الشاعرة : فاطمة التيتون
(١)
الزهورُ التي هرمتْ لا تطلبُ الماء.
المرايا التي تهشمتْ لا تسأل.
الغصونُ التي جفتْ لا تستجدي.
الشهبُ التي تكسرت لا تبكي.
الوعودُ التي لم تُنجزْ لا تتذكر.
القهوةُ التي لا تتألمُ لا تُحتسى.
والسرُّ الذي لم يُسرُّ به لم يكن.
(2)
قصصٌ في العشقِ لم تبدأ،
تحلّقُ حولَ المكان،
تذوبُ في الشمسِ ولا تُكتب،
وتموتُ في لهبِ الصيف.
والعشاقُ ينتظرون في النجوى،
في أقاصي الليلِ ينتحبون،
مِن علقمٍ يشربون والمرايا تلاحقهم.
يكتبون القصصَ لعلها تبدأ،
لعل الكلمات تأتي تملأُ الزمن،
تروي العطشى، تُطعمُ الجوعى،
لعلها تكتبُ تاريخَ الأرضِ والفضا،
لعلها تجمعُ الأبجدية.
(3)
كانت لكَ الأسماءُ وضاعت،
لكَ الخلايا كانت وتلاشت،
ولك الابتساماتُ، وتهاوت.
تهشمت أغنيةُ الهوى،
صارَ الليلُ سقيماً وطويلاً، حزيناً ووحيداً،
صارَ دموعاً وبساتين مهجورة.
(٤)
الصفحاتُ الأخيرةُ كالكفن،
لا تعرفها لغةٌ، لا يلاطفها زمن،
لا تزورها النجومُ ولا الشمس،
تظلُّ في المكانِ خاوية، تقلّبها العاتية.