- العبور الكبير وتدمير اسطورة خط بارليف – ملحمة عظمية ومجيدة
- تاتي هذه الذكرى بعد مرور سنة على صدمة كيان الاحتلال وما زالت من طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023
- اعادة الاعتبار للجندي العربي وخاتمة الحرب السياسية لا تتناسب مع انجازاتها الاولى من حرب تحرير الى حرب تحريك !!
كتب – عباس هلال
- في الذكرى 51 لحرب أكتوبر تشرين 1973 المجيدة بمرور عاماً على طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 والصدمة الكبرى المستمرة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ، ورغم الجرائم الكبرى في حرب الإبادة على غزة الكرامة والمقاومة والعزة والعدوان البربري الهمجي على لبنان وسوف نأتي على ذلك بمقالات مفصلة لاحقاً.
- نكتب عن الذكرى 51 والتي كتُب عنها الكثير ، وعن ملحمة العبور واندفاع سلاح المدرعات في عمق الجولان في بداية الحرب والتراجع بعد ايام وتساقط الفانتوم في سماء دمشق بصواريخ سام 6 وسام 7 ، والجماهير العربية واعادة الاعتبار للجندي العربي ودور الجيش العراقي حول دمشق رغم وصوله متاخرا وعاتبا وسربين من الطيران في السويس ، كتب وكتب الكثير ،لكني في سردية الذكرى الحادي والخمسين السريعة سوف اكتب مشاهدات الشام في الحرب.
كان صباح الجمعة 6 اكتوبر ، تشرين الاول – العاشر من رمضان عاديا والشام في صيام ، كان خريفا والغيوم المتفرقة تداعب سماء دمشق الزرقاء وشمسها الخجولة ، بداية العام الدراسي ، كنت طالبا في السنة الرابعة – كلية الحقوق وبداية النشاط الطلابي في مقر الفرع بالروضة وزهاء وزهو وبهاء صباحات جامعة دمشق الشام تستعد لرقصة الحرب ، كان يوم الجمعة 6 اكتوبر تشرين الاول عند العدو الاسرائيلي كيبور عيد الغفران ، لم نستكمل الظهيرة فرقصت الشام اذاعة البيان الاول الثانية والنصف وبين غمضة عين وانتباهتها ، انتشرت طلائع البعث والفتوة موجات موجات في انتشار حول كافة الاماكن في دمشق – كانت اغنية الحرب –تتر – اغنية فيروز خبطة قدمكن على الارض هداره ، هدّاره .. انتم الاحبة وإلكن الصدارة ، انتو الاحبة وانتم الصدارة على مدار ايام الحرب ، خرج الاهالي للشوارع والساحات وفوق سطوح البنايات والمنازل رغم التحذير المتكرر بالبقاء في الملاجئ والاقبية . خرجنا جموع الطلاب زرافات وكان معي المرحوم الحبيب جواد العكري وكان للتو انهى امتحان الدور الثاني للتخرج وفيصل عرشي وحسن الشيخ وطاهر العلوي وهم كذلك للتو انهوا امتحانات الدور الثاني والعيون للسماء ( كنت قد وصلت دمشق قبل ايام بعد صيف طلابي عامر في البحرين وسياسي ساخن باستشهاد محمد بونفور وضربة الجبهة الشعبية ) نشاهد تساقط طائرات الفانتوم في سماء دمشق بصواريخ سام 6 وسام 7 ، كنا نحي الفتوة !! باشارات النصر ويعطيكم العافية والقوة .. ومنورررين !! ، والشام شامة وتم تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس وتم اطفاء الانوار ليلا ، كان الفرق كبيرا بين طائرات الميراج السلاح الرئيسي للعدو في حرب 1967 ، والتي كانت تصول وتجول وبين تحطيم اسطورة الفانتوم في حرب تشرين ، ايام الحرب وليالي الحرب عشناها ساعة بساعة وتم الاعلان عن التبرع بالدم ايضا للكافة واصبحت معاملات الجامعة واية معاملات لا تتم الا بابراز شهادة التبرع بالدم واستمر الحال حتى يوليو – تموز 1974 – كانت ايام شوارع دمشق وسطوح عماراتها ومنازلها في فرح وزغاريد وعلى مدار اليوم تستمر اغنية فيروز هدّاره .. انتم الاحبة وإلكن الصدارة.
كانت لايام الحرب التي استمرت 13 يوما ، طقوسها في رتم ايام خريفها كان رمضانا مختلفا ربما كان الاهالي في البحرين في قلق وترقب لكننا من اليوم الاول كانت اتصالات بالاطمئنان وكان الاتصال يوميا بالبيت ، وتوقفت الخدمة بعد تعطيل الاتصالات في اليوم الرابع للحرب – كان سكننا في الازبكية في شقة كبيرة طابق اول وعبر السبع بحرات بقرب البنك المركزي وصولا لساحة عرنوس ومن ثم حي الروضة ( مقر الفرع ) القريب من رابطة المحاربين القدماء والملاصق للمؤسسة العربية للسينما في التجمع، فيما بدأ مؤقتا حظر نزول الطالبات من المدينة الجامعية في المزة ليلا.
شام الياسمين ، الشام تعرف افراحي وتفوقي ، ونعرف ليالي البرد والثلج ، وتعرفني واضم طيف الشام في القلب والوسن ، لم يكن رمضان الحرب عاديا كانت ليالي دمشق رغم اطفاء الانوار وصباغة النوافذ ساحرة ساهرة في متابعة في ترقب في حماس في الساحات في المقاهي والشوارع وبيانات الحرب وهدير السلاح والعاب سماء دمشق النارية بتهاوي الفانتوم وقوس قزح صواريخ سام 7 ولازالت اغنية الحرب مستمر هدّاره .. هدّاره خبطة قدمكن على الارض هدّاره .. انتم الاحبة والكن الصدارة.
هذه سردية معايشة حرب شام تشرين شام الشامة شام الياسمين وبعد الحرب تم تأسيس جامعة تشرين في الساحل السوري وجريدة تشرين اليومية ..
آمنت بالله واسثنيت جنته ، دمشق روح وجنات وريحان / لولا دمشق ما كانت طليطلة / ولا زهت ببني العبّاس بغدان.