البحرُ يحنو قليلا

بقلم  : الشاعرة فاطمة التيتون

(1)

لا تكتبْ الكلمة، لا تكتبْ المعنى،

دَعْ السطورَ هامدة، والليالي خاوية،

دَعْ الضيا يضيع، والمرايا خائفة.

كُنْ في العطش، بين أطباقِ الجياعِ كُنْ،

كُنْ غيمةً بلا مطر، كُنْ للغصونِ رؤى،

وللزهورِ كُن شذى.

لا تكنْ في الكونِ حتى أغنية.

لا تكن حتى الصدى،

لا تكن من ندمٍ من حسرةٍ ومن شجن.

إن لن تكن في الكونِ محواً لا تكن.

(2)

لا تنتشلني من البحرِ، البحرُ أوفى،

قد أغرقُ، قد أطفو،

قد أستقرُ على شاطئٍ، لكنني أدري،

لا تنتشلني، فالبحرُ يحنو قليلاً،

والبحرُ يغدرُ أكثر.

(3)

النجمةُ السوداءُ تنتظر،

يلبسُها الرجا، وتبتسم،

وتسألُ الضيا لعله لعلها،

وتشتهي أيامَها أعيادَها  حبيبَها، وتنتظر،

ضيّعها الفضا،  وخانها الزمن،

لا ترتجي من السما غيرَ السنا،

وحيدةٌ وليلُها وحيد،

قصتها صمتٌ، ونارُها ردى،

غائبةٌ في الدهرِ حاضرة،

يعرفها الندى والفجرُ والصبحُ،

وتعرفُ الضحى.

‍