انعقدت صباح امس ورشة البحرين بين رؤيتين 2030-2050 بفندق جولدن تليب بتنظيم من جمعية التجمع القومي الديمقراطي ، بحضور اقتصادي ومهني ومدني وسياسي وبرلماني واهلي قدمت فيه أربعة اوارق من قبل شرف الموسوي ثم زينب الدرازي و حسن الحلواجي نائب رئيس اتحاد نقابات عمال البحرين ومن ثم الدكتور علي فخرو .
ورشة او ملتقى علي قدر كبير من الاهمية وهي استجابة لدعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في لقاء ولي العهد برئيس مجلس النواب ورئيس غرفة التجارة والصناعة في 19 فبراير الفائت حول رؤية 2050 والذي وجه باجراء مشاورات وفعاليات مع السلطة التشريعية والقطاع الخاص والجمعيات المهنية ومنظمات المجتمع المدني .
" دلمون بوست " تستعرض الأوراق العمل الأربع بدءا بالدكتور علي فخرو والذي استهل كلمته في الجلسة الحوارية بالاستغراب بما يناقش هذه الأيام من مواضيع اقتصادية وتنموية، وهي مواضيع مكررة منذ اكثر من أربعة عقود ، حيث قال ان مذكرة قدمت من قبل الدول الأعضاء لمجلس التعاون الخليجي الى الأمانة العامة تطالب فيها مناقشة عدد من المواضيع الاقتصادية والتنموية وهي التي محل النقاش اليوم .. 40 عاما دون تحقيق تلك التطلعات.
وقبل القول عن الرؤية لابد من مناقشة التسمية ، لانه من الغريب ان نسمع عن الرؤى الخليجية لكن لا نسمع عن التنمية فيها وهي نقطة ضعف ، لان المهم التنمية المرتبطة بالاقتصاد .
والنقطة الثانية هي من يضع الخطة / التنموية الاقتصادية ( الرؤية ) ، بدول المجلس ، شركات استشارية اجنبية تضع الخطط لنا معتمدة على عقيدتهم وايديلوجياتهم الاقتصادية والتي لها ارتباطات وثيقة ببلدهم الأصلي ومنشاتهم وشركاتهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل من المعقول مع وجود كليات اقتصاد وسياسية واجتماع وعلماء وخبراء في جميع المجالات بدول المجلس متخصصة في القطاع الخاص والعام لا تستطيع مجتمعة وضع رؤية او خطة اقتصادية وطنية لبلداننا؟
اغلب الخطط من نتاج شركة مكانزي التي تقول الصحف الأجنبية عنها بان اغلب خططها متشابهة وحلولها المقترحة واحدة لكل البلدان ( ولم تحقق كامل النجاح المطلوب ) ، لا تحاول وضع خطط بدون معرفة اجتماعية اقتصادية ، فهي تبدأ من الصفر ، لا معرفة للتاريخ او العادات والتقاليد .. والأكثر غرابة ، يتم تعيين افراد من الشركة لمراجعة انجاز وتحقيق الخطة التي وضعوها ومتابعة تنفيذها.. فالنتائج مرتكزة على منطلقات خطأ والنتائج كذلك.
لذا مطلوب الاعتماد على انفسنا في انشاء هذه الروئ والخطط الاقتصادية من خلال انشاء فريق وطني وبالامكان الاستعانة بموظفي الشركة / الشركات الأجنبية كموظفين لدينا والاستفادة من خبرتهم والقرار بيدنا في وضع الخطة الوطنية.
كما يجب وضع آلية ونهج لاي مدرسة اقتصادية نضع تلك الخطة ؟ مدرسة الرأسمالية ، نيور- ليبرالية ؟ الاشتراكية ؟ الاسكندنافية ؟ المختلطة ؟ الصينية ؟ الألمانية ؟ وكما هو معروف العالم كله يبحث عن افضل المدارس لا واحدة.
والنقطة المهمة في الرؤية هي الهوية ، أولا تؤمن هذه الهوية ان لا تتغير ، ولا خطر عليها، ثم تضع سياساتها في العمالة الوطنية .. اذا كان الاهتمام بالهوية فلا مشكلة على مستقبل البلاد لان الهوية اهم من الاقتصاد .
ومن المهم ان تأخذ الرؤية أيضا بعين الاعتبار عدد من المعايير المهمة مثل الشفافية ، محاربة الفساد ، المشاركة الشعبية في القرار ، تحقيق الديمقراطية ، تغيير في السياسات.
والبحرين كانت تعتمد على الرعاية الاجتماعية ، ويجب ان الاستمرار على هذا النهج ونسمى البحرين " دولة الرعاية " لان بها تطبق العدالة الاجتماعية ، بعيدا عن النيو- ليبرالية التي فجرتها أمريكا وتبعتها بريطانيا والغرب ، لا نريد خصخصة في قطاعات مهمة تخص الناس مثل الصحة والتعليم.
وأخيرا لابد من التكامل الاقتصادي والسياسية والتنموي مع دول مجلس التعاون ، ووضع خطة تنموية واحدة ، مع إعطاء كل دولة حرية التغيير يتناسب مع وضعها ، التكامل سيخدم جميع الدول بالمجلس بغض النظر عن العديد من العوامل التي تمتاز بها كل دولة.