DELMON POST LOGO

ليتني كنت طليقا في سجون الناصرة .. غزة - لبنان ومأساة السودان ! السودان !!؟

كتب : عباس هلال

- لم يعد القلم وفيض المشاعر وبخور المباخر وعميق التضامن وقوة المواقف تطفئ لهيب نفوسنا ووجداننا في وضع عربنا وارضنا وعرضنا في امة يوم قال عنها عمرو بن كلثوم " اذا بلغ الفطام لنا رضيعاً / تخر له الجبابرة ساجدينا

- العدوان وحرب الإبادة الجماعية وجرائم التهجير وجرائم حرب تتفاقم ليلاَ ونهاراً يقابلها صمود وقتال ونضال أصحاب الحق والأرض مقاومة المرابطين الابطال وسط فضائح العالم الأخلاقية بدعم الجرائم ومساندة الإبادة الجماعية إبادة البشر والحرث والحجر على وسكوت صمت الاخر وعجز الأمم المتحدة المنظمة الأممية اين ميثاقها واين حيثيات ميثاقها ؟ وأين الدول الكبرى ؟ وأين حفظ الامن والسلم الدوليين ورغم ايماننا بان إبادة المدنيين والاغتيالات وحرق المدن لا يخلق نصراً ولا يحسم حرباً وستظل القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية  باقية ما بقى الاحتلال واقعاً وقانوناً وكل هذه الإبادة وجرائم الحرب سيف على رقبة سلطات الاحتلال لا تقادم لها ولا افلات من العقاب طال الزمن او قصر.

- لا زالت جرائم الإبادة تصل الى النازحين في المدارس ومراكز الايواء في غزة ولازال التهجير القسري البربري مستمراً والعدوان على لبنان على طريق حرب الإبادة والتهجير والاعتداءات المتكررة والاعتداءات المكرورة على شام الياسمين وقد كتبنا مرارا وتفصيلا  في القانون الدولي العام والإنساني وتضامن الشعوب والجامعات العالمية والشعوب العربية وكتبنا مؤخراً عن لجان التضامن عندنا في البحرين في عام 1982 و2006 وقبل ذلك 2001 واثناء انتفاضة أطفال الحجارة لكني هنا سأكتب تفصيلاً عن لجان التضامن 1982 وقت اجتياح لبنان حتى بيروت 2006 وشذرات أخرى .

- في مطلع شهر مايو 1982 اجتاح الكيان الاجرامي ارض لبنان وقتها لازالت في المعتقل في سجن القلعة ( الجيل – the jail ) وكنا مجموعة صغيرة من اليسار منذ نقلنا من سجن سافرة لكن احتفظنا بالراديو ترانسستر بطريقتنا ( المجموعة إبراهيم كمال الدين ، عبد الله مطيويع ، محمد حسين نصر الله ، عباس هلال ، المرحوم الحبيب جواد العكري ، المرحوم الحبيب احمد الشملان ، عادل العسيري ، مجيد البلوشي ، احمد مكي ) كنا نتابع ليلياً مسار المعارك من الترنسستر واخبار البحرين من المقابلات حيث هب المجتمع المدني البحريني بتشكيل لجنة للتضامن مع الشعب اللبناني ساهم في ذلك الجهات الحكومية بداية من تلفزيون البحرين والذي اجري لقاء مفتوح مباشر مع رئيس جمعية الأطباء الدكتور خليل حسن ورئيسة جمعية نهضة فتاة البحرين المرحومة الحبيبة الأستاذة وداد المسقطي، وخط ساخن للتبرعات بالتعاون مع جمعي الهلال الأحمر البحريني ، والقطاع الخاص واستمرت شهوراً طويلة وقد تابعت ذلك لاحقاً بعد اطلاق سراحي في 2 أغسطس 1982 .

- ومثل ذلك في 2006 بعد العدوان الكبير على لبنان في تموز ، يوليو حتى تدافعت وتداعت الجمعيات لتشكيل اللجنة الوطنية للتضامن مع لبنان تطور الامر بدعوة وزيرة التنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي باجتماع معنا في قاعة الوزارة حضره أكثر الجمعيات وبعد كلمة الوزيرة تحدث رئيس جمعية المحامين عباس هلال مشيدا بالاجتماع طالباً الوقوف دقيقة حداد فاستجاب الحضور وكان بجانبي الدكتور عبد الله الحواج نائب رئيس الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة فاعطيته الكلام مع التنسيق المسبق باقتراح عاجل للجنة الوطنية وبالفعل اقترح ذلك فأثنى الجميع ، طلبت الوزيرة تأجيل الموضوع ( ربما للمراجعة ) فاصرت جميع الجمعيات على التشكيل الفوري للجنة وامام الإصرار والاجماع تم الإعلان مباشرة عن تشكيل اللجنة ومقرها جمعية الحلال الأحمر ، واثناء تشكيل اللجنة انضمت كافة الجمعيات السياسية أيضا ، وعقدت  الاجتماعات وتم جمع وارسال التبرعات وتشكيل الوفد وكان في مقدمتهم المناضل المرحوم عبد الرحمن النعيمي الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي ( وعد ) على يتولى الاعلام في الوفد الأستاذ محمد حسن العرادي ...الخ ، وكانت المساعدات تصل الى الهلال الأحمر اللبناني والفلسطيني.

- وتوازياً نظمت الجمعيات المهنية – جمعية المحامين – جمعية المهندسين – جمعية الأطباء اعتصاماً منظماً امام مكتب الأمم المتحدة بمنطقة المعارض كان مهرجاناً رائعاً كان لعضو مجلس إدارة جمعية المهندسين سيد جميل خلف العلوي دوراً رائداً كان ذلك في 20 يوليو 2006.

- ودعماً لانتفاضة الشعب الفلسطيني تداعت الجمعيات بناءاً على مقترح جمعية المحامين باجتماع بمقر جمعية المحامين ابريل 2001 باعتصام امام السفارة الامريكية رغم تحدير قائد منطقة المنامة العميد ناصر المّسلم للجمعية لكن الاعتصام كان كبيراً وهادراً انضمت الجمعيات السياسية – تحت التأسيس - وكان استشهاد عباس الشاخوري ألهب المشاعر فزحفت الجماهير الى سور السفارة ووقع الصدام وتم استدعاء رئيس الجمعية عباس هلال مراراً لقيادة امن المنامة ،  وكان العميد متفهماً ، ولان في 2001 كان سقف الحريات في اعلى مستوياته بالإضافة الى محاولة تهدأت الامر بشأن الشهيد الشاخوري .

- أيضا في 2002 المسيرات الجماهيرية للتضامن وضد لحرب على العراق ، وفعاليات نادي العروبة والجمعيات ف التسعينات التضامنية مع فلسطين ولبنان .. الخ

- هذه سرية موجزة وكان الاجدر ان يتم تشكيل لجنة وطنية على غرار 1982 و2006 ليكون الدعم اكبر والتضامن اشمل من كافة المجتمع المدني وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني واللبناني.

- امام إعصار وزلزال العدوان وعلى غزة ولبنان والضفة الغربية وشام الياسمين تشتد المعارك وتفتك الامراض والاف القتلى ونزوح وجوع الملايين في السودان ، السودان المنسي السودان المظلوم المكلوم في اشتداد معارك العسكر في المدن في العاصمة الخرطوم والخرطوم بحري وام درمان ومقرن النيلين ودارفور ولامن إغاثة ولا من جهود دولية او عربية لوقف مهزلة القرن !!؟ ويا قلبي لا تحزن.

- وعودة الى غزة الكرامة والمقاومة والعزة والى لبنان جمال العرب نؤكد ان جرائم الإبادة الجماعية والاغتيالات وحرق المدن لا تخلق نصراً ولا تحسم حرباً وستبقى فلسطين وسيبقى الحق الفلسطيني والحق اللبناني باقياً ما بقى الليل والنهار ومثلما قال الشاعر الفلسطيني راشد حسين ممثل منظمة  التحرير في نيويورك 1979 ، أي بعد كامب ديفيد : والتقينا منذ عام في مطار القاهرة / قال لي بعد ثلاثين دقيقة / ليتني كنت طليقاً في سجون الناصرة.

يازهرة النيران في ليل الجليل / أما فلسطين / وأما النار جيلاً بعد جيل.