المجتمع الدولي.

سفير فرنسا عبرت عما اسمته "غضب فرنسا تجاه قتل الرهائن السته وتضامنها مع "إسرائيل" ومدينه هجوم 7 أكتوبر ومطالبة بوقف دائم لأطلاق النار وضمان اطلاق سراح الرهائن , ووقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لإنجاح حمله تطعيم المصل ضد وباء الجدري.

سفيره المملكه المتحده اكدت " ان تعليق بعض الصادرات العسكرية البريطانية الى "إسرائيل" لايعني اضعاف التزامنا تجاه "إسرائيل" . ونبهت الى ان الاخطار المحدقة "بإسرائيل" لاتاتي من حماس فقط بل من ايران  وأكدت الالتزام بأمن "إسرائيل".

مواقف مبدئيه  

في كلمه د.رياض منصور ممثل دوله فلسطين اكد "ان "إسرائيل" تعمل  لفرض حل عسكري  للصراع وذلك بإخفاء شعب فلسطين. فبدلا من انهاء النكبة فان قاده "إسرائيل" الفاشيين يعملون على اختتامها حيث فلسطين بدون الفلسطينيين ". وعرض تطورات  الحرب المدمره والدمويه التي تشنها "إسرائيل" في الضفة الغربية  وكذلك  هجمات المستوطنين بمشاركه الجيش "الإسرائيلي" الدمويه ضد الفلسطينيين ومصادره اراضيهم ومزارعهم وبيوتهم . وطالب أعضاء مجلس الامن بموقف واضح فإما مع القتلة او مع المقاتلين من اجل الحرية "

طالب سفير الجزائر "المجتمعين في مجلس الامن الإعلان عن فشل الدبلوماسية . وذكر انه كان بالإمكان انقاذ الالاف من الأرواح  لو اتخذ المجلس إجراءات واضحه لانفاذ قرارته. وحذر مما ترتكبه إسرائيل من مجازر وتدمير  في الضفه الغربيه امتدادا لما ترتكبه في غزه خلافا للقانون الدولي بسبب ما تتمتع به "إسرائيل" من حصانه لخرق القانون.

تحدث عدد من مسؤولي الأمم المتحده  امام المجلس .ذكرت روزماري ديكارلو نائبه الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام فاعادت الروايه "الإسرائيلية " بان حماس قتلت الرهائن السته قبل وصول الجنود الإسرائيليين لانقاذهم في احد انفاق رفح  " وطالبت باطلاق سراح ال 101 من الرهائن دون شروط وقف فوري لاطلاق النار .كما اشارت الى فداحه  الحرب  حيث قتل مايقارب 41 ففلسطيني في قطاع غزه منذ 7 أكتوبر غالبيتهم من النساء والأطفال وكذلك الحمله العسكريه "الإسرائيلية "في الضفه الغربيه المحتله  حيث قتل 630 فلسطينا  .كما اشارت للعمليات العنيفة للمستوطنين "الإسرائيليين "ضد الفلسطينيين.

تحدثت المديره ايديم وسومو في مكتب تنسيق العمليات الإنسانية حيث ذكرت ان مايجري امام اعيننا ليس له حدود في عدم انسانيته وعرضت لما تقوم به "إسرائيل " في غزه من تدمير للبنيه التحتية من شبكه المياه  وامدادات الغذاء  والكهرباء وتسببت في شلل العمليات الإنسانية اضافه الى الترحيل المتكرر للسكان والاعمال العسكريه والحرمان من  متطلبات الحياة. وأشارت الى حمله التطعيم ضد  وباء شلل الأطفال  في ظل هذه الظروف اللاإنسانية.

اما سفيره غيانا  فذكرت المشاركين ان احداث العنف لم تبدأ في  7 أكتوبر وانما  بدات أولا  عندما رفضت  إسرائيل حل الدولتين في 1948.وما حدث منذ 7 أكتوبر الا تعبير عن رفض ذلك حيث استغلت "إسرائيل "الحدث لتنفيذ مخططها الخبيث رغم معارضه العديد من  مواطنيها.

اما سفير الصين فقد دعي لمزيد من الحهود لابرام اتفاق عوده الرهائن ووقف فوري وشامل لاطلاق النار  ودعى قاده "إسرائيل" للاستماع الى صوت البشر, مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في الوطن والحياه والأمان.

سفير روسيا دعي المجلس الى التحرك في ضوء امتداد عمليات "إسرائيل " من غزه الى الضفه الغربيه متهما العسكريين "الإسرائيليين " بممارسه التطهير العرقي المنهجي .واشار الى ان  مجلس الامن منح الكثير من الوقت للتوصل الى اتفاق . الا ان "إسرائيل" تماطل. .واشار الى ان الولايات المتحده توفر دائما التغطيه لاعمال "إسرائيل "ولذى لأعجب في تعطيلها للاتفاق.

أشار عدد من مندوبي الدول الى خطوره امتداد الحرب من غزه  الى الضفة الغربيه  والحاجه لحمايه المدنيين .كما أشاروا لراي محكمه العدل الدوليه في عدم شرعيه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وضرورة تفكيك المستوطنات وانسحاب القوات "الإسرائيلية " واقامه الدوله الفلسطينيه ذات السياده ودعوا "إسرائيل " للانصياع لقررات الجمعيه العامه  ومجلس الامن والمتوافقه  مع راي المحكمه.:كما دعوا الى  وقف فوري للأعمال الحربية والقيام بعمليه اغاثه دوليه شامله بما فيها التطعيم, محذرين من توسع النزاع وانعكاساته السلبية الواسعه على المنطقه والعالم . ومن هذه الدول الايكوادور و موزامبيق  ومالطا  وسيريالون وسويسرا واليابان   وكوريا الجنوبية

وقد طرح  سفير سلوفينيا  رئيس المجلس الوضع بحقيقتين متوازييتن وهما عقود من  المعاناه وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني بموازاه قلق "إسرائيل “على امنها والذي يهدد الاستقرار الإقليمي و الامن العالمي . ويرى ان الحل لذلك يكمن في السلام  بوقف فوري لاطلاق النار يؤدي الى اطلاق سراح الرهائن ويعيد الفرحه لاهاليهم وللفلسطينيين .ودعى المجلس الى اصدار نداء قوي  لعقد اتفاق لوقف اطلاق النار ,ثم استئناف محادثات السلام لتؤدي الى حل الدولتين .

الخلاصه

مرة أخرى يفشل مجلس الامن في اصدار قرار ملزم "لإسرائيل" واستطرادا المقاومة الفلسطينية بوقف فوري لاطلاق النار وتبادل للرهائن وانسحاب القوات "الإسرائيلية" واعمال الاعاثه ثم تدشين مشروع دولي لا غاده اعمار قطاع غزه. ومره أخرى تشكل أمريكا وحلفائها في مجلس الامن الحصانه "لإسرائيل" من الانصياع للشرعية الدولية ومواصلة حرب الإبادة للشعب الفلسطيني.