DELMON POST LOGO

أكثر من 30 % من السجلات التجارية يمتلكها الأجانب كلياً أو بالشراكة.. النسبة أكبر بكثير إذا حسبنا السجلات المؤجرة

بقلم : محمد الانصاري

إقدام الأجانب على تنفيذ مشاريع صغيرة وإقبالهم على الدخول في تحدي العمل الحر هو أهم وأكبر سبب لتوسع سيطرة هذه الفئة على الأنشطة التجارية في مختلف الأسواق المحلية الخليجية ، وهذا ما صار يفتقده وللأسف الشديد الكثير من الجيل الجديد من أبناء وبنات الخليج العربي نظراً لخوفهم من الفشل.

كانت الأنشطة التجارية في الخليج سابقاً حكراً على المواطنين ، لأن الاباء كانوا أكثر شجاعة و إقدام على تحمل أعباء وتحديات السوق ، كما كانوا رحمهم الله مستعدين للعمل لساعات طويلة و في ظروف صعبة وبإبداع وجهد متميز من اجل كسب لقمة العيش ، في حين التردد و الخوف من الخسارة مسيطر على عقول الناشئة في مجتمعنا .

في البحرين كما في باقي دول الخليج تبذل الحكومة جهودا كبيرة من أجل تشجيع المواطنين على العمل الحر ، حيث أصبحت الاجراءات سهلة جدا في كافة القطاعات ، كما ان الدولة من خلال مختلف الهيئات والوزارات ومن ضمنها تمكين تساهم في تشجيع نجاح المشاريع الصغيرة فنياً ومالياً ، ورغم ذلك فإن اقل نسبة من الباحثين عن عمل لديهم توجه العمل الحر.

في مايو ٢٠٢٣ افاد وزير التجارة في رد على سؤال نيابي ان عدد السجالات المملوكة من الأجانب بشكل كامل ومنفرد  ١١٦٦٤ سجل ، وإن عدد السجلات التي يشارك فيها الاجانب مع بحريني ١٣١٠٦ ، اما في مايو ٢٠٢٤ اي بعد سنة زاد عدد السجلات التي يمتلكها الاجانب منفردين الى ١٣ الف سجل ، وبحسبة بسيطة اكثر من ٣٠٪؜ من السجلات التجارية في البحرين يملكها الاجانب كلياً او بالشراكة.

واذا أردت ان أوجه اللوم في هذا الموضوع فسوف أوجهه أولاً إلى أنظمة التعليم التي صممت بشكل لا  يشجع على العمل الحر  ، فهي ومنذ أكثر من  ٨٠ سنة تركض من أجل تخريج موظفين وعاملين وليس تجار واصحاب عمل ، كما أن جانباً كبيراً من اللوم موجة  لوسائل الإعلام التي أغفلت هذا الجانب المهم من الجوانب التي يجب تبنيها وتنميتها في سلوك المواطن في دولنا.

ان الفرق كبير جداً بين تشجيع الاستثمارات الأجنبية الكبيرة في الصناعات و أسواق المال والتكنولوجيا ، و بين دخول الأجانب في المنافسة على المستوى المحلي في لقمة العيش اليومية ، ورغم ذلك كله فإن الشباب يتظاهر و يكتب و يعج في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل فرص العمل لدى الآخرين ، في حين أن فرصة العمل الحر متوفر أمامه دون أن يستفيد منها الأستفادة الحقيقية المرجوة.

بالتأكيد العمل الحر ليس مجرد مشروع سهل التنفيذ ، بل هو كفاح و تعب وابداع و جهد كبير متواصل ، ولا يظن أحد أن تحقيق الحلم أمر بسيط ولا يحتاج الكثير من العناء ، لكن هذه سنة الحياة لكل مجتهد نصيب ، ولا ياتي الرزق من الجلوس حزيناً ولا ايضاً من العمل المضني لكن من دون تفكير.

ختاماً

١- ادعوا الشباب وبقوة أن ياخذوا بعين الجد الفرص المتاحة حولهم ، وأن يفكروا في العمل الحر  رغم ما فيه من تحديات.

٢- إذا كان الأجانب وهم في بلد غير بلدهم لديهم القدرة على النجاح في العمل الحر فإن فرص ابناء البلد اكثر وأكبر.

٣- الحكومة و الآباء و آصحاب الفكر عليهم مسؤولية تشجيع الشباب و دعمهم للانخراط في الأعمال التجارية و الفنية والصناعية الحرة.