القضية الفلسطينية في مناظرة ترمب وهاريس
بقلم :عبد النبي العكري
جرت في مدينه فيلادلفيا مساء امس 10 سبتمبر 2024 المناظرة المرتقبة التي أجرتها فضائيه( أ.بي.سي) الأميركية والتي طال انتظارها مابين مرشحي الرئاسة الأميركية ,الرئيس السابق دونالد ترمب ونائبه الرئيس كمالا هاريس ,حيث تابعها الملايين في اميركا والعالم ,وتركت أصداء واسعه وسيكون لها اثارها في الانتخابات الأميركية في 6 نوفمبر .2024
المناظرة تخللها اتهامات متبادلة بالكذب والتلفيق والتضليل وبالطبع فان ترمب لم يتردد عن تكرار ادعاءات ووقائع وارقام لااساس لها من الصحة وتوجيه الاهانات الشخصية والعنصرية لمنافسته هاريس . وما يهمنا هنا مواقف كلا من المتناظرين تجاه القضية الفلسطينية وحرب الإبادة "الإسرائيلية "ضد الشعب الفلسطيني في غزه وفلسطين المحتلة .
في سؤال لمحاوري المناظرة ديفد موير ولينسي ديفس الى كمالا هاريس " انه الان وبعد مرور اكثر من 11 شهرا من الحرب في غزه فما انت فاعله غير مافعله الرئيس بايدن حتى الان؟
وقد ردت هاريس بالقول "نحن نعرف ماحدث في 7 أكتوبر الماضي حيث قام مقاتلو حماس "المنظمة الإرهابية," بمهاجمه المدنيين "الإسرائيليين " وقتلت منهم اكثر من 1200 واغتصبوا النساء وذبحوا الأطفال .ولكن نحن الان بعد اشهر عديده من الحدث حيث القصف بالقنابل وحيث قتل عشرات الالاف من الفلسطيني في غزه التي دمرت بالكامل .ولذى نحن بحاجه لوقف فوري لاطلاق النار وتحرير الرهائن ثم نقوم بأعمار غزه وتحقيق تطلعات الفلسطينيين باقامه دولتهم حسب حل الدولتين. وليكن واضحا انني ادعم بقوه حق "إسرائيل " في الدفاع عن نفسها وخصوصا تجاه تهديدات ايران حسب القواعد الدولية وهذا ما سأعمل على تحقيقه"
اما ترمب فاكد ماذكره تكرارا " لو كنت انا الرئيس لما حدث ماحدث. انه وبفعل سياسه بايدن وهاريس فقد رفع الحظر عن ايران واضحت تمتلك مئات البلايين من الدولارات والتي تمكنها من تمويل عملائها للحرب ضد "إسرائيل" .انا من فرض الحظر على ايران وحرمتها من تمويل الإرهاب"
"وردا على اطروحات هاريس قال ترمب " لا تصدقوا هاريس فيما تقول فهي تكره إسرائيل وتكره العرب أيضا . وهي ماركسيه وابوها اقتصادي ماركسي أيضا . وقد تغيبت عن جلسه الكونجرس المكرسة لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. "
وقد ردت هاريس على ترمب بقولها "هذا ليس صحيحا فانا صديقه لإسرائيل ويشهد على ذلك سجلي في مجلس الشيوخ وفي الإدارة الحالية .ومن الواضح ان ترمب لايفهم في الامن القومي والسياسة الخارجية "
"إسرائيل" قاسم مشترك
من الواضح ان التحالف مع "إسرائيل" بل والشراكة معها ودعمها المطلق في مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية العدوانية لفلسطين ومحيطها العربي هو من ثوابت السياسة الأميركية الخارجية بل هي قضية داخليه متفق عليها لدى مؤسسه الحكم الأميركية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري .واذا دققنا في مواقف كلا المرشحين المتنافسين , ترمب وهاريس فهما في الجوهر واحد وتنبع التباينات الطفيفة لاعتبارات انتخابيه وليست اختلاقيه .
كمالا هاريس هي مرشحه الحزب الديمقراطي الذي يوجد في صفوفه مكونا فلسطينيا وعربيا واسلاميا ويساريا و يواجه تمردا من هذا الجناح في صفوفه احتجاجا على موقف الحزب وحكومة الديمقراطيين المتحالف مع "إسرائيل" . كما تواجه هاريس امكانيه حرمانها من أصوات الناخبين المؤيدين لفلسطين وهذا الموقف خطر وخصوصا في ولايات مرجحه مثل ميتشجان وويسكنسن وبنسلفانيا . لهذا فان هاريس تحاول كسب أصوات هذا التيار بهذا الموقف الملفق .وقد عينت مؤخرا بريندا عبد العال اميركيه من اصل مصري المسؤؤله السابقه في اداره بايدن , كمستشاره لحملتها الانتخابية للتواصل مع الناخبين العرب . ويقدر عدد الناخبين العرب ب 3.7 مليون وفقا للمعهد العربي الاميركي ,حيث عبر قادتهم في الحزب الديمقراطي ومنهم جيمس زغبي عن مواقفه هذه في مؤتمر الحزب الديمقراطي ,لكنه لم يتم الاستجابة لمطالهم بل ولم يسمح لممثليهم الحديث امام المؤتمر وحجب أصواتهم عن هاريس يصب لصالح ترمب .كما عينت هاريس المحامية مننصرينا باركزي الأفغانية الأصل كمستشاره للتواصل مع الاميركيين المسلمين .
بالنسبه لدونالد ترمب فان الوضع مختلف بل معاكس . فالحزب الجمهوري اليميني بالاساس لايضم قاعده فلسطينية وعربيه واسلاميه ,بل قاعدته الأساسية من البيض المسيحيين حيث التيار الإنجيلي التبشيري والذي يمثله نائب الرئيس المرشح فانس يدعم "إسرائيل" لاعتبارات عقائدية الى جانب السياسية . لقد ذهب ترمب بعيدا في احدى مقابلاته لتأييد قيام "إسرائيل" الكبرى على حساب فلسطين والعرب .من هنا فان موقف ترمب هو دعم "إسرائيل" دون تحفظ والمزايده على موقف اداره بايدن والحزب الديمقراطي ومرشحته كمالا هاريس ,ويتفاخر بانه قدم "لإسرائيل " خلال ولايته مالم يقدمه أي رئيس اميركي قبله .
الخلاصة
لاشك ان الكيان الصهيوني في ظل حكومه اليمين الصهيوني المتطرف بقياده نتنياهو, مطمئنه الى الموقف الأميركي من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري وللمرشحين المتنافسين هاريس وترمب ,في دعمهم "لإسرائيل" بلا حدود , ولذى ستمضي في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزه وباقي فلسطين المحتلة ,وقد تمضي لتوسعه الحرب لتشمل داعمي الشعب الفلسطيني وخصوصا لبنان.