تحت شعار (الحل مشاركة) تستقبلك العاصمة الأردنية عمان بإبتسامة عريضة وهي تتزين بصور المترشحين لإنتخابات مجلس النواب العشرون- 2024، تفتح لك ذراعيها وتأخذ في جولة ترحيبية محملة بالأمل والتفاؤل، وهي تخوض تجربة سياسية وديمقراطية جديدة تقوم على أساس المزاوجة بين الدائرة العامة والدوائر المحلية، لتتيح بذلك الفرصة المواتية لتطوير التجربة الأردنية النيابية بشكل مدروس وهادئ دون أن تعمد إلى حرق المراحل أو القفز على التدرج الطبيعي للعملية السياسية، حتى إذا ما نضجت الظروف وتم إستيعاب النظام الانتخابي الجديد، تبع ذلك الولوج الى مراحل أكثر تقدماً وإنفتاحاً ومشاركة.
كل شيء في الإنتخابات النيابية يسير بشكل دقيق وفق دقات ساعة الهيئة المستقلة للإنتخاب التي يترأسها معالي السيد موسى المعايطة ويديرها فريق مهني متخصص يحظى بالإحترام والتقدير من قبل سائر المكونات السياسية والمجتمعية، تتابع المشهد عن قرب فتلبي الدعوة إلى المؤتمر الصحفي للهيئة المستقلة للإنتخاب في قاعة عمان الكبرى بمدينة الحسين للشباب، فتجدها قد غصت بالمدعوين من الرسميين والإعلاميين ومراقبي الإنتخابات المحليين والدوليين.
وفد من الجامعة العربية برئاسة البحريني الأستاذ خليل إبراهيم الذوادي مساعد الأمين العام جاء للإشراف على سير العملية الإنتخابية، وفد من البرلمان العربي يشارك في مراقبة الإنتخابات مكون من عدد من المندوبين، وفد آخر من الشبكة العربية لديمقراطية الإنتخابات يشارك فيه السيد شرف الموسوي من البحرين، وفد من الإتحاد الأوربي للإشراف على الإنتخابات، وفود أخرى من منظمات المجتمع المدني في الأردن وغيرها بينها الجمعية البحرينية للشفافية.
مهرجان إنتخابي وعرس ديمقراطي حاشد يشارك فيه الجميع بمنتهى الأريحية، تلتقي بمن تريد بسهولة ويسر دون أي تعقيدات، تقدم نفسك والجهة التي تمثلها للجميع فتجد الترحيب الشديد والتجاوب من قبلهم، تتنقل بين اللقاءات وتستمع للأحاديث فتعرف أن هذه الانتخابات تؤسس لعهد ديمقراطي وسياسي مختلف ينتج عنه مجلس نواب مكون من 138 عضواً ويخوض فيه 38 حزباً سياسياً الإنتخابات على مسارين الأول ( مسار الدائرة الإنتخابية العامة41 مقعداً) بينها 38 مقعداً عاماً، مقعدين للمسيحين ومقعد للشركس والشيشان، وتتنافس على هذه المقاعد الأحزاب والتحالفات الحزبية، اما المسار الثاني (مسار الدوائر المحلية 97 مقعداً) وتتنافس فيه الكتل الإنتخابية على 97 مقعد موزعة على 18 دائرة إنتخابية اكبرها دوائر العاصمة عَمَان الثلاث بعدد 20 مقعدا، تليها دوائر أربد الاثنتين بعدد 15 مقعد، ثم دائرة الزرقاء بعدد 10 مقاعد، فيما خصصت 3 دوائر للمجتمعات البدوية بمجموع 9 مقاعد موزعة بالتساوي على (بدو الجنوب، بدو الوسط، بدو الشمال).
تأخذك الرغبة في المعرفة لمتابعة الحدث كي تتعرف أكثر على ماهية الانتخابات النيابية فتجد أن هناك كوتا إنتخابية تلزم جميع الكتل الإنتخابية بتخصيص مقعد للمرأة بين كل ثلاثة مرشحين ومقعد للشباب دون 35 سنة ضمن كل خمسة مرشحين، فتصل إلى قناعة مفادها أن هذه الإنتخابات تحترم جميع المكونات في الأردن وتسعى لتمثيل الجميع بشكل عادل، فهنيئاً للشعب الأردني الشقيق هذا العرس الجميل.