في هذه الأوقات العصيبة، التي يواجه الشعب الفلسطيني البطل بإرادة منقطعة النظير أشرس حرب إبادة يتعرض لها شعب في تاريخ البشرية، يقف الاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقفة تأييد وتضامن مع شعب فلسطين الصامد. وفي الوقت ذاته يدين الإتحاد بشدة أعمال العدوان الفاجرة التي يقوم بها جيش الكيان الصهيوني تنفيذًا لسياسة وأد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
إن قلوبنا إذ تتوجه نحو جميع الضحايا من أخوتنا الفلسطينيين الصامدين في وجه العدوان الغاشم، منددة بكل أشكال العدوان البربرية الأخيرة كافة، تجاه أهلنا في قطاع غزة وأراضي الدولة الفلسطينية، تؤكد دعمنا الثابت للشعب الفلسطيني، وشجبنا للأعمال العدوانية التي تمارسها آلة الحرب الصهيونية بحق هذا الشعب الصامد.
إن أعمال العنف الهمجية والدمار والخسائر في الأرواح التي لا هوادة فيها، والمفجعة في الأراضي المحتلة تتطلب إدانتنا الجماعية. إن الخسائر في الأرواح البريئة، وتشريد الأسر، ومعاناة الشعب الفلسطيني يجب أن تنتهي. ونحن ندين بشدة الاستخدام العشوائي للقوة والعواقب المدمرة التي يخلفها على حياة المدنيين.
وبالقدر ذاته يقف الاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تأييده المطلق لنضالات الشعب الفلسطيني التي جسدها صموده الأسطوري في عمليات "طوفان الأقصى"، الذي تهاوت أمام تضحياته شراسة، وبربرية آلة الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني الغاشم.
ويرى الإتحاد في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ نضالات الشعب الفلسطيني أن سير المعارك والأحداث التي تنجم عنها لا تعكس صمود المقاومة الفلسطينية فحسب، بل تعكس أيضًا القوة المتنامية لهذه المقاومة. وبالقدر ذاته نكشف مكامن الضعف الذي بدأ يدب في جسد آلة الحرب الصهيونية، وينذر بفشل سياساتها. لقد أبدى الشعب الفلسطيني تصميما لا يتزعزع من أجل الدفاع عن حقوقه المشروعة التي أقرتها القوانين الدولية وجسدتها الاتفاقات التي وقعها خلال العقود المنصرمة بما فيها تلك الاتفاقيات التي وقعها الكيان الصهيوني. وهذا التصميم هو شهادة على روح الفداء التي لا تقهر لهذا الشعب الفلسطيني المؤمن بمشروعات السلام التي أقرتها المواثيق الدولية.
وعلى نحو موازٍ، تسلط هذه الأحداث الأضواء أيضًا على الحاجة إلى إعادة تقييم النهج الذي يتبعه الكيان الصهيوني كما يجسدها الاستخدام المفرط في القوة، واستمرار العنف على أيدي قوات الاحتلال. فمثل هذه السياسات التي تعكس الرعونة الصهيونية لا تؤدي إلى إضعاف احتمالات السلام الدائم فحسب، بل نؤكد أيضا رفض الكيان الصهيوني لكل مبادرات السلام التي نالت مباركة كل المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومؤسساتها المتفرعة عنها.
إننا في الاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ندعو جميع الأطراف المعنية إلى الاعتراف بعدم جدوى هذه الإجراءات والسعي إلى مسار بناءٍ أكثر فعالية للمضي قدما نحو حل سلمي عادل للقضية الفلسطينية كما تنص عليها القوانين والمواثيق الدولية، بما فيها تلك الصادرة عن الأمم المتحدة.
إننا في الاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ ندين مثل هذا العدوان الوحشي، وندعو إلى وقفه تضامنية مع نضالات الشعب الفلسطيني، نؤمن بأهمية التعاون الدولي لتحقيق سلام دائم وعادل للقضية الفلسطينية بما فيها حق إقامة دولته.
وبالقدر ذاته ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان حماية حقوق الإنسان ومبادئ العدالة. ومن الضروري أن يتم الاستماع إلى أصوات المتضررين، والاعتراف بمعاناتهم وضع حد لها.
إن روح التضحية التي لا ينضب عطاؤها لدى الشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الحرب التي يمارسها العدو الصهيوني تمدنا بالثقة المطلقة في عدالة القضية الفلسطينية، وانتصار شعبها، في وجه ممارسات العدو الصهيوني التي فاقت النازية في طرقها الوحشية، والفاشية في سياساتها اللا إنسانية. إن صمود الشعب الفلسطيني، وتضحياته المتواصلة اللامحدودة هي شهادة على تصميمه هذا الشعب الذي لا يتزعزع على نيل حقوقه المشروعة القادرة على تحريره من أغلال الاحتلال.
ومن ناحية أخرى، تؤكد النتائج الأخيرة التي ولدها "طوفان الأقصى" فشل النهج الذي يتبعه الكيان الصهيوني في حل الصراع الذي طال أمده. وكشفت، بما ليقبل الشك نقاط الضعف التي باتت تعاني منها مؤسسات وسياسات الكيان الصهيوني والفشل الذريع الذي تعاني منها استراتيجياتها. وبات من الواضح أن هذه السياسات لم يعد في وسعها ان تحقق النتائج المرجوة التي توهم الكيان الصهيوني أنه قادر رفضها.
إن صلواتنا لانتصار الشعب الفلسطيني في انتزاع حقوقه المشروعة ودعوتنا لشجب سياسات العدو الصهيوني الغاشمة، تؤكد وقوفنا معه في سعيه لتحقيق السلام العادل والدائم الذي يناضل من أجله.
المجد والخلود لشهداء فلسطين،
والنصر القريب للقضية الفلسطينية العادلة،
الاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات