DELMON POST LOGO

وداعاً يوسف

بقلم : محمد الانصاري

خلال أسبوعين من الآن سوف تحسم نتائج الانتخابات الأمريكية، ففي الخامس من نوفمبر يصوت الأمريكيون من أجل ترجيح إحدى الكفتين ، إما كفة الحزب الديمقراطي بقيادة نائبة الرئيس السيدة كامالا هاريس أو كفة الحزب الجمهوري برئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب ، أما يوسف بايدن فإنه يقضي أيامه الأخير في البيت الأبيض، حيث أن عليه تسليم سدة الحكم في 20 يناير 2025 إلى الرئيس رقم 47  للولايات المتحدة الأميركية.

بالنسبة لي كمراقب من النصف الشرقي للكرة الأرضية أتمنى أن تكون الرئاسة من نصيب السيدة السمراء كامالا هاريس أو كما أحب ان اسميها " كاملة " ، فهي أقل ضرراً من غيرها ، وأكثر نضجاً من سابقها وأسبقها ، و هي من جانب آخر سوف تكون أول سيدة تحكم الولايات المتحدة الأمريكية ، كما حكمت سبأ اليمن قبل أكثر من 2500 عام  ، إلا أنّ الاولى كانت في عهد الملك سليمان عليه السلام ، والثانية في عهد أناس يبحثون عن ميراث و ملك سليمان.

لست متأكداً ما هو الوصف الصحيح لما سوف يجري في الخامس من نوفمبر في أمريكا ، كما ليس من الواضح ما الذي سيترتب على نتائجه ، وخصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار ان المعركة الإنتخابية في الولايات المتحدة ليست نتاج التطلعات والمصالح للشعب والحكومة الأمريكية فقط، وإنما المعادلة صعبة ومعقدة لدرجة لا يمكن فهمها بسهولة حتى للناخب أو المواطن الأمريكي فما بالك بنا كمهتمين ومراقبين للشأن السياسي الدولي من على بعد آلاف الكيلومترات.

سوف أحاول هذه المرة أن أستمتع بمتابعة هذّه الأنتخابات المصيرية التي ينتظر نتائجها ملايين البشر من كل بقاع الأرض ، كما لن أحرم نفسي شرف مشاركة أصدقائي وليمة يوم الخميس إذا كان النصر حليف أختنا كاملة هاريس ، أما إذا كان النصر حليف دونالد ترامب فسوف أنام ليلة الخميس بلا عشاء ، متمسكاً  ببرنامجي الصارم لتخفيف الوزن والحمية التي اتبعها منذ فترة.

في جميع الأحوال ورغم أهمية من سوف يكون سلطان البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة ، لن تغير الولايات المتحدة في سياساتها العامة الجوهرية ، وسوف تبقي على تحالفاتها وعداواتها كما هي ، لان في أمريكا العلاقات و المواقف ليست بيد الرئيس منفرداً ، بل هي نتاج لموازنات و ترتيبات معقدة و ما الرئيس سوى ممثلها الرسمى وحامي حماها.