بقلم : فاطمة التيتون
صيفٌ يمرُّ بنا بعد صيف،
والمسافاتُ لا تقترب.
تواسينا حباتُ القمح،
تسلينا زنبقةُ الفجر،
تأخذنا سُحُبٌ حانية،
تبددُ أصواتنا، نظنها، تظننا.
_ _ _
صيفٌ يمرُّ، وحزنٌ يمرّ،
بهجةٌ تتراخى قليلاً وتمرّ.
_ _ _
على رِسلكِ أيتها الساعاتُ،
لم تنتهِ الحكايةُ بعدُ،
ولم يتلاشَ الليلُ كله، ولم يخبُ الضيا.
_ _ _
صيفٌ يوقظُ الياسمين،
يجددُ الرُّطب،
صيفٌ لنا ولهم،
لشمسٍ سخيّة، لكركرةٍ لا تغيب،
صيفٌ للعشاقِ ويجتمعون،
لا يعرفون إلا الجنون.
_ _ _
صيفٌ حزين، يمرُّ ثقيلاً،
يستلُّ منا السنين.
يعزفُ ناي الضجر، يمرُّ بطيئاً،
يجثمُ، يطلُّ في المرايا،
يعاقبنا دون جناية.
_ _ _
هو الصيفُ الذي يخنقُ الشجر،
يقبعُ في الأمكنةِ في الأزمنةِ، لا يفارقُ،
يأتي ويمضي مقيتاً وظلاً عنيداً ووجهاً مهشّم،
صيفٌ يمرُّ بنا،
حلمٌ يلمسُ أهدابنا ووعد.