بمناسبة مرور عام على طوفان الأقصى ، عرض الدكتور مجيد ميلاد ستة سيناريوهات محتملة لهذا الصراع ضمن ندوة قدمها يوم امس بعنوان " عام على طوفان الأقصى " بمجلس المرحوم الشيخ عبد الأمير الجمري وهي :
- تصعيد عسكري مستمر: من الممكن أن تستمر العمليات العسكرية بين اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، مما يؤدي إلى زيادة في عدد الضحايا وتدمير البنية التحتية، هذا السيناريو قد يشمل أيضًا تصعيدًا من قبل حزب الله في لبنان، مما يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة، لا سيما بعد انتقام إيران من اعتداء اسرائيل على ضيفها اسماعيل هنية واغتياله في عاصمتها طهران ثم اعتداء الصهاينة ومد يدهم الآثمة واغتيال عدد من قيادات حزب الله .
- تدخل دولي : مع تفاقم الأوضاع قد تتدخل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة أو روسي ا أو الصين لمحاولة فرض هدنة أو التوسط في اتفاق سلام، قد يؤدي ذلك إلى تخفيف حدة الص ارع ولكن مع احتمال أن يكون ذلك مؤقتا فقط.
- اتفاقات سلام جزئية أو وسطات دولية : قد تسعى بعض الأط ارف إلى التوصل إلى اتفاقات سلام جزئية، خاصة إذا أدركت الأطراف المتنازعة أن الصاع لا يمكن حله عسكريًا ، هذه الاتفاقات قد تشمل تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار لفترات محددة أو دائمة.
ولا أستطيع القول بانهيار الكيان الصهيوني بالكامل وإن كان هذا أحب الأهداف لنا وللفلسطينيين واللبنانيين والعارقيين واليمنيين والعرب الشرفاء، ولا أستطيع القول أن المقاومة ستنكسر وهذا أبعد من ذلك بكثير بكثير، وهذا أحب الاهداف للاسارئيل والامريكان والصهاينة العرب وشذَاذهم.
- تصاعد المقاومة في مناطق جديدة: يمكن أن تزداد الأنشطة العسكرية من قبل فصائل المقاومة في مناطق جديدة مثل الع ارق أو اليمن، مما يزيد من تعقيد الصراع ويؤدي إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية.
- تداعيات اقتصادية واجتماعية: استمرار الصراع سيؤدي إلى تد اعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة على الدول المجاورة، مما قد يؤدي إلى موجات لجوء جديدة وزيادة التوت ارت الداخلية في هذه الدول.
- تزايد الانقسامات الداخلية: على المستوى الفلسطيني، قد تؤدي الحرب المستمرة إلى انقسامات أكبر بين الفصائل المختلفة، مما يضعف الجهود الجماعية نحو تحقيق الأهداف الوطنية .
كل هذه السيناريوهات تشير إلى أن المستقبل القريب للصراع في المنطقة يعتمد بشكل كبير على الديناميكيات السياسية والعسكرية الحالية، بالإضافة إلى ردود الفعل الدولية والمحلية.. ولكن السيناريو الأخطر والخطير ولكن احتماله ضئيل هو حرب شاملة بين ايران وإسارئيل و تدخل عسكري أمريكي مباشر و تصعيد حلفاء ايران في المنطقة ثم محاولات وساطة دولية .
وبدأ ميلاد حديثه على الحدث الأول في السابع من أكتوبر واسماه بــ “حدث القرن” الحقيقي الذي أعاد للأمة هيبتها لا صفقة القرن الذي حاول أصحابها إركاس الأمة في الذلة والمهانة، ويأبى أح اررها لها ذلك ، وقال انها معجزتان ، معجزة أصل الطوفان ونجاحه، والمعجزة الثانية استماررية المقاومة في غزة على سهولة أ رضها وتضاريسها والفارق بين التسليح والتدريب والأعداد.
موضحا بان حرب أوكرانيا كانت دائما في الاخبار العالمية بالبونط العريض وأول الاخبار وأهمها لمدة شهور، ثم جاء حدث طوفان الاقصى فنال الاهمية والألوية في كل أخبار العالم أجمع ، وله الحق واقعًا في ذلك لانه اصبح من الاحداث الكبرى في المنطقة والعالم.
وان أكبر انجاز حتى اليوم قدمه طوفان الأقصى تآكل الردع الإسرائيلي للفلسطينيين وأمام رجال المقاومة الابطال، وهذا يستنتج من نفس عملية طوفان الأقصى أولاً، وثانيًا من هجوم ايران الأول وكذلك الهجوم الأخير في الرد على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله، وثالثاً ضربات الحوثيين على مختلف مواقع جغرافيا في فلسطين، واربعًا صواريخ المقاومة الفلسطينية نفسها، وهذا له أثر تاريخي طويل الأمد، مما يؤدي إلى تغيير استرتيجيات في كل الاطراف ومنهم الولايات المتحدة، تآكل الردع العسكري سوف ينتج عدة مواقف غير مسبوقة، استمرار خوف الصهاينه شعبًا ومجرمي حرب، فلا يمكن أن تستقر نفسيات المستوطنين الصهاينة.
كذلك اكتساب أو كسب أو اختراق الوجدان العالمي في دعمه ومساندته للقضية الفلسطينية، في ظني لا باعتبار حق الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، نعم لذلك نسبة ليست بالقليلة ولكن نسبة غطرسة اسرائيل وعنجهيتها ومذابحها ومجازرها هي النسبة الأكبر وهي الحضارة العربية في أحدث نسخها وأطور حضاريتها.
فطوفان الاقصى دعس على رقبة مسار التطبيع ، حيث انه ما كان حركة تحررية بقدر ما كان تحريكًا للجو العام للمقاومة الفلسطينية وإعادة القضية الفلسطينية للواجهة حيث كادتْ تنهى على مذبح المفاوضات واللقاءات والتقسيم، مع عدم استهتانتا للأرواح التي قدمت والفداء الي أعطي، ولكن الثمن عظيم عظيم.. وأخيرا ، إيجابية تاريخية كبرى لا يمكن أن تهمل أنجزها لنا طوفان الأقصى وهو دعم المقاومة من الشعوب العربية بل حتى بعض شعوب أوروبا ما لم يحدث قط من لحظة احتلال فلسطين حتى 7 اكتوبر فالشعوب العربية على امتداد الجغرافيا اقتنعت بسلامة منهج المقاومة في تحرير فلسطين وامتزجت الشعوب العربية مع أهداف المقاومة الاسلامية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، وهذا مما سيكون له أثر تغييري كبير ممتد عبر التاريخ.
وكل ذلك بسبب ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على المسجد الاقصى وتدنيسه والاقتحامات والاعتداءات على المصلين والمعتكفين، فالظلم عندما يزداد فلا طاقة للشعوب إلا الثورة، وهذا مبدأ تاريخي عام ليس خاصًا بمنطقتنا العربية ، بل هو مبدأ تاريخي إنساني، و سنة سار بها التاريخ القديم والجديد، فالانسان بطبيعة تركيبه النفسية والقلبية والعقلية لا يقبل الظلم مهما بلغ الظلم من أبهة وترسانته الامنية والعسكرية.
واختتم بالقول بان عملية "طوفان الأقصى" التي بدأت في أكتوبر 2023 نقطة تحول في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث توسعت لتشمل لبنان ودخول الحوثيين على الخط، مما ازد من تعقيد الوضع الإقليمي .
وضمن المداخلات ، قال عبيدلي العبيدلي بان الحرب في غزة انتهت في السابع من أكتوبر بفوز حماس حيث كسرت التفوق الإسرائيلي في مجال المخابرات والامن والعسكر.
كل الظروف كانت ضد أهالي غزة ، لا الظروف معك ولا التضاريس ولا دولة تحميك وتمدك بالسلاح ، ومشكلة الوضع الفلسطيني الداخلي ( انشقاق فلسطيني ) ، رغم كل ذلك كان هناك عقل مفكر قلب الطاولة على إسرائيل.. بقوة الايمان فقط.
الإيجابية الأهم هو تحرك الطلاب في الجامعات الامريكية الرئيسة التي تخرج حكام أمريكا لصالح فلسطين ، والخوف الوحيد الان هو من يمثل الفلسطينين بعد الحرب.
فيما قال الدكتور منصور الجمري ، ان ما يحدث الان في غزة وفلسطين هو بوادر شرق أوسط جديد كما دعت اليه كوندريس رايس عام 2006 ، لان الشرق الأوسط الحالي هو صنيعة فرنسا وبريطانيا ، والجديد من صنع أمريكا.
النقطة الأخرى هي ان تقنية المعلومات والمعرفة والتحكم عن بعد هي الوسيلة الأساسية في الحروب المقبلة ، وما تم خلال تفجير البيجرات في لبنان دليل ، والسيارات المستقبلية ستصبح كهربائية والتحكم بها عن بعد في مراكز القرار الغربي.
والأكثر خطرا ، هو توقيع اتفاقيات سيادة المعلومات ، والسماح لتلك الدول الدخول على البيانات الأساسية للدول الأخرى.