DELMON POST LOGO

فزعة ونخوة اهل البحرين في تأبين الزعيم الخالد جمال عبد الناصر 28 سبتمبر، أيلول 1970

- هول صدمة الوفاة المفاجئة ولهيب المشاعر

- اتحاد الأندية الوطنية (في أواخر أيامه ) تحرك مشهود في مظاهرات الوفاة والتأبين

- فاجعة المصادفة 28 سبتمبر 1961 الانفصال و28 سبتمبر 1970 الوفاة المباشرة بانتهاء قمة أيلول الأسود

كتب - عباس هلال

كان يوم 28 سبتمبر ، أيلول يوما عاديا ، كنت في بغداد نحضر انفسنا مع الاخوين الصديقين العزيز علي الشرقاوي الله يعطية الصحة والعافية والمرحوم محمد عبد الرسول الخياط ( سكن الكسره- جسر الصرافية بناية زعل) لحضور مسرحية الحسين ثائراً وفي بعض العروض بعنوان " رأس الحسين " للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي بالمسرح القومي – ليأتي الخبر الصاعق والصادم بوفاة  الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وقبل الإعلان الرسمي في السادسة مساءا ، يوم كان جمال يودع امير الكويت بعد القمة الاستثنائية بشأن أيلول الأسود في الأردن ، تم الغاء العرض ، حيث نعت رابطة طلبة البحرين في بغداد والقى البيان المرحوم عبد العزيز الحسن نيابة عن الرئيس عبد الجليل العرادي في قهوة ابو حسين نظرا لعدم وجود مقر للرابطة ، وموجوداتها مكدسة بغرفة في شقة الكمب فوق حلويات الخيام حيث كنت ساكنا فيها مع الصديقين احمد حسين وعلي منصور ، كانت الحملات الإعلامية على اشدها بين بغداد والقاهرة على اثر مبادرة روجرز!!.

لذلك كان الخبر في الاعلام العراقي وأخيرا تم دفن مشروع روجرز !!( تصريح طارق عزيز رئيس تحرير جريدة الثورة بالمناشيت العريض ) فيما كانت دمشق مشغولة بازمة سياسية كبيرة على اثر استقالة الرئيس نور الدين الاتاسي وصراعات الحزب والعسكر والذي انتهي لاحقا بانقلاب 17 تشرين الثاني ، نوفمبر 1970 !! واعتقال الامين العام المساعد للحزب اللواء صلاح جديد وحكومته ، كانت دمشق مشغولة ورد الفعل باهتا !!! فيما انفجرت العواصم العربية بالمظاهرات والعويل في مقدمتهم لبنان.

لم تكن البحرين والكويت بعيدة وكانت في سرعة صدمة الحدث الأليم الفاجع فيما قاد جماعة الطليعة والاتحاد الوطني لطلبة الكويت واتحاد العمال ومنظمات المجتمع المدني ومشاركة الروابط الطلابية العربية وفي مقدمتهم روابط طلبة البحرين المسيرات والتأبين – كانت البحرين بحرين العروبة القومية والوطنية في المقدمة ورغم انها كانت فترة ما قبل الاستقلال – خرجت بعفوية الجماهير المحزونة وتداعي اتحاد الأندية ( في أواخر أيامه) في تنظيم مسيرات التشييع والتأبين ( بينما كانت المدارس في نهاية العطلة الصيفية ) ، حيث عقدت اجتماعات طارئة متتالية في نادي العروبة بحضور يوسف زباري رئيس اتحاد الأندية الوطنية ، احمد كمال نائب الرئيس عبد الرحمن جمشير امين السر ومحمد عبد الله الزامل امين الصندوق ، وسلطان سالم ، مبارك بن دينة ومحمد تقي ،  وغيرهم ، وعن الأندية حضر الاجتماع السريع تقي البحارنة وسعيد السعيد عن نادي العروبة حسن المحري نادي الخريجين محمد بوزيزي نادي اليرموك الناشئين سابقا كان اجتماعا مهيبا سريعا تمخض عنه :

برقية تعزية الى الرئيس المؤقت أنور السادات وتنظيم مسيرات حاشدة بعد أداء صلاة الغائب في الجامع الكبير في المنامة وذلك في يوم الخميس الأول من أكتوبر 1970 وكلمة رئيس الاتحاد ومسار المظاهرات في شارع الجفير، شارع القصر القديم، ودوار الحكومة، شارع الزبارة وكلمة الأساتذة المصريين للأستاذ عبدو صالح ، وتشكيل اللجان والفرق ، لجنة التنظيم سعيد السعيد ، مبارك بن دينة ، عبد الله عبد الكريم بالتنسيق مع الكشافة ولجنة الاعلام احمد كمال ، محمد بوزيزي ، محمد تقي ، لجنة الاتصال يوسف زباري محمد الزامل .. الخ ،واللجنة العامة للتأبين يوسف زباري تقي البحارنة وحسن المحري – فيما استمرت الشوارع في الغليان كما أصدرت الكثير من الروابط الطلابية بيانات النعي والتأبين رابطة القاهرة – الإسكندرية ، الكويت .. الخ ،  فيما ترافق ذلك مع ضربة اعتقالات جبهة تحرير شرق الجزيرة  وجبهة الحركة الثورية وعودة على بدء منتصف الخمسينات واثناء توقف طائرة الرئيس عبد الناصر في البحرين في طريقه للهند لحضور مؤتمر عدم الانحياز ، زحفت جموع من المواطنين للمطار تقدمهم الى الطائرة الوجيه حسين مطر ، ( والد الاستاذة فوزية مطر ) مصافحا الرئيس وفي محاولة تقبيل راسه اجاب عبد الناصر ، هاماتنا معا عالية .

في عمر مبكر 52 عاما 28 سبتمبر 1970 الصدمة الصاعقة المباغتة على مصر والأمة العربية وانفجار الجماهير في العواصم ما عدا بغداد ودمشق والأردن ( الأردن بعد أيلول الأسود مباشرة لا ماء ولا كهرباء بعد اعلان طوارئ خانق  الا في مسيرات بعض المخيمات ( الوحدات ومخيم البقعة – وهذه البقعة اكثر من يوم سباياك فيا لله وللحكام والثورة – مظفر النواب ).

وخطاب السادات ، فقدنا رجلا من اعظم الرجال واشجع الرجال !!! ورغم الإخفاقات ومسالة الديمقراطية فان إنجازات الزعيم الخالد الوطنية لا ينكرها الا جاحد بالعدل والانصاف.

ويا لهول المصادفة الأليمة بين صبيحة 28 سبتمبر 1961 وما حدث في 28 سبتمبر 1970،

صباح 28 سبتمبر 1961 قاد المقدم عبد الكريم النحلاوي انقلاب الانفصال وترحيل عبد الحكيم عامر واعتقال عبد الحميد السراج نائب الرئيس وتعيين أستاذ القانون الدكتور مأمون الكزبري رئيسا انتقاليا !! ودور قادة وحدات الجيش السوري في الانفصال ودور الأردن والسعودية  في التأمر منذ الاستفتاء على الوحدة ، 28 شباط ، فبراير 1958،  والأسباب الداخلية تأميم البنوك والمصانع وإلغاء التعددية السياسية وحل الأحزاب ( مذكرات مايلز كوبلان لعبة الأمم – عبد الناصر والعرب احمد حمروش عضو مجلس قيادة الثورة مذكرات البغدادي وزكريا محي الدين والأولى وحدة حوض النيل خاصة ما قبل 1953 كان الملك فاروق ملك مصر والسودان وكردفان ودارفور ).

- رحم الله الزعيم الخالد ( أبو خالد ) جمال عبد الناصر ومن المفارقات اغلب من عارضوه وكتبوا معارضتهم وبعضهم تم اعتقالهم كانوا في مقدمة الراثين بوفاته وعلي سبيل المثال لا الحصر الشاعر الكبير نزار قباني والشاعر احمد فؤاد نجم  في قصيدة زيارة الى ضريح عبد الناصر ، والشاعر الكبير عبد الرحممن الابنودي في قصيدته يعيش جمال عبد الناصر .. الخ لانه مشروع وطني تحرري .

زعيم الامة ، بيروت تحت العدوان تناديك وانت الذي اسقطت حلف بغداد وكميل شمعون ، وانهيت الحرب الاهلية 1958 والاردن يناديك وانت الذي دفعت حياتك لانهاء ايلول الاسود 1970 باتفاقية القاهرة ، وتناديك الشام وانت الذي تجرعت ٌمرارة هزيمة خمس يوينو حزيران 1967 دفاعا عن الشام باغلاق مضائق تيران وصنافير ، وفي الليلة الظلماء يفٌتقد البدر .

- عاشت البحرين وعشتم